روى المعتقل السوري السابق عبداللطيف القصار، تفاصيل سنوات الرعب والتعذيب التي قضاها في أقبية النظام السابق، والتي بلغت ذروتها في سجن صيدنايا سيئ السمعة.
وخلال استضافته في برنامج "ما بعد الأسد" على قناة "رؤيا"، كشف القصار، الذي نجا من الإعدام بفارق يومين فقط، كيف تحول الموت في صيدنايا إلى أمنية للهروب من جحيم التعذيب الذي لا يطاق.
من الثورة إلى "الغرفة السوداء"
بدأت رحلة معاناة عبداللطيف القصار، النجار الدمشقي والأب لخمسة أولاد، في عام 2012 عندما داهم جيش النظام السابق محله في منطقة الكسوة، وسرقوا معداته وسيارته، وكبدوه خسائر مادية فادحة. لم تمنعه هذه الحادثة من المشاركة في الثورة، حيث انخرط في العمل الإغاثي ونقل الأدوات الطبية للجرحى، كما استأجر مقراً للثوار كانوا يستخدمونه لحفر الأنفاق ومداواة المصابين، قبل أن يتم اعتقاله عام 2018 ليبدأ جولة مروعة من التعذيب الوحشي.
صيدنايا.. حيث الموت أمنية
تنقل القصار بين عدة أفرع أمنية، ذاق في كل منها أبشع أصناف التعذيب، وصولاً إلى وجهته الأخيرة: سجن صيدنايا، الذي يصفه الناجون بـ"مسلخ بشري". هناك، وُجهت له تهمة "تشكيل خلية مسلحة" وهُدد بالإعدام. يروي القصار كيف كان الموت يُنفذ لأتفه الأسباب، "حتى المرض كان سبباً كافياً للإعدام"، مضيفاً أن السجناء كانوا يموتون من الجوع، البرد، أو "القهر". وفي لحظة انهيار إنساني صادمة، يقول: "كنت أحسد الذي يموت لأنه ارتاح من التعذيب"، متمنياً فقط أن يرى أبناءه للمرة الأخيرة قبل تنفيذ الحكم.
"سقط الأسد".. لحظة التحرير التي لا توصف
قبل يومين فقط من الموعد المحدد لإعدامه مع رفاقه، انقطع عنهم الطعام والشراب، فظنوا أن النهاية قد حانت. ولكن، فُتحت أبواب الزنازين على صوت مقاتلي المعارضة وهم يعلنون الخبر الذي كان حلماً مستحيلاً: "اخرجوا فإن بشار الأسد سقط". يصف القصار فرحته التي لا توصف والتي وصلت حد البكاء الهستيري، مؤكداً أنه لو عاد به الزمن، لكرر ما فعله نصرةً للحق، رغم كل ما عاناه.
رسالة إلى الطاغية
وجه القصار رسالة مباشرة إلى بشار الأسد قائلاً: "فرعون مهما طغى، بعث الله له موسى وقضى عليه، كما بعث الله أحمد الشرع ليطيح بك". وأكد أن جرائم النظام ومجازره لا يمكن أن تُنسى، وأن إرادة الشعوب هي الأقوى في نهاية المطاف.
0 تعليق