ناجون من القصف يبيتون في الشوارع وعلى جنبات طريق الرشيد - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


كتب خليل الشيخ:

"النا من مبارح الصبح لحد هالقيت واحنا قاعدين على الشارع بتنا ليلة ويمكن نبات ليلة كمان"، هكذا قال النازح فريد زقوت الذي اضطر لقضاء أكثر من 36 ساعة في العراء برفقة زوجتيه وأطفاله بسبب عرقلة حركة السير على طريق الرشيد الساحلي.
وأضاف زقوت لـ"الأيام": "بس المنيح انو فش قصف وهربنا من الموت اللي لف حوالينا في شارع الجلاء ليلة السبت/ الأحد الماضية"، مشيراً إلى أنه فر من منزله حتى دون أن يصطحب مقتنيات منزله واكتفى فقط بحقيبة ملابس وتموين حملها على ظهره.
وأوضح زقوت (55 عاماً) أنه لم يكن يريد النزوح وحاول البقاء في منزله لكن توالي القصف الجوي الذي رافقه قصف مدفعي على منطقة سكنه أجبره على الهرب بحثاً عن النجاة بنفسه وبأسرته.
وقال: "هربنا في ساعة متأخرة من الليل وقد يكون في وقت الفجر لا أعلم الوقت بالزبط وضلينا نمشي على طول الطريق وهنا تفاجأنا بالأعداد الهائلة للنازحين والشاحنات".
لم يكن زقوت وحده الذي قضى ساعات على الطريق وفي العراء بل شهدت الأيام القليلة الماضية مكوث عشرات الأسر على طول الطريق.
"هنا عائلة وهناك أخرى وهناك تجمع شباب كانوا في طريقهم باتجاه النويري" قال الشاب نضال، الذي عبر عن ارتياحه لوجوده في منطقة اعتبرها آمنة من القصف.
وأوضح نضال أنه كان قد أرسل عائلته قبل نحو أسبوع إلى النزوح في مدينة دير البلح وفضل هو المكوث في منزل العائلة في حي الشيخ رضوان، لافتاً إلى أن شدة وهول القصف أجبره على النزوح وعدم الالتفات إلى المنزل.
وقال: "علمت فيما بعد أن منزلنا تضرر بشكل كبير جراء قصف بناية سكنية أكثر ارتفاعاً منه وسررت عندما تركت المكان مشياً على الأقدام من حي الشيخ رضوان إلى هنا لأنني نجوت من القصف".
وكان نضال برفقة مجموعة أخرى من الشبان يحاولون التكيف مع الظروف المفروضة عليهم وسيكملون سيرهم على الأقدام إلى حين وصولهم كل إلى مكان نزوحه جنوب القطاع.

أزمة مواصلات
لم يكن قرار بعض الأسر بالنزوح سيراً على الأقدام إلا خياراً إجبارياً بسبب غياب شبه تام لوسائل نقل الأفراد، فيما أخذت الأسر التي لا تصطحب أمتعة ومقتنيات واكتفت بحقائب صغيرة قراراً بالنزوح مشياً بعدما فقدت وسائل المواصلات المناسبة.
"بشق الأنفس عندما وجدنا شاحنة تنقلنا من شارع الجلاء إلى النصيرات" قال المواطن أبو فراس، في الخمسين من عمره الذي انتظر عدة أيام حتى حان موعده في النزوح وفق قوله.
وأضاف أبو فراس لـ"الأيام": "أكثر من ستة أيام وأنا أبحث عن شاحنة ولم أجد حتى حان دوري فحملت أمتعتي واصطحبت أسرتي وهنا صدمت من حركة السير فالازدحام شديد وبالكاد تتحرك الشاحنات جنوباً وهو ما يقلل من فرص عودة هذه الشاحنات لنقل أسر ترغب بالنزوح".

مستشفيا القدس والشفاء
أما عائلة الشابة سناء (29 عاماً) فهي لا تزال تنتظر قدوم شاحنة أو أي مركبة لتنقل عائلتها إلى الجنوب بينما كانت تنتظر أمام مدخل مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر في حي تل الهواء منذ يومين.
وقالت سناء لـ"الأيام": "بعد قصف برج الكوثر عند شاطئ بحر غزة تدمرت خيمتنا ومفيش مكان ننام فيه وإجينا لهون فكرنا في مكان ننام فيه لكننا قضينا طول الليل واحنا جالسين على الفرشات".
وأضافت: "مضلش النا مقتنيات كلها راحت تحت ردم البرج وحملنا شنطة ملابس وفيها راح ننزح للجنوب وهناك بندبر حالنا".
واضطرت غالبية العائلات التي تضررت خيامها إلى المبيت عند مدخل مستشفيي الشفاء والقدس في انتظار إيجاد أي حلول.
واكتظت ساحات ومداخل مستشفى الشفاء بمئات الأسر التي توجهت للمبيت في جنباته بعدما تضررت خيامها جراء سلسلة قصف المباني والمنازل في منطقة غرب غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية.

 

0 تعليق