محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغمة مع العالمية - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

صدر حديثا عن دار جبرا للنشر والتوزيع في عمّان المجلد الرابع من الأعمال الشعرية للشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة، الذي سبق أن صدرت أعماله الشعرية مجتمعة في 3 مجلدات في عام 2008، في حين أن هذا المجلد الرابع احتوى على مجموعاته الشعرية التي صدرت بين عام 2008 و2024، وهي: "كأعمى تقودني قصبة النأي" 2008، و"قمر أم حبة أسبرين" 2011، و"أيها الشاعر فيّ – شذرات شعرية" باللغتين العربية والإنجليزية 2015، و"منثور فلفل على تويج وردة- هايكو عربي" 2019، وقد صدر ثانية باللغتين العربية والإنجليزية بترجمة الشاعر فتحي ساسي 2024، و"مطر خلل شعاع شمس- تانكا عربي" 2020، و"أقمار افتراضية في ليل يطول- هاينكا عربي" 2024، وهو أسلوب شعري جديد يجمع بين الهايكو والتانكا.

ويعتبر الشاعر الريشة أول شاعر عربي كتب بهذا الأسلوب بعد الشاعر الهندي برافات كومار بادي الذي ابتكره. يذكر أن الأعمال الشعرية الثلاثة الأخيرة صدرت عن دار جبرا للنشر والتوزيع، وقد وقع المجلد في 368 صفحة، وتزينت صفحاته الأولى ببورتريه للشاعر رسمه الفنان السوداني صلاح أبو الدو، أما خطوط الغلاف فهي للخطاط الليبي إبراهيم المصراتي.

 

تظهير الغلاف الخلفي للشاعر الكبير محمد بنيس: "محمد حلمي الريشة شاعر يدعونا لقراءته، والمشي جنبا إلى جنب معه في هذه الأعمال الشعرية. يدعونا لأنه قرر، أخيرا، أن يجمع هذه الأعمال بعناية الشاعر الذي جعل الشعر مسكنه الأول. كذلك علمته فلسطين أن يخرج إلى القصيدة بفرح الطفولة القادمة فيه. كأنما القصيدة كانت، منذ البدء، وُجدت لكي لا تترك دم الأيام الفلسطينية في شوارع النسيان، وكأنما الجسد يتعرف على إقامته في العراء ببصيرة مسافر تحت سماء لا تراه".

وفي قراءتنا لشعر محمد حلمي الريشة نتوقف قليلا، نأخذ النفس ونحن نتتبع أثر حياة شاعر فلسطيني هاجر من خارجه إلى داخله، واضعا في مقدمة الكلمات طرق العذاب. في الهجرة تفحَّص جغرافية الأرض، وفي الهجرة التقى بوجوهه عبر لغة غاوية حينا، ولغة تبحث عن ذاتها حينا آخر. وهو، من لغة إلى لغة، ومن وجوه إلى وجوه، يعيد تشكيل جغرافية الأرض، حتى لا تضيع الأرض من بين يديه. هي أرض لجسد، وأرض لنشيد جماعي أتقن كتابته شعراء توحدوا في أثر من "بلاد لا بلاد فيها"، حسب عبارة الشاعر. غربة الروح ليست ما أعني، بل غربة الوجود.

إعلان

من خلال قصيدة محمد حلمي الريشة تحملنا الأسئلة، شيئا فشيئا، إلى فضاء شعري لم يكن بإمكان القارئ، خارج فلسطين، أن يلمس عن قرب حيويته ذات الامتداد في الحركة الشعرية العربية والعالمية. وهو، في هذه الأعمال، يرى قصيدة تغادر الأسوار في طريقة كتابتها، وفي تجديد دمها.

شعر لمن يقوى هو الآخر على السفر، لأن قصيدة محمد حلمي الريشة تَعد بما لا ندري، تأمر بالنظر إلى شاعر يحفر مجراه الشخصي، ضمن عائلة شعرية فلسطينية، في مسار تحديثي لن يخضع للكتمان الآن وبعد الآن.

0 تعليق