عاجل

من يحمي المرضى؟.. كيف تسيطر الشركات الخاصة على أخلاقيات أبحاث الأدوية؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
وجود روابط مالية مقلقة بين شركات الأدوية واللجان المكلفة بمراجعة أخلاقيات تجاربها تحويل هيئات رقابية أخلاقية إلى شركات ربحية يخلق حافزاً لتسريع الموافقات على حساب التدقيق الصارم

كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن وجود روابط مالية مقلقة بين شركات الأدوية واللجان المكلفة بمراجعة أخلاقيات تجاربها، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مدى استقلالية النظام المصمم لحماية المشاركين في هذه التجارب من المخاطر غير المقبولة.

نظام يفتقر للرقابة

يسلط التقرير الضوء على عدة جوانب مقلقة في هذا التحول:

هيمنة المال الخاص: أصبحت لجان المراجعة اليوم مملوكة لشركات خاصة، مما يسرّع من عمليات الموافقة على التجارب لإرضاء العملاء (شركات الأدوية)، ولكنه يفتح الباب أمام تضارب المصالح. ضعف الرقابة الحكومية: تفتقر الهيئات التنظيمية الرسمية للقدرة الكافية على مراقبة هذه اللجان الخاصة، حيث يعتمد النظام بشكل كبير على "الالتزام الذاتي" لهذه الشركات، مما قد يعرض سلامة المرضى للخطر. الاستثمار في المصالح التجارية: تقوم الشركات الخاصة بالاستثمار في جميع مراحل تجربة الدواء، بدءاً من تصميمها وانتهاءً بمراجعتها، مما يطمس الخط الفاصل بين الرقابة والمصلحة التجارية.

دروس لم تُستوعب

يكشف هذا التحول عن ثغرة خطيرة في النظام الصحي العالمي. إن تحويل هيئات رقابية أخلاقية إلى شركات ربحية يخلق حافزاً لتسريع الموافقات على حساب التدقيق الصارم، وهو ما قد يؤدي إلى كوارث صحية. وتُعد فضيحة دواء "كيتيك" (Ketek)، التي أدت إلى حالات وفاة بعد موافقة شابتها الشكوك، مثالاً صارخاً على هشاشة النظام وأهمية استقلالية لجان المراجعة.

تضارب المصالح يهدد سلامة المرضى

يضع تقرير "نيويورك تايمز" صناعة الأدوية العالمية أمام مسؤولياتها الأخلاقية. ففي ظل غياب رقابة حكومية فعالة، واستمرار سيطرة الشركات الخاصة ذات الدوافع الربحية على عملية المراجعة الأخلاقية، يبقى السؤال مطروحاً: من يحمي المرضى والمتطوعين في التجارب السريرية من تضارب المصالح الذي قد تكون كلفته هي حياتهم؟

0 تعليق