عاجل

حرب التجويع والعزل.. الاحتلال يقتحم شمال غزة ويقطع عنه الغذاء والإنترنت - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
غزة تموت جوعًا وعطشًا.. الاحتلال يُحكم الحصار ويغلق آخر شريان حياة في الشمال

انزلقت الكارثة الإنسانية في شمال قطاع غزة إلى فصل جديد من الفزع والموت، بعد أن أحكم الاحتلال حصاره الخانق بإغلاق معبر "زيكيم"، المنفذ الأخير لدخول المساعدات، بالتزامن مع فرض تعتيم كامل بقطع الاتصالات والإنترنت عن نحو 800 ألف فلسطيني، وشن عملية برية واسعة لاجتياح مدينة غزة.

وقد أطلقت وكالات أممية ومنظمات إغاثية دولية صرخة استغاثة، محذرة من أن المنطقة على بعد أيام قليلة من مجاعة شاملة ومميتة، في ظل نفاد شبه تام لمخزونات الغذاء والوقود.

ساعات قبل الكارثة.. شبح المجاعة يخيم على الشمال

في بيان ينذر بكارثة وشيكة، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من "مخاوف كبيرة" من نفاد ما تبقى من مخزون الغذاء والوقود خلال أيام، مؤكدًا أنه منذ إغلاق معبر "زيكيم" في 12 سبتمبر/أيلول، لم تتمكن أي منظمة إغاثية من إدخال الإمدادات. وأشار البيان إلى أن محاولة نقل المساعدات الشحيحة من الجنوب أصبحت مهمة شبه مستحيلة بسبب انعدام الأمن وازدحام الطرق.

من جهتها، شددت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، على "الضرورة الملحة لفتح نقطة حدودية نشطة فورًا لإدخال الإمدادات الإنسانية الأساسية المنقذة للحياة".

تعتيم كامل.. جريمة حرب في العصر الرقمي

لم يكتفِ الاحتلال بسلاح التجويع، بل عمد إلى عزل 800 ألف إنسان عن العالم. وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قطع الاتصالات والإنترنت بالكامل يهدف إلى التغطية على "تصاعد وتيرة الإبادة الجماعية". هذا التعتيم يمنع السكان المحاصرين من طلب النجدة أو التواصل مع أقاربهم، ويشل تمامًا عمل الطواقم الطبية والصحفيين، مما يسمح بارتكاب الفظائع بعيدًا عن أعين العالم.

استراتيجية التهجير القسري تحت النار

تتزامن هذه الإجراءات مع تعميق الآليات العسكرية للاحتلال لتوغلها في أحياء مدينة غزة ضمن عملية "عربات جدعون 2". وتُفسر بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في منظمة "أوكسفام"، هذه الممارسات بأنها "استراتيجية لدفع السكان للانتقال إلى الجنوب" قسرًا، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية بأنها ترقى إلى جريمة التطهير العرقي.

ورغم القصف والأوامر الاحتلالية، يصر مئات الآلاف من الفلسطينيين على البقاء في منازلهم، متشبثين بأرضهم في وجه مخططات التهجير الدائم، ومفضلين الموت في بيوتهم على النزوح إلى مصير مجهول.

0 تعليق