أبوظبي: «الخليج»
تركزت فعاليات اليوم الأول من «أديبك» على مناقشة العلاقة والترابط الوثيق بين قطاعي الطاقة والذكاء الاصطناعي، وتحفيز الاستثمار في التقنيات الجديدة وتعزيز الشراكات عبر الحدود لدعم الابتكار.
وسيتمكن المشاركون في فعاليات الحدث المتواصل حتى يوم 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، من الاستماع إلى وجهات نظر عالمية متنوعة، وأحدث الرؤى الثاقبة حول اتجاهات السوق، والحلول الموثوقة التي تعمل على دعم تحقيق الانتقال في قطاع الطاقة، مع التأكيد على الحاجة إلى تبني حلول نوعية مثل الذكاء الاصطناعي وطاقة آمنة وعادلة ومستدامة.
وقد تم التأكيد على التزام الحدث بالابتكار والتعاون عبر الحدود، من خلال أول جلسة وزارية في الحدث، بعنوان «القادة العالميون الجدد والتحول في مجال الطاقة»، والتي تناولت دور السياسة والتعاون عبر الحدود في تشكيل مستقبل الانتقال في قطاع الطاقة، وتوسيع نطاق الوصول إلى تقنيات المناخ الرائدة.
سهيل المزروعي: 200 مليار درهم لتلبية طلب الإمارات على الطاقة
شهدت الجلسة تقديم رؤى من سهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات، وروث نانكابيروا سينتامو، وزيرة الطاقة والتنمية المعدنية في أوغندا، وهارديب سينغ بوري، وزير البترول والغاز الطبيعي في الهند، وكريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية في مصر.
وقال المزروعي: «لقد استشرف قادتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة المستقبل، ونحن ملتزمون بالاستثمار في المزيد من موارد الطاقة؛ لضمان الإمدادات الكافية، ومحظوظون بوجود قيادة حكيمة تهتم بالاستثمار في الطاقة؛ لذا سوف يستمر التزامنا بالطاقة المتجددة والطاقة النووية والطاقة التقليدية على حد سواء».
وقال: «تشكّل دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في التحول الطموح والعملي إلى مصادر الطاقة النظيفة، ونحن نواصل تلبية احتياجات الطاقة العالمية، في حين نستثمر بغزارة في نظم الطاقة النظيفة في المستقبل، ولدينا استثمارات كبيرة في الطاقة النظيفة قيد التشغيل بالفعل وأخرى قيد التطوير، حيث نخطط لاستثمار ما يصل إلى 200 مليار درهم؛ لتلبية الطلب المستدام على الطاقة في السنوات الست المقبلة، بهدف إزالة الكربون من اقتصادنا، والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، إذ تتماشى جهودنا في تنويع مزيج الطاقة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة جنباً إلى جنب مع جهودنا الرامية إلى خفض كثافة الكربون في عمليات النفط والغاز لدينا بنسبة 25% إضافية على مدى العقد المقبل».
هيثم الغيص: متفائلون إزاء الطلب على الأجلين القريب والبعيد
من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص، الاثنين: «إن لدى المنظمة نظرة إيجابية جداً إزاء الطلب على النفط في الأجلين القريب والبعيد». وأضاف أن «هناك بعض التحديات، لكن الصورة ليست سلبية كما يصوّرها البعض».
وشدد على أن «أداء الاقتصاد العالمي جيد»، موضحاً أن «الطلب لن يصل إلى الذروة، فالعالم مستمر في النمو».
وائل صوان: نؤمن بأن العالم يحتاج إلى المزيد من الطاقة
كما تضمّن الحدث، تقديم رؤى متنوعة من قبل قادة القطاع الخاص؛ حيث استكشفوا الصعوبات المتمثلة في تحقيق التوازن بين أولويات الأعمال، وارتفاع استهلاك الطاقة مع حقائق تغير المناخ.
ومن خلال جلسة بعنوان «تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة أثناء الانتقال إلى نظام طاقة منخفض الكربون»، استمع الحضور إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة الطاقة، بما في ذلك موراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة بي بي، ووائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة شل، وتنكو محمد توفيق، الرئيس التنفيذي لمجموعة بتروناس، وكلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني، ومصبح الكعبي، المدير التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في أدنوك.
وقال صوان عن نهج شركته في الانتقال في قطاع الطاقة: «نؤمن إيماناً راسخاً بأن العالم يحتاج إلى المزيد من الطاقة، وخاصة مصادر أكثر تنوعاً من الطاقة؛ لذا يجب أن نكون واضحين للغاية بشأن المكان الذي يمكننا فيه استثمار رأس مالنا».
كما قدمت شركات الطاقة الدولية مساهمات مهمة، طوال فعاليات اليوم الأول، مستفيدةً من تجاربها الفريدة في التعاون العالمي ودبلوماسية الطاقة، لتحديد الجهود الجماعية المطلوبة، وتسريع إزالة الكربون على نطاق واسع في كل ركن من أركان العالم.
وقال برايان سوليفان، الرئيس التنفيذي لـ IPIECA: «تتمتع صناعتنا بالمهارات والخبرة والتجربة اللازمة، لمعالجة القضايا المحيطة بالتحول في مجال الطاقة؛ لذا يجب علينا توحيد جهودنا لتعزيز الأداء البيئي والاجتماعي للنفط والغاز».
مؤتمر التمويل والاستثمار
وفّر مؤتمر التمويل والاستثمار الجديد منصة مثالية لقادة الحكومات وقطاعات التمويل والطاقة؛ لمناقشة التفاوت بين تدفقات رأس المال والاستثمار اللازم لتحقيق انتقال عادل وواقعي ومنظم في قطاع الطاقة، حيث تمّ تلخيص ذلك من خلال جلسة نقاشية بعنوان «سد الفجوة: التعاون بين القطاعات في مجال الطاقة والمالية من أجل النهوض بمشاريع جديدة»، التي ألقاها راينهارد فلوري، المدير المالي لشركة «أو إم في» قائلاً: «هناك حلول طاقة محددة تحتاج إلى رأس المال، ومع ذلك فهناك أيضاً نظام قيمة موسع يحتاج إلى دعم مالي، لذا يجب بناء هذه الشبكات الممتدة مثل البنية التحتية».
وتصدّر موضوع الذكاء الاصطناعي جلسات المناقشة والحوارات في اليوم الافتتاحي؛ حيث سلط خبراء الصناعة الضوء على قوة التكنولوجيا في إحداث ثورة في نظم الطاقة، وتعزيز مرونة الشبكة، وتوفير فرص استثمارية جديدة.
ومع استمرار فعاليات أديبك 2024، ستسلط الأيام القادمة للحدث الضوء بشكل أكبر على موضوعات بالغة الأهمية مثل: دور الذكاء الاصطناعي الحاسم في تسريع التحول في مجال الطاقة، واستراتيجيات إزالة الكربون، وتطوير مصادر طاقة جديدة، بهدف أن تكون حافزاً للتغيير النوعي في قطاع الطاقة، وتعزيز الابتكار والتعاون والتقدم المستدام في تحقيق الانتقال العالمي في مجال الطاقة.
0 تعليق