انطلقت اليوم الاثنين بالقاهرة أشغال الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) ، بمشاركة ممثلين عن أزيد من 180 دولة من بينها المغرب.
ويشارك المغرب في المنتدى الحضري العالمي بوفد يقوده السيد أديب بن إبراهيم، كاتب الدولة لدى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، المكلف بالإسكان، ويضم ممثلين عن عدد من الوزارات والمؤسسات العمومية والهيئات المنتخبة، من بينها على الخصوص وزارتي الداخلية والاقتصاد والمالية وصندوق الإيداع والتدبير ومجموعة العمران، والوكالات الحضرية ..الخ.
ويعد المنتدى الذي تستمر فعالياته إلى 8 نونبر الجاري، المؤتمر الرئيسي للأمم المتحدة المعني بالتنمية الحضرية المستدامة، ويتميز بمشاركة ممثلي الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بهدف تبادل الأفكار والبحث عن حلول مبتكرة تعزز من جهود التنمية الحضرية.
ويعتبر المنتدى الحضري العالمي، الذي ينظم تحت شعار “كل شيء يبدأ محليا لنعمل معا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة”، ثاني أكبر حدث تنظمه منظمة الأمم المتحدة بعد مؤتمرات المناخ، بما يتضمنه من أنشطة وتظاهرات كثيرة تناقش العديد من الموضوعات في مجالات التنمية الحضرية المختلفة والتنمية العمرانية المستدامة الشاملة.
ويناقش المشاركون في المنتدى الحضري مجموعة من القضايا من بينها أزمة السكن عالميا، والقدرة على التكيف مع المناخ، والتمويل المستدام، والشراكات من أجل العمل المحلي، ودور الابتكار التكنولوجي في إعادة تشكيل مستقبل المدن.
ويركز المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، على بناء تحالفات قوية لتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ ومواجهة تعقيدات التنمية الحضرية المستدامة بشكل مباشر، كما سيناقش الإستراتيجيات الأساسية للشراكات لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي، وكذلك تسليط الضوء على قوة التعاون في دفع التقدم المحلي بين مختلف الأطراف.
ويشهد المنتدى تنظيم ست جلسات حوارية رفيعة المستوى وتسع جلسات خاصة بهدف مناقشة التحديات الحضرية العالمية وتبادل الخبرات حول التنمية الحضرية المستدامة . كما يناقش تحديات التكيف مع التغيرات المناخية وتأثيراتها على المدن، إضافة إلى القضايا الاجتماعية مثل الحد من الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة عبر تقنية الفيديو وجهها إلى المشاركين في حفل الافتتاح الرسمي للمنتدى، إن هذا اللقاء الدولي يشكل مناسبة للتفكير في “ما تحمله التنمية الحضرية المستدامة من تعقيدات وما تتيحه من فرص، لذا أدعوكم للسعي إلى استنباط الابتكارات وتلمس الأفكار الملهمة كي تحملوها معكم إلى مجتمعاتكم المحلية”.
وشدد على ضرورة تطوير البنيات التحتية والخدمات العامة الموجهة للجميع، بما في ذلك النساء والفتيات، موضحا أن العمل المشترك هو اللبنة الأساسية في بناء مدن مستقبلية خضراء وعادلة ومرنة.
ومن جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن هذه الدورة تأتي في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة وحروبا لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية وعلى كل مناحي الحياة فيها، وهو ما يستدعى حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات.
كما أكد على ضرورة تركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبنـاء، إذ يستحيل البدء فى أى خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعاني من الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض.
ومن جهتها، أكدت آنا كلوديا روسباخ المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، على أهمية المنتدى الحضري العالمي باعتباره مؤتمرا دوليا ينظم من أجل مشاركة الأفكار والشراكة، مشيرة إلى أن المنتدى يحقق ميثاق المستقبل ويدعم التنمية الحضارية للأجيال الجديدة.
وأبرزت أن “المنتدي الحضري العالمي مهم للغاية في الأمم المتحدة، ويجب أن نحافظ على المنتدي ونجعله أكثر قوة ويكون عمودا أساسيا للتنمية الحضارية حتي عام 2029” مشيرة إلى أن المنتدى يواجه الكثير من “التحديات والأزمات الأساسية ونحن نضع ميثاقا للمستقبل خلال المنتدي الحضري العالمي”.
تأسس المنتدى الحضري العالمي في سنة 2001، ويهتم بالتنمية الحضرية المستدامة باعتبارها إحدى أكثر القضايا إلحاحا التي تواجه العالم اليوم.
ويبحث المنتدى، الذي ينعقد كل سنتين، تأثير التحضر السريع وانعكاساته على السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المجتمعات والمدن والبلدات. وهو يوفر فرصة لتعزيز العلاقات والمشاركة وإثبات جدوى دمج الممارسات المستدامة والقائمة على السياق في البلدان المتقدمة والنامية.
0 تعليق