Published On 5/10/20255/10/2025
|آخر تحديث: 16:16 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:16 (توقيت مكة)
قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر إن "قطاع غزة تحول إلى أخطر مكان للصحفيين"، بعد عامين من تنفيذ إسرائيل منهجيتها في إسكات الشهود، عبر قتلهم، محذرا من أن القبول بهذا الواقع سيجعل قتل الصحفيين أداة حرب طبيعية.
وبين بيلانجر في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن مهنة الصحافة لم تشهد من قبل مثل هذه المذبحة في صفوفها، إذ لم يسجل الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي سيحتفل بمرور مئة عام على تأسيسه في مايو/أيار 2026، عددا مماثلا من الضحايا الصحفيين، لا خلال الحرب العالمية الثانية، ولا في فيتنام أو كوريا أو سوريا أو أفغانستان أو العراق، مؤكدا أن غزة أصبحت أسوأ مقبرة للصحفيين في التاريخ المعاصر.
ووصف أن التاريخ لن يكون رحيما إلا مع الشهود في غزة، لافتا إلى أنه سيذكر اسم مراسل الجزيرة الشهيد أنس الشريف، وأكثر من 200 صحفيا آخرين قضوا شهداء خلال الحرب، في حين سيظل أولئك الذين اختاروا القضاء على الصحفيين مدانين إلى الأبد، وفق تعبيره.
وفي ظل المنع الإسرائيلي لدخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع -يتابع الكاتب- فإن الحقيقة تعتمد حصريا على الصحفيين الفلسطينيين، الذين ينتمي معظمهم إلى نقابة الصحفيين الفلسطينيين، التابعة للاتحاد الدولي للصحفيين.
بعد استشهاد 5 صحفيين في مجمع ناصر الطبي.. المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلجنة حماية الصحفيين: نحن اليوم أمام إسكات للحقيقة وقتل للشاهد، وإسرائيل تقتل أي شخص قادر على فضحها، وتقوم بإسكات الشاهد الوحيد على ما يحدث في غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/hPlpuVoxUh
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 25, 2025
وبين بيلانجر أن إستراتيجية إسرائيل تمثلت في قتل الشهود، وإغلاق غزة، وإسكات الرواية، ففي الوقت الذي يعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة احتلال غزة، فإن السيطرة على الرواية لا تقل أهمية عن السيطرة على الأراضي نفسها، فالاحتلال يعني أيضا محو الأنقاض، والقتلى، والناجين، وأولئك الذين يروون قصصهم.
إعلان
ويرى الكاتب أن اعتراف عدد متزايد من الدول في الأمم المتحدة بدولة فلسطين يعد أمرا رمزيا، لكنه متأخر، فهو لا يحمي الأحياء ولا يحقق العدالة للشهداء.
وتساءل، من يحمي هؤلاء الشهود إذن؟ مؤكدا "ليس الأمم المتحدة المشلولة ولا القوى الكبرى المتواطئة من خلال توريدها للأسلحة وصمتها".
التقط لحظات حياتهم الجميلة الأولى قبل العدوان، وامتلأت حساباته بنعيهم شهداء بعده قبل أن ينعاه الناس هو نفسه بذات الطريقة..
استشهاد الصحفي والمصور الفلسطيني يحيى برزق بقصف إسرائيلي في دير البلح وسط غزة. pic.twitter.com/J8DhDSHfd7— AJ+ عربي (@ajplusarabi) October 1, 2025
دعم مستمر
وعن دور الاتحاد الدولي للصحفيين إزاء الصحفيين في غزة، أكد بيلانجر أن الاتحاد يدعم المراسلين وعائلاتهم بشكل مباشر من خلال صندوق السلامة الدولي، ويحاول نقل يومياتهم والتوعية بتحدياتهم عبر مقاطع فيديو دورية، فيما يواصل دعوة الأمم المتحدة إلى إلزام الدول بحماية الصحفيين ومعاقبة قتلتهم، بموجب القوانين الدولية.
وأمام مواصلة الصحفيين في غزة مهمتهم وحدهم، إلى حد الإرهاق والموت، ذكّر الكاتب بنصيحته الدائمة "لا توجد قصة تستحق أن تضحي بحياة إنسان"، لافتا إلى أن ذلك ليس شعارا، بل قاعدة للبقاء على قيد الحياة، مؤكدا أن مهمة الصحفيين ليست أن يموتوا كشهداء بل أن يقدموا تقاريرهم بأمان، أما حمايتهم فهي مسؤولية جماعية، مضيفا "كل خوذة، كل سترة واقية من الرصاص، كل دورة تدريبية على السلامة والبيئة المعادية هي أمر حيوي".
ويتساءل العديد من الزملاء الصحفيين في غزة "ما جدوى الاستمرار؟" فالأدلة والشهادات تتراكم، ومع ذلك لا شيء يتغير، لكن الاستسلام سيكون أسوأ وفق بيلانجر، منوها إلى أن الصمت يعني انتصار للجلادين، على نحو يسمح لهم بالقول "إن شيئا لم يحدث".
وختم قائلا إن "إسرائيل تقتل الصحفيين، لقتل الحقيقة، والعالم بلا حقيقة هو عالم يسوده الجلادون".
0 تعليق