كتب خليل الشيخ:

"جعلوني أسير أمامهم وانا معصوب العينين وكنت بمثابة درع بشري كي لا يطلق أفراد المقاومة النار نحو الجنود الإسرائيليين" هكذا وصف المحرر أحمد، " الذي افرجت عنه قوات الاحتلال بعد اعتقال اسبوعين في جباليا.
وأضاف في رواية نقلها لمصدر محلي تحدث لـ"الأيام" أن جنود الاحتلال كانوا يجبرونه على التحرك أمامهم لا سيما عندما كانوا يدخلون بناية أو منزلاً وينتظرون لدقائق وبعدها يدخلون المنزل.
وقال "في عدة مرات كان الجنود يتركوني في مكان ولا اسمع أية حركة أو مشي أقدام لكنني كنت اسمع طلقات نارية وبعد مرور وقت قد يستغرق نصف ساعة أو اكثر بقليل، يعودون لاصطحابي من جديدة ويأمروني بالتحرك أمامهم".
قال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن المحرر "ك" أبلغه أن الجنود كانوا يستخدمون بعض المعتقلين كدروع بشرية في جباليا، وجميعهم تم اعتقالهم اثناء المرور عند الحاجز الإسرائيلي المقام على طريق صلاح الدين شرق جباليا، بالقرب من ما يعرف بـ"الإدارة المدنية".
وأضاف المفرج عنه "كنت أصحو من النوم في ساعات الفجر بتنبيه من الجنود ويأتي أحدهم لاصطحابي معهم وعندها يتم عصب عينيه ويتجول معهم في كل مرة"، مشيراً إلى أنهم كانوا ينادونه باسم غير اسمه وغالباً اسم عبري ويفصلون مسافة امتار قليلة بيني وبينهم بحسب ما كنت أحس بحركة أقدامهم.
وقال: كنت اتوقع إطلاق النار نحوي في أية لحظة إن لم يكن من جيش الاحتلال فبالطبع من أفراد المقاومة الذين كانوا يشتبكون مع الجنود الإسرائيليين.
وتابع المصدر: "لم يكن الشاب أحمد هو الوحيد الذي استخدمته قوات الاحتلال كدرع بشري اثناء الاشتباكات، واقتحام المنازل، بل نقل عن عدد من المفرج عنهم من الشبان بأن جيش الاحتلال يستخدم عشرات المعتقلين في الموقع العسكري الذي أقامه الجيش الإسرائيلي عند الإدارة المدنية.
وأضاف: ان جميع هؤلاء من الشبان في أعمار تتراوح ما بين 25 إلى 40 عاماً والذين تم اعتقالهم ضمن النازحين الذين أمرهم جيش الاحتلال بالنزوح من بلدات بيت حانون وأحياء شرق جباليا وبيت لاهيا.
واعتبر أن روايات هؤلاء المفرج عنهم متشابهة وجميعهم كان يتوقع استشهادهم في أي وقت.
ونقل عن أحدهم: بانه كان يعود منهكاً إلى مكان الاحتجاز بعد كل يوم يتم استخدامه كدرع بشري، وفي بعض المرات يتم التحقيق معه خلال ساعات الليل او في أوقات لا يخرج برفقة جنود الاحتلال.