عاجل

من حلم الطيران إلى كابوس صيدنايا.. نور الدين يروي قصة نجاته من مسلخ الأسد - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
نور الدين: خلال 5 أيام فقط قمت بحمل 25 جثة 

في الحلقة السابعة من برنامج "ما بعد الأسد" على قناة "رؤيا"، روى الشاب السوري نور الدين صفايا، أحد الناجين من سجن صيدنايا سيئ السمعة، فصولاً مرعبة من رحلة اعتقاله التي امتدت لسنوات، كاشفاً عن أهوال لا يمكن تصورها من التعذيب والموت والإهانة في أقبية النظام السوري السابق.

حلمٌ حطمته الحرب

بدأت مأساة نور الدين، الشاب الذي كان يحلم بأن يصبح طياراً، في عام 2013 عندما تسبب صاروخ أطلقته طائرة روسية في استشهاد أربعة من أفراد عائلته في ريف دمشق.


أجبرته ظروف الحرب المادية على ترك دراسته في الصف السابع والعمل في مهنة الزجاج، حاملاً على عاتقه مسؤولية كونه الابن الوحيد لوالديه.

خلال سنوات الثورة، أصيب نور الدين في قدمه، وخضع لعملية جراحية بالغة الصعوبة في ظل توغل جيش النظام السابق إلى مدينته.

الاعتقال الأول.. وإهانة الأم

في أحد الأيام، وبعد حادثة إطلاق نار على حاجز قريب من مكان عمله، اعتُقل نور الدين بشكل عشوائي مع 15 شخصاً آخرين. يروي كيف تعرضوا لتعذيب وحشي لإلصاق تهمة الاشتباك بهم.

لكن المشهد الأكثر إيلاماً في ذاكرته كان عندما أتت والدته لزيارته، وحين سألت عن سبب اعتقاله، قام عنصر الأمن بضربها وطردها أمام عينيه العاجزتين.

بعد نقله إلى فرع "الجوية"، تعرض لأشد أنواع التعذيب وهو مجرد من ملابسه، وأُجبر على التوقيع على أوراق لا يعلم محتواها، ليتم إخلاء سبيله لاحقاً من قبل قاضٍ لعدم وجود أي دليل ضده.

صيدنايا.. مسلخ الأرواح

لم تدم حريته طويلاً، ففي عام 2019، وبعد تهجيره وعائلته من منزلهم، اعتُقل مجدداً لتبدأ رحلته إلى "مسلخ الأرواح": سجن صيدنايا. يصف نور الدين استقباله هناك بـ "المرعب" من شدة التعذيب، لدرجة أنه استيقظ في صباح اليوم التالي ليجد زميله في الزنزانة قد فارق الحياة.

الصدمة الأكبر كانت بعد أربعة أشهر، حين نودي عليه ليجمع أغراضه. ظن أنها الحرية، ليتفاجأ بنقله إلى مهجع آخر، ويعلم بعدها أن جميع رفاقه في المهجع السابق، الذين ظن أنهم أُفرج عنهم، قد "أُعدموا جميعاً".

مستشفى الموت.. أسوأ من السجن

تدهورت حالة نور الدين الصحية بشدة، وبعد محاولات يائسة لطلب العلاج قوبلت بالضرب، نُقل إلى مستشفى تشرين العسكري. يقول نور الدين: "حينها تمنيت العودة إلى سجن صيدنايا".

يروي أنه خلال 5 أيام فقط في المستشفى، قام بحمل 27 جثة، وشاهد جنود النظام وهم يضربون المرضى بشكل عشوائي، كما تسببت عملية جراحية فاشلة أُجريت له هناك في إحداث ثقب في قرنية عينه.

انتهى هذا الكابوس في ليلة 8 ديسمبر 2024، ليلة التحرير، عندما سمع هو ورفاقه أصواتاً صاخبة، ليأتيهم صوت الحارس من خلف الباب قائلاً: "النظام السوري سقط.. أنتم أحرار".

0 تعليق