Published On 5/10/20255/10/2025
|آخر تحديث: 14:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:45 (توقيت مكة)
قال المحلل العسكري البارز لصحيفة يديعوت أحرونوت -ناحوم برنياع- إن "المفاوضات التي يفترض أن تبدأ في شرم الشيخ بين إسرائيل وحماس برعاية الوسطاء حول وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى، ليست سوى غطاء لمفاوضات حقيقية تجري في مكان آخر، وبالأساس بين إسرائيل والرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تحول إلى الطرف الأكثر تأثيرا في مجريات الأحداث".
وشبه برنياع المفاوضات التي ستبدأ غدا الاثنين في شرم الشيخ بـ"قطار الأشباح في ديزني لاند، الطريق مظلم، والعربات تتأرجح، وتظهر في كل زاوية أشباح مخيفة، لكن القطار يتقدم في النهاية إلى الأمام".
وبرغم الغموض والمخاطر، يرى المحلل العسكري أن المفاوضات في الشق المتعلق بوقف الحرب وتبادل الأسرى دخلت مرحلة اللاعودة، وأن احتمالات التوصل إلى اتفاق بشأنها أصبحت حقيقية لأول مرة منذ بداية الحرب.
ويقول برنياع إن بعض القادة يبدأون عملية اتخاذ القرار من الأسفل، بعد دراسة التفاصيل، مثل إسحاق رابين، لكن ترامب من النوع الذي يبدأ من الأعلى، يتخذ القرار ثم يفرضه على الآخرين كأمر واقع، تاركا التفاصيل لغيره، ويقول "بدلا من إقناع شركائه بالنزول من الشجرة"، يكتب برنياع، "هو يسقط الشجرة عليهم"، فهو لا يسأل ولا يشرح ولا يساوم، بل يملي رأيه ويهدد بالعقاب الفوري لمن يرفضه.
وحسب رأيه، فإن هذا النمط الذي يصفه بـ"الترامبي" قد يكون كارثة على الأميركيين وديمقراطيتهم، وربما هراء في نظر الروس أو الصينيين أو الكوريين، لكنه في الشرق الأوسط "الأسلوب الوحيد الذي لديه فرصة للنجاح"، وفيما يحاول المساواة بين التعنت الإسرائيلي، وموقف حماس، فإنه يقول "لا يستحق جائزة نوبل للسلام فحسب، بل أيضاً جائزة نوبل في الكيمياء، لأنه "وجد طريقة للتعامل مع الحمض النووي لحكام واحدة من أكثر مناطق العالم سمية"، حسب تعبيره.
إعلان
ويفسر برنياع سر نجاح ترامب في التأثير على الأطراف الإقليمية بالقول إن حماس تعتمد على المال والدعم السياسي وكرم الضيافة من دول في المنطقة، وهذه الدول تعتمد على المظلة الأمنية الأميركية، ولكنه يشير تحديدا إلى مأزق الموقف الإسرائيلي حينما قرر اختيار الاستجابة لمطالب رئيس الولايات المتحدة على القضاء على حماس.
ويعزز ذلك بالقول إن إسرائيل أكثر اعتمادا على الولايات المتحدة من أي طرف آخر، لأنها لا تمتلك بدائل لا في الصين ولا في روسيا ولا في إيران، ويشير في هذا السياق إلى أن العلاقة الأميركية الإسرائيلية باتت اليوم معقدة، إذ تسببت الحرب في غزة وسياسات نتنياهو في إضعاف الدعم التقليدي من الديمقراطيين، كما أضرت بعلاقات إسرائيل مع جناح من الجمهوريين وحركة ترامب نفسها (MAGA)، ويضيف "هذا ما يحدث لدولة تضع كل بيضها في سلة برتقالية واحدة"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي.
ويشير الكاتب إلى أن ترامب لا يهدد نتنياهو بل "يأمره"، ففي ليلة الجمعة إلى السبت، كان نتنياهو يعقد اجتماعاً أمنياً لمناقشة رد حماس على خطة ترامب، على أمل أن يكون سلبيا ليستمر الهجوم في غزة، لكن ترامب كتب تغريدة قال فيها إن حماس تتجه نحو الصفقة، فـ"انقلب كل شيء رأساً على عقب"، ليصدر بعد ذلك رئيس الأركان إيال زامير أوامر فورية بوقف التقدم العسكري والتمركز في مواقع دفاعية استعداداً لوقف إطلاق النار.
ويعلق على ذلك قائلا "للمرة الأولى ستجري إسرائيل مفاوضات مع حماس بدون ذراع نار".
ترامب الرافعة الوحيدة للمفاوضات
ويؤكد المحلل العسكري أن "الرافعة الوحيدة المتبقية الآن هي ترامب نفسه، لكنها ليست في أيدينا"، مشيراً إلى أن حماس وإسرائيل على السواء غير راضيتين عن تضييق مجال المناورة، فهما تشتركان في أمر واحد، فقدان السيطرة على وتيرة الأحداث واتجاهها، وفي حين ستتناول مفاوضات شرم الشيخ الجوانب التقنية، فإن المفاوضات الحقيقية –كما يصفها برنياع– "تجري على مستوى مختلف، إسرائيل مقابل ترامب، والوسطاء مع ترامب، لأنه هو الرئيس الفعلي".
ويقول برنياع إن "خطاب نتنياهو المتلفز الليلة الماضية، الذي حاول فيه إقناع الإسرائيليين بأنه يقترب من النصر النهائي بعد عامين من الحرب، لم يغير شيئاً في الواقع، من صدق نتنياهو سيواصل تصديقه، ومن شك فيه لن يغيّر رأيه، فالجميع يعلم أن أي نصر محتمل سيكون في النهاية نصر ترامب، فإسرائيل، إذا أنهت الحرب، ستخرج "مجروحة ومنبوذة وقادتها فاقدو المكانة"، رغم إنجازاتهم العسكرية".
ويختم المحلل العسكري بالتأكيد على أن عائلات الأسرى الإسرائيليين كانت على حق حين شككت في البيانات الرسمية من الحكومة الإسرائيلية، فالمظاهرات التي نظمتها هذه العائلات في ساحة المخطوفين وانعكاسها على القنوات الأميركية هي التي أقنعت ترامب بأنه يجب القيام بشيء ما، خاصة بعد بث مشاهد الدمار والضحايا من غزة، ويضيف أن المظاهرة الأخيرة كانت ضخمة، وأن أمام العائلات خياراً واحداً فقط "زيادة الضغط حتى النهاية".
0 تعليق