عبدالله عبدالرحمن
لك كل الحق أيها المشجع الرياضي أن تتفنن في وسائل عشقك لناديك وطرائق هيامك بفريقك، وهذا أمر فطري لكل رياضي، لا حرج فيه ولا ضير، وكلنا ذلك المشجع، ولكن تشجيعك للمنتخب الوطني يبقى هو الأس والأساس، خاصةً عندما يهفو قلبك له وفؤادك إليه أكثر من ناديك. ولأننا مقبلون على مباريات مفصلية (الجولة الثالثة)، أرى أنه من المهم أن نشير إلى أصناف المشجعين -وهم بلا شك كثر، ولكني أريد التركيز على ثلاثة أصناف، محاولة مني لتجلية أبرز خصائصهم عَلَنَاً، علَّنَا بعد ذلك نعزز الجوانب الإيجابية ونطرد السلبية منهم كي يرجع الفرع إلى أصله ويحصل للمنتخب ما نصبو إليه من التشجيع الصحيح.
الفئة الأولى من المشجعين هي المحبة لناديها، المتابعة له في كل صغيرة وكبيرة.. يهمّها أمر الجهازين الفني والإداري واللاعبين على وجه الخصوص، وأن يكون الكل دوماً على قدر كبير من المسؤولية والجهوزية في كافة المباريات وعلى مستوى جميع البطولات.. تراها تحفز لاعبيها في حساباتهم ولعلها تتواصل معهم شخصياً مسانِدة لهم ومؤازِرة.. فإذا ما جاء نداء الوطن وقرعت أجراس البطولات ودقت طبولها، تركت كل شيء، ووقفت وقفة مشرفة مع منتخبها.. تسانده بالحضور، وتبدي النقد لتحسين الأداء، وتحتفي بفرحة منتخبها حال فوزه ولا تهجره وقت خسارته.. ولأجله تفتح المساحات النقاشية، تتحاور وتحلل -بلا كلل أو ملل- موضحة الخلل ومقترحة الحل الأمثل للمعنيين أملاً وشغفاً في التأهل.
أما الفئة الثانية فجلُّ همها ناديها.. تدور في فلكه حيثُ دار.. ولا يعنيها في رياضة بلدها إلا شؤون فريقها.. أما المنتخب الوطني فخارج حساباتها، فلا حُرقة لخسارة تُبدي ولا بانتصار تحتفي.. لا تراها -في التواصل الاجتماعي- إلا مقهورةً أو متحسرةً على مركز في فريقها ناقص أو أسلوب ينتهجه مدرب ناديها قاصر.. انظر إلى حساباتهم التي تُدينهم! وإن تَكلّمتْ عن المنتخب، فلا يصدر منها إلا السيئ من القول، من التثبيط والتندر الذي لا تحلم بممارسته مع ناديها!
أما الفئة الثالثة فهي مع ناديها بكليّتها.. وتراها أيضاً واقفة مع الأندية التي تمثل الدولة خارجياً دعماً وسنداً، بالتشجيع والكتابة المحفزة وبالحرقة عليه- هذا جيد وواجب وطني- ولكن المستغرب ولا نعرف دوافع هذا السلوك أننا لا نرى منها الصورة ذاتها مع المنتخب ولا عُشْرَ معشار تلك الوقفة الغيورة مع النادي الممثل للدولة!
فأما المشجع من الفئة الأولى فنقول له: بارك الله بك واستمر.. وأما لمن هو من الفئة الثانية والثالثة، فقولي: أمَاَ لك من أوبة، ولدائرة الاهتمام بالمنتخب من عودة؟ إن لم نرَ منك دعماً ومؤازرة غيورة ووقفةً مع منتخب بلدك مُخلصةً، فقل لي بربك متى؟
0 تعليق