عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على مدينة غزة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

واصلت "الأيام" رصد مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة غزة، مع تشديد الحصار، وتكثيف المجازر، وزيادة رقعة التدمير، واستمرار الضغط على المواطنين لإخلاء المدينة.
ونقلت "الأيام" مشهداً يُوثق استمرار العدوان على مدينة غزة، رغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل بوقف القصف، ومشهداً آخر يرصد ملاحقة المواطنين في شوارع غزة بهدف قتلهم، ومشهداً ثالثاً يرصد تصاعد تفجير العربات المفخخة في مدينة غزة.

 

العدوان مستمر على غزة

ما زالت مدينة غزة تحت القصف والنار، رغم عدم تسجيل تقدم للدبابات في الساعات الأخيرة باتجاه مناطق جديدة، فرغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل بالتوقف عن قصف غزة، إلا أن المدينة شهدت خلال اليومين الماضيين غارات جوية، استهدفت منازل، ومباني، وخياماً، في حين يتصاعد القصف المدفعي، ويتواصل تفجير العربات المفخخة.
كما يمنع جيش الاحتلال سكان مدينة غزة الذين نزحوا عنها من العودة إليها من جديد، إذ أطلق النار باتجاه مواطنين حاولوا العودة إلى مدينة غزة عبر شارع الرشيد الساحلي، حيث ما زالت حركة العبور مقتصرة على النازحين من مدينة غزة، من الشمال باتجاه الجنوب، والدبابات متمركزة على بعد مئات الأمتار من الشارع المذكور.
وأصدر جيش الاحتلال ما وصفه بـ"التحذير العاجل"، للمواطنين في قطاع غزة، جاء فيه: "المنطقة الواقعة شمال وادي غزة ما زالت تعتبر منطقة قتال خطيرة.. البقاء في هذه المنطقة يشكّل خطراً كبيراً، ولذلك يبقى شارع الرشيد مفتوحاً أمامكم للانتقال جنوباً"، مؤكداً أن قواته لا تزال تُطوّق مدينة غزة حيث تشكل محاولة العودة إليها خطراً شديداً.
وأكد مواطنون أن جيش الاحتلال ما زال يتمركز في مناطق واسعة جنوب مدينة غزة، منها حيّا تل الهوا والصبرة، وأجزاء من حي الرمال، بينما تُحكم الدبابات سيطرتها على غالبية أحياء شمال المحافظة، خاصة حيّي الشيخ رضوان والنصر، وغيرهما.
وقال المواطن سمير طه، وهو نازح يقيم في مواصي خان يونس: إنه تحدث إلى شقيقه المقيم في مدينة غزة، وأخبره بأن الوضع لم يتغير، وما زالت المدينة تحت وقع الحصار والقصف، والأمور هناك سيئة للغاية.
وأشار طه إلى أنه، وفق ما أبلغه شقيقه، فإن الدبابات تتوقف على بُعد مسافة قصيرة من مستشفى الشفاء، وتحتل مناطق واسعة من مدينة غزة، والانفجارات هناك لا تتوقف، وإطلاق النار يُسمع بوضوح من كافة المناطق.
وتمنى مواطنون من سكان مدينة غزة أن تنجح الجهود الحالية بإنهاء الحرب، وأن يتوقف الاحتلال عن تدمير المدينة، وتنسحب قوات الاحتلال منها، ويعود السكان إلى بيوتهم التي أجبروا على النزوح عنها من جديد.

 

ملاحقة المواطنين في الشوارع

كان لتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، باعتبار كل مَن بقي في مدينة غزة على أنه من حركة "حماس"، أو مؤيد لها، بمثابة أمر مباشر لجنود وضباط الاحتلال المتواجدين في المدينة بقتل الناس هناك، ما شكّل خطراً محدقاً على السكان.
وجرت ترجمة هذا التصريح بشكل عملي على الأرض، من خلال عمليات قتل واسعة داخل المدينة، استهدفت المواطنين أينما وجدوا، سواء في المنازل، أو الشوارع، أو الأسواق، أو الخيام. وحتى النازحون كانوا عرضة لعمليات القتل خلال تنقلهم داخل أحياء مدينة غزة، أو محاولتهم مغادرتها.
وبينت مصادر مطلعة أن عمليات القتل للمدنيين داخل مدينة غزة تضاعفت منذ أواخر أيلول الماضي، وبات جنود الاحتلال يقتلون الناس بشكل جماعي ودون مبرر، حتى وصل الأمر إلى تدمير مربعات سكنية على رؤوس قاطنيها.
وتتركز المجازر الإسرائيلية في الوقت الحالي في أحياء الرمال، وتل الهوا، والصبرة، والزيتون جنوب مدينة غزة، وكذلك في مخيم الشاطئ، وفي حيّي النصر والشيخ رضوان شمال المدينة.
ووفق مصادر في مستشفيات مدينة غزة، فإن الضحايا الذين يصلون للمستشفيات بينهم أطفال ونساء، وبعضهم يصلون من داخل منازل وخيام جرى قصفها، في حين أكد جهاز الدفاع المدني في المدينة أن هناك مئات الجثامين ما زالت عالقة تحت أنقاض المنازل في مدينة غزة، لم يتسن انتشالها حتى الآن.
وذكر المواطن محمود عبيد، من سكان مدينة غزة، أن المدينة تشهد أسوأ عملية إبادة جماعية في تاريخها الحديث، والناس يتعرضون للقتل لا لشيء سوى أنهم قرروا البقاء في منازلهم وأحيائهم ورفضوا النزوح عنها، وهذا بات من وجهة نظر الاحتلال جريمة.
ولفت عبيد إلى أن الاحتلال يستخدم كل أدوات ووسائل القتل المتاحة، فالمسيّرات تلاحق المارة في الشوارع والأسواق، وبات كل مَن يتحرك من بيته عرضة للموت، في حين يتعرض الناس في بيوتهم وشققهم للقصف والاستهداف، عدا إسقاط قنابل على منازل في مناطق مختلفة من المدينة، خاصة شمالها وجنوبها.
وأشار عبيد، وغيره من المواطنين من سكان مدينة غزة، إلى أن الاحتلال وضع الناس بين خيارين لا ثالث لهما، إما النزوح عن المدينة باتجاه المجهول، أو البقاء في المدينة والموت بالصواريخ والشظايا.

 

تصاعد تفجير العربات المفخّخة

شهدت الأيام القليلة الماضية تصاعداً كبيراً وغير مسبوق في عمليات تفجير العربات المفخخة "روبوتات"، إذ باتت انفجاراتها تهز أركان مدينة غزة.
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن تفجير تلك العربات يتركز حالياً في أحياء الرمال وتل الهوا والصبرة جنوب وغرب مدينة غزة، وفي حيّي الشيخ رضوان والنصر، ومخيم الشاطئ، شمال وشمال غربي المدينة.
وأكدت المصادر ذاتها أن تفجير "الروبوتات" زاد كماً ونوعاً، ففي السابق كان الاحتلال يفجّر بين 3 و5 عربات مفخخة يومياً، أما الآن فالعدد يزيد على 15 كل يوم، كما أن حجم "الروبوتات" تضاعف، وكميات المتفجرات المحشوة فيها زادت، حيث يؤدي انفجارها إلى إحداث صوت قوي، وتصاعد الغبار والدخان.
وأوضح شهود عيان أنه، جراء توالي تفجير "الروبوتات"، باتت هناك سحابة دخانية كثيفة ورائحة بارود تغطّيان أجواء المناطق الجنوبية لمدينة غزة بفعل عمليات النسف والقصف الإسرائيلية المستمرة.
وقال المواطن يوسف عليان: إن ما يحدث عملية تدمير شاملة لأحياء واسعة في مدينة غزة، خاصة حيّي تل الهوا والرمال، وهما من أكثر الأحياء جمالاً وعمراناً في المدينة، فالاحتلال يرسل العربات المفخخة إلى الحيَّين، ويقوم بتفجيرها بوساطة التحكم عن بُعد.
وبيّن أن خطر هذه العربات تعدى الدمار والخراب، ووصل إلى قتل الناس في بيوتهم، فإرسال العربات يحدث غالباً في جنح الظلام، ويتم وضعها وسط المنازل والأحياء المكتظة، وتفجيرها بشكل مفاجئ، ما يوقع الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين.
وقدّر عليان كمية المتفجرات التي يتم استخدامها في كل "روبوت"، بما يزيد على حمولة طائرتين من القنابل، موضحاً أن الانفجارات القوية تهز مدينة غزة، وتحرم المواطنين من النوم والراحة.
بينما وصف المواطن ياسر عوض العربات المفخخة بسلاح الرعب والتدمير، وهي أحدث أساليب الاحتلال لمسح أحياء سكنية كاملة عن وجه الأرض، كما يحدث حالياً في حي تل الهوا، الذي جرى تدمير ما يزيد على 50% منه في غضون أقل من أسبوعين.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال بات يستخدم تلك العربات كوسيلة تخويف وتهجير، إذ يتم وضع مجنزرات مفخخة في قلب مناطق لم ينزح سكانها، ويتأخر في تفجيرها لعدة أيام، حتى يشاهدها المواطنون ويفرون من الحي خشية انفجارها بشكل مفاجئ، وبالتالي تعمل تلك "الروبوتات" على تفريغ الأحياء من السكان حتى قبل تفجيرها.

 

0 تعليق