سياسى سودانى لـ"الدستور": الحرب فى السودان تهدد مستقبل جيل كامل - البطريق الاخباري

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة

أكد  سكرتير نقابة الصحفيين السودانيين وليد النور، أن النزاع المسلح المستمر في السودان أدى إلى تأثيرات كارثية على قطاع التعليم، مما ينذر بمستقبل مظلم لجيل كامل من السودانيين. 

وأضاف “النور”، في تصريحات خاصة لـ"الدستو"، أن نسبة التسرب المدرسي ارتفعت لتصل إلى حوالي 70% منذ اندلاع الحرب، خاصة بين طلاب المراحل الأساس (الابتدائية، المتوسطة، والثانوية).

تعطل التعليم في أغلب الولايات

وأشار النور إلى أن أكثر من 12 ولاية سودانية لم يتمكن فيها الطلاب من العودة إلى الفصول الدراسية منذ بدء النزاع. هذه الأزمة خلقت واقعًا جديدًا في السودان، حيث تلاشت العملية التعليمية في معظم المناطق التي تأثرت بالاشتباكات.

 وأضاف أن هذه الكارثة تؤثر بشكل خاص على الطلاب الذين يستعدون لاجتياز الامتحانات النهائية، مما يؤدي إلى إهدار فرص التعليم الأساسية والانتقال الطبيعي بين الصفوف الدراسية.

جيل الحرب والنزوح

وأوضح السياسي السوداني، أن الأطفال الذين لم يتمكنوا من الحصول على التعليم باتوا في مواجهة مصير أكثر قتامة، وهؤلاء الأطفال، الذين كان من المفترض أن يتلقوا تعليمهم في مرحلة ما قبل المدرسة أو في المراحل الأولى، يعيشون الآن في مناطق النزوح أو الاشتباكات. 

وأشار إلى أن بعض الأطفال باتوا يتعاملون مع بقايا الذخائر والمقذوفات الناتجة عن المعارك، مما يعكس خطورة الوضع وتأثير ثقافة الحرب عليهم.

وتابع: "الأطفال اليوم يواجهون خطر التحول إلى جيل متأثر بثقافة الحرب والعنف"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يعيد إلى الأذهان ما حدث في دارفور، حيث نشأ جيل كامل داخل المعسكرات، فاقدًا للصلات الاجتماعية التي اشتهرت بها الأسر السودانية الممتدة.

المعلمون في مواجهة المصاعب

وتطرق النور إلى وضع المعلمين، مشددًا على أنهم يعانون من ظروف قاسية منذ اندلاع الحرب، ولم يتلق العديد منهم رواتبهم الشهرية، مما أجبرهم على البحث عن مصادر دخل بديلة. 

وأوضح أن بعض المعلمين لجأوا إلى الأعمال الهامشية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، في حين اضطرت المعلمات للعمل في الأسواق أو مجالات أخرى بعيدًا عن التعليم.

وتابع: "هذا الوضع ينعكس بشكل مباشر على النظام التعليمي بأكمله"، مؤكدًا أن نقص الدعم المالي والمعنوي للمعلمين يجعل من الصعب استعادة العملية التعليمية حتى بعد انتهاء الحرب.

وحذر النور من أن استمرار النزاع لفترة أطول سيؤدي إلى نتائج كارثية على مستقبل السودان، معلقًا: “الأمر لا يتعلق فقط بفقدان التعليم، بل بفقدان القيم والتربية، أن الأطفال الذين يتأثرون اليوم بثقافة الحرب سيصبحون جزءًا من دائرة العنف المستمرة، مما يهدد بتفاقم الأزمة في الأجيال المقبلة”.

واختتم النور تصريحه بالدعوة إلى تحرك فوري من المجتمع الدولي لإيقاف الحرب وإعادة العملية التعليمية إلى مسارها الطبيعي. وأكد أن الاستثمار في التعليم وإعادة بناء المدارس والبنية التحتية هو الخطوة الأولى نحو إنقاذ السودان من مستقبله المظلم.

وفي ظل الوضع الراهن، يبدو أن التعليم في السودان أصبح واحدًا من أبرز ضحايا الحرب، مما يجعل من الضروري إيجاد حلول عاجلة لإنقاذ هذا الجيل وضمان مستقبل أفضل للبلاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق