فيديو متداول لقصف الجيش السوداني مطار نيالا فما حقيقته؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تداولت حسابات سودانية -خلال الأيام الماضية- مقطع فيديو قيل إنه يوثق لحظة قصف الجيش السوداني مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في مطار نيالا (غربي البلاد) وهو المطار الذي تسيطر عليه قوات الدعم منذ منتصف عام 2023.

وجرى تداول المقطع على نطاق واسع مع عبارات احتفالية تصفه بأنه "لحظة تاريخية ستخلد في ذاكرة البلاد" في إشارة إلى انتصار رمزي للجيش في واحدة من أكثر المناطق اشتعالا بالنزاع.

وتأتي هذه المزاعم في سياق الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع المواجهات بينهما في أبريل/نيسان 2023، وهي الحرب التي حوّلت مدينة نيالا -كبرى مدن إقليم دارفور– إلى ساحة معارك ضارية للسيطرة على المطار والمواقع العسكرية المحيطة.

ويظهر المقطع المتداول تصاعد أعمدة من الدخان الكثيف من مدرج مطار تتوقف عليه طائرات مدنية، في حين تحلق طائرة حربية في السماء، وسط صيحات وهتافات فرح من مصور الفيديو ومن حوله.

ومع انتشاره بشكل واسع وتناقله من صفحات مؤيدة للطرفين، برزت تساؤلات حول تاريخ تصوير الفيديو ومكانه الفعلي، وما إذا كان يوثق فعلا عملية قصف حديثة في نيالا أم أنه قديم أُعيد تداوله في سياق آخر.

الحقيقة

أجرى فريق "الجزيرة تحقق" تدقيقا بصريا شاملا للمقطع المتداول، بهدف التحقق من السياقين الزمني والمكاني، عبر استخدام تقنيات البحث العكسي وتحليل المشاهد الثابتة في الفيديو.

وأظهرت نتائج الفحص أن المقطع قديم، إذ تعود أقدم نسخة منشورة له إلى 15 أبريل/نيسان 2023، أي مع الأيام الأولى لاندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وجرى تداوله حينها بعنوان "قصف مطار الخرطوم".

إعلان

وبعد مقارنة المشاهد الواردة بالفيديو مع صور الأقمار الصناعية وخرائط غوغل إيرث، تبين وجود تطابق واضح في معالم مبنى صالة الركاب الرئيسية ومحيط المدرج، وهي تفاصيل معمارية تميّز مطار الخرطوم الدولي عن بقية مطارات السودان، مما يؤكد أن الفيديو صور بالعاصمة لا في مطار نيالا كما زعمت الحسابات.

مقارنة بصرية بين الفيديو المتداول وصور خرائط جوجل (منصات)
مقارنة بصرية بين الفيديو المتداول وصور خرائط غوغل (منصات)

وتأتي هذه الواقعة في ظل حربٍ مستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت -بحسب الأمم المتحدة- في ما يعد أسوأ أزمة إنسانية عالمية، مع اتساع رقعة المجاعة لتشمل مدينة الفاشر (شمال دارفور) ودمار واسع طال البنى التحتية، وعلى رأسها مطار الخرطوم الدولي.

0 تعليق