لم يكن فريق الشارقة مرشحاً أبداً من أيّ مختص أو متابع للمنافسة على لقب البطولة الآسيوية لكرة اليد، ولكن بقوة الإرادة وعزيمة الرجال وجهود المخلصين، آمن بحظوظه وفرصه متجاوزاً العراقيل والمعوقات، جاء يزحف من بعيد، وهو يرفع رايته البيضاء، حاملاً معه آمال السنوات، من العمل والمثابرة، اكتسبها رجاله جيلاً بعد جيل، يستذكر إرثه وتاريخه الطويل، وتمكّن من أن يحلّق بعيداً، ليفتح المجال أمامه للأفق الكبير الواسع.
أن تكون متأخراً في النتائج، وتقلب الطاولة وتعود في المباريات، في أحلك الظروف والأوقات، من أمام أعتى وأشد الخصوم وأصحاب الألقاب، يدل ذلك على قوة الشخصية التي تمتلكها ورغبة صادقة من الجهازين الإداري والفني واللاعبين على إثبات اسمك وترك بصمة وعلامة مضيئة، ونيل أول ذهبية آسيوية عبر التاريخ لكرة اليد الإماراتية، لترسم لها خريطة الطريق، وإمكانية تجاوز المنافسات المحلية إلى القارية والعالمية.
لقد كان الملكي مفاجأة البطولة وحديثها، تلقى هزيمتين في بداية مشواره أمام الكويت الكويتي والريان القطري، ولكن بإصراره ورغبته، بأن يكتب تاريخه بيده ويسطر أمجاده على طريقته تجاوز تلك البدايات، وكتب ملحمته وسجل اسمه بحروف من ذهب، معلقاً نجمته الأولى على صدره، بعد أن عبر بوابة الخليج، حامل اللقب بمركبه، متجاوزاً أغلب موانئ الأندية، وهو أحد أبرز وأعرق الأندية الإماراتية، وبسط يده الطولى لسنوات على جميع الفئات، محققاً سجلاً حافلاً ومحتكراً أغلب البطولات ومعظم الألقاب المحلية.
بين الشهد والدموع، والمساعي الحثيثة لتخطي الحواجز، كانت الخواتيم والنهايات السعيدة بعد معاناة طويلة خاضها فريق يد الشارقة للوصول إلى تحقيق الحلم الذي يتمناه ويرجوه، وبعد حصاد ممتد لسنوات ماضية من الكفاح والإصرار والرغبة، للوصول والتربع على هرم وعرش القارة الصفراء وفرض الهيبة للأندية الإماراتية، التي خفت بريقها وغاب صيتها عن أمجد وأعرق بطولات القارة، محققاً البطولة الآسيوية ال 27 والتأهل لبطولة كأس العالم لكرة اليد (سبورت جلوب) في نسخة 2025 من بوابتها.
0 تعليق