مع دخول حرب الإبادة الجماعية يومها الـ 714 على التوالي، بدأ جيش الاحتلال، يوم الخميس، سلسلة هجمات وحشية وواسعة على مدينة غزة، في خطوة قال مسؤولون لدى الاحتلال إنها تمهيد لعملية الاجتياح الوشيكة التي تهدف إلى "احتلال كامل لقطاع غزة"، وهو المخطط الذي صادق عليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متجاهلاً كل الانتقادات الدولية.
تزامنت الهجمات مع مشاهد كارثية من التجويع الممنهج والمجازر المروعة التي طالت حتى تجمعات النازحين ومنتظري المساعدات، في ظل انهيار كامل للمنظومة الإنسانية وحصار خانق يمنع دخول الغذاء والدواء، مما دفع الأمم المتحدة إلى إعلان "المجاعة" رسمياً في غزة.
حصاد الموت.. مجازر يومية وحصيلة مروعة
يواصل الاحتلال حصد أرواح المدنيين، حيث ارتفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 65,141 شهيداً و165,925 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، وثقت المصادر الطبية وصول 79 شهيداً و282 مصاباً إلى المستشفيات، في سلسلة مجازر متواصلة تركزت في أحياء مدينة غزة.
وشمل القصف المكثف بالطائرات والمدفعية أحياء النصر، والرمال، والتفاح، والشاطئ، حيث استهدفت غارات الاحتلال تجمعات للمواطنين قرب بوابة الميناء ومستشفيي الشفاء والمعمداني، وفجرت قواته آليات مدرعة مفخخة لتدمير منازل المدنيين.
وفي رفح جنوب القطاع، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 من ضباطه جراء انفجار عبوة ناسفة، كما أقر بسقوط مسيّرة "أُطلقت من الشرق" في مدينة إيلات.
حرب التجويع.. مجاعة رسمية واصطياد للجياع
في تطور هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، أعلنت الأمم المتحدة رسمياً وجود مجاعة في محافظة غزة، مؤكدة أن أكثر من 500 ألف شخص يواجهون جوعاً "كارثياً".
ويأتي هذا الإعلان في وقت يواصل فيه الاحتلال استهداف تجمعات المدنيين الذين ينتظرون المساعدات الشحيحة.
وخلال الساعات الماضية، استشهد 9 مواطنين وأصيب 33 آخرون بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم للمساعدات، لترتفع حصيلة "شهداء لقمة العيش" إلى 1,060 شهيداً.
وسجلت المستشفيات يوم الخميس 4 حالات وفاة جديدة، بينهم طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا الجوع إلى 435 شخصاً، من بينهم 147 طفلاً.
تطهير عرقي.. شمال غزة يُفرَغ من سكانه
كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن حجم الكارثة الديموغرافية، مؤكداً أن 740 ألف مواطن فقط لا يزالون في شمال قطاع غزة من أصل 2.1 مليون نسمة، أي ما نسبته 35% من إجمالي السكان.
وحذر "الإحصاء" من أن هذا الرقم قابل للانخفاض في أي وقت نتيجة "الهجمة الشرسة والدفع القسري للنزوح".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية بين 4 و15 سبتمبر الجاري اختفاء آلاف الخيام ومخيمات النزوح الكبيرة في أحياء الشيخ رضوان والشاطئ والرمال، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية ونجاح سياسة التهجير القسري التي ينتهجها الاحتلال.
وفي ظل هذه الكارثة، تمكنت طواقم شركة الاتصالات الفلسطينية من إعادة خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية لشمال غزة، رغم خطورة الظروف الميدانية.
0 تعليق