تصعيد إسرائيلي في بيروت يسبق ولادة «الهدنة» - البطريق الاخباري

الجريدة 0 تعليق ارسل طباعة

كل المؤشرات والمعلومات والتحليلات تشير إلى أن وقف إطلاق النار في لبنان موضوع على نار حامية، وأن الاتفاق قد يولد في أي لحظة، رغم العراقيل والشكوك الكبيرة التي لاتزال تحيط به. وصاحب مؤشرات حدوث انفراجة تصعيد عسكري اسرائيلي في بيروت وصور وصيدا، إذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية عنيفة اليوم على مناطق في بيروت خارج محيط الضاحية الجنوبية.

واجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغّر (الكابينيت)، اليوم، لمناقشة الاتفاق، بعد أن أبدى وزراء اليمين الديني المتشدد رفضهم له، مفضلين المضي في الحرب على «حزب الله».

وفي وقت سابق، ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتفاق مع رؤساء بلديات الشمال، المعنيين بوقف الحرب حيث لايزال نحو 80 ألف إسرائيلي بعيدين عن منازلهم الملاصقة للحدود اللبنانية، والتي تعرضت لدمار كبير من جراء الصواريخ التي يستمر «حزب الله» بإطلاقها منذ 8 أكتوبر 2023.


جنود إسرائيليون على ضفة نهر الليطاني في عمق الجنوب اللبناني جنود إسرائيليون على ضفة نهر الليطاني في عمق الجنوب اللبناني

من ناحيته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لمبعوثة الأمم المتحدة في لبنان، جنين هينيس بلاسخارت، اليوم، إن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مثل إعادة التسلح في الجنوب سيدفع الدولة العبرية إلى التصرف «بحزم».

وقال كاتس لبلاسخرت في تل أبيب «إذا لم تتصرفوا، فسنفعل ذلك بحزم شديد»، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف الوزير أن إسرائيل ستتبنى «سياسة عدم التسامح مطلقا عند الدفاع عن مصالحها الأمنية في المستقبل».

وجاء في البيان «سيتم تدمير أي منزل أعيد بناؤه في جنوب لبنان وتم استخدامه كقاعدة إرهابية، وستتم مهاجمة أي إعادة تسليح أو منظمة إرهابية، وإحباط أي محاولة لنقل الأسلحة، والقضاء على أي تهديد ضد قواتنا أو مواطنينا على الفور».

وأكد البيان أن إسرائيل لن تتسامح مع أي سيناريو مشابه للوضع السابق الذي تمكن خلاله حزب الله من بناء قدرته العسكرية في جنوب لبنان رغم وجود قوة الأمم المتحدة «اليونيفيل»، في إشارة الى القرار 1701 الذي اوقف حرب 2006، والذي كان ينص على انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني، لكن ذلك لم يحصل أبدا فيما تمكن الحزب من بناء قدرات عسكرية كبيرة في تلك المنطقة رغم وجود اليونيفيل التي يفترض انها تراقب تنفيذ الاتفاق.

وذكر تسريبات أن مسودة الاتفاق بين الجانبين تستند إلى المقترح الأميركي الذي يتضمن هدنة لمدة 60 يوما تقوم خلالها القوات الإسرائيلية وحزب الله بالانسحاب من جنوب لبنان على أن ينتشر فيه الجيش اللبناني.

وتشترط اسرائيل تفكيك «بنى تحتية» عسكرية أقامها حزب الله في الجنوب على رغم القرار الدولي، والتراجع الى شمال نهر الليطاني. وكان الحزب رفض مهلة الـ 60 يوماً، وقال ان انسحاب اسرائيل يجب ان يكون فورياً، كما لم يظهر أي اشارة الى نيته الانسحاب فعلا من جنوب الليطاني.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أمس، إن إسرائيل ستحتفظ بالقدرة على ضرب جنوب لبنان في أي اتفاق. واعترض لبنان في السابق على حصول إسرائيل على مثل هذا الحق، وقال مسؤولون لبنانيون إن مسودة الاقتراح لا تشمل مثل هذه الصيغة. وقال مسؤولان إسرائيليان لـ «رويترز» إن إسرائيل لديها اتفاق جانبي مع الولايات المتحدة يسمح لها بالتحرك في لبنان ضد «التهديدات الوشيكة».

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو وافق على الاتفاق بعد ضمانات أميركية بتزويد إسرائيل بأسلحة محظورة. كما لفتت تقارير اخرى الى ان نتنياهو سينال دعما من واشنطن في المحافل الدولية، خصوصا بعد صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في قطاع غزة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن وقف إطلاق النار في لبنان سيدخل حيز التنفيذ اليوم. وهو تقدير تشاركته مع تلفزيون الجديد اللبناني الذي نقل معلومات تفيد بأن بياناً أميركيا - فرنسيا مشتركا سيصدر بحلول اليوم، يعلن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وان رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، سيكون له موقف بالتوازي مع البيان الأميركي - الفرنسي يرحب فيه بالاتفاق.

وتعقد جلسة لمجلس الوزراء اللبناني اليوم عند الساعة التاسعة والنصف صباحا، لكن سيقاطعها وزراء التيار الوطني الحر، أي الحزب المسيحي الأكبر في الحكومة. وقالت المصادر إن اجتماع الحكومة سيناقش الخطوط العريضة للاتفاق ولن يدخل في التفاصيل. وكانت انتقادات عدة نيابية وسياسية طالت رئيس مجلس النواب نبيه بري المفوض من حزب الله للتفاوض بالانفراد بمحادثات وقف النار التي هي شأن لبناني عام.

وقال وزير الدفاع موريس سليم، أمس، أثناء مغادرته السراي الحكومية بعد لقائه ميقاتي، «لم نبحث حتى الآن أي أمر له علاقة بوقف إطلاق النار ولم نتبلّغ أي مسودّة».

وحظي الاتفاق بالقبول بالفعل في بيروت، حيث قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب لـ«رويترز»، أمس، إنه لم تعد هناك عقبات جدية أمام البدء في تنفيذه ما لم يغير نتنياهو رأيه.

ومع انتظار ولادة الاتفاق، صادق وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية، في وقت نشر الجيش الإسرائيلي صورا لقوة من وحداته الخاصة على نهر الليطاني، بعمق عشرة كليومترات داخل جنوب لبنان.

إلى ذلك، كتب المسؤول الكبير في حزب الله، محمد رعد، في مقال بصحيفة لبنانية يتحدث فيه عن عودة الى معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي تشرع سلاح حزب الله، والتي باتت اليوم بعد أشهر من الحرب محط انتقادات كبيرة لشرائح واسعة من اللبنانيين. ورأى محللون انه على مشارف التفاق أراد رعد بعث رسالة الى الداخل اللبناني أن المعادلة التي مكنت حزبه من الهيمنة السياسية على البلد لأكثر من عقد من الزمن لاتزال سارية.

بدوره، قال النائب عن حزب الله حسن فضل الله لـ «رويترز»، إن الحزب «سيبقى بعد نهاية الحرب، وفروعه الاجتماعية والصحية جاهزة للمساعدة بعد اليوم التالي للحرب في أمور منها عودة النازحين وإعادة الإعمار».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق