Published On 5/10/20255/10/2025
|آخر تحديث: 09:22 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:22 (توقيت مكة)
يتناول مقال في صحيفة هآرتس انتقادات لاتجاه مثير للقلق على وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، حيث يقوم منشئو المحتوى الشباب الإسرائيليون بإنتاج مقاطع فيديو فيروسية تسخر من معاناة الفلسطينيين في غزة.
ويحلل مقال ألون إيدان المنشور تحت عنوان "هكذا يفكر الشباب الإسرائيليون الذين يسخرون من معاناة غزة على تيك توك" هذا الاتجاه المقلق لا سيما أن "مبدعي المحتوى"، يستهزئون بالكارثة الإنسانية والجوع ومعاناة الأطفال في غزة.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listهذه الفيديوهات، التي غالبا ما تكون مصممة على شكل مقالب أو حوارات ساخرة، تقلل من أهمية الأزمة الإنسانية -بما في ذلك الجوع والتشرد- التي يواجهها سكان غزة، وخاصة الأطفال.
ويمكن تلخيص أهم ما جاء في تحليل إيدان في النقاط التالية:
أولا الاستهزاء بالمعاناة:
انتشرت مقاطع الفيديو على نطاق واسع كالنار في الهشيم، ومن الأمثلة التي عرضها المقال امرأة تأكل (برغرًا) وتقترح بسخرية أن "الأبرياء يأكلون من ليسوا كذلك"، وظهر آخرون وهم يُجرون مكالمات هاتفية ساخرة متظاهرين ببدء حملات تبرع لأطفال غزة قبل أن ينفجروا بالضحك.
ويورد مثلا قصة فتاة اتصلت وهي في منتهى السعادة بعجوز قائلة: "مرحبًا، أنا شيلات. أتصل من مؤسسة إيد ذا دونر. أود أن أعرف إن كنتِ مهتمة بالتبرع لأطفال غزة في القطاع؟".
صمتت العجوز لبضع ثوانٍ، قبل أن تسأل بنبرة استنكارية: "لمن تريدين التبرع؟"، لترد: "لأطفال غزة.. ليس لديهم طعام".
قاطعتها المرأة بسؤال استنكاري آخر: "لأطفال غزة؟"، بدأت الفتاة تؤكد لها ما قالته لكن العجوز قاطعتها قائلة بنبرة حادة: "اذهبي للمشفى يا عزيزتي، أنتِ بحاجة ماسة إلى العلاج…"، لتنفجر الفتاة ضحكا لم تستطع التحكم فيه.

ثانيا قلة التعاطف:
اللافت للنظر، وفقا للكاتب، هو أن هؤلاء الشباب لا يُجادلون في الادعاءات القاسية، فهم لا يقولون: لا يوجد جوع في غزة، ولا يقولون: لا توجد كارثة إنسانية، ولا يقولون: لا يوجد أطفال يتضورون جوعًا، بل هم يتقبلون كل شيء، إنهم ببساطة، لا يكترثون، بل على العكس يجدون متعة فيما يتحدثون عنه.
ثالثا التحليل النفسي:
يُسلّط ألون عيدان الضوء على الانحطاط الأخلاقي الذي يُمثّله هذا، مُشيرًا إلى أن مفهوم الرأفة قد تلاشى بين هؤلاء الشباب، وأصبح مقصورا على جماعتهم. لم يعد يُنظر إلى "الآخر" -الفلسطينيون- على أنهم بشر. وبينما تُستكشف نظرية فرويد عن النكات كونها وسيلة للتعبير عن الأفكار المكبوتة كتفسير مُحتمل، يخشى الكاتب في النهاية ألا يكون هذا قمعًا، بل قسوة مُعلنة. فالضحك، من هذا المنظور، ليس قناعًا للحزن أو الشعور بالذنب، بل هو صوت الشر الذي أصبح أمرًا شائعًا.
إعلان
يستكشف الكاتب تفسيرين محتملين لهذه الظاهرة، مستندًا إلى فكرة أن "النكتة تحل محل الحجة":
التفسير الفرويدي:قد يكون الضحك والنكات وسيلةً لا واعيةً للتنفيس عن التوترات الداخلية أو للحديث عن موضوعٍ محظور -التعاطف مع العدو- وهو أمرٌ محظورٌ في واقع هؤلاء الاجتماعي.
البديل الأكثر قتامة:يُقرّ الكاتب بصعوبة تقبّل البديل، وهو أن الحياة نفسها قد "أفسدت حتى النخاع"، وأن معاناة الطفل الشديدة أصبحت "مادةً خامًا لمتعةٍ رائعة" للشباب الإسرائيلي، مستنتجًا أن "الشر قد استقرّ في بيته". يختار الكاتب تصديق وجهة النظر الفرويدية باعتبارها "أضيق مخرج" من هذا الاحتمال المرعب.
وتنتهي المقالة بنبرة قاتمة مبرزة أن هذه النكات ليست بريئة، بل تعكس انهيارًا ثقافيًا وأخلاقيًا أوسع نطاقًا، حيث تحوّلت المعاناة القريبة إلى مشهد استعراضي، واستُبدل التعاطف بالسخرية.
0 تعليق