آمال ومعوقات في زيارة الشيباني لواشنطن - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

واشنطن- في الوقت الذي يجري فيه المسؤولون السوريون والإسرائيليون محادثات بشأن ترتيبات أمنية على طول حدودهما المشتركة بوساطة أميركية، جاءت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الخميس، إلى الولايات المتحدة لتحمل دلالات مهمة تجاه عناصر العلاقات الثنائية الأميركية السورية.

وخلال الزيارة، التي تعد الأولى التي يقوم بها مسؤول حكومي سوري إلى الكونغرس منذ عقود، ناقش أعضاء جمهوريون وديمقراطيون الجهود المبذولة لإلغاء العقوبات المتبقية التي فرضتها واشنطن على دمشق على مدار العقود الماضية، وجهود التفاوض بين إسرائيل وسوريا، إضافة للوضع الداخلي السوري خاصة ما يتعلق بأوضاع الأقليات ومناطقها الجغرافية. ووصف السيناتور الديمقراطي آندي كيم من نيوجيرسي الزيارة بأنها "تاريخية".

وفيما يتعلق بالعقوبات، صرح كيم بأن الشيباني كان "مفيدا في شرح كيف تضر هذه القيود والعقوبات الباقية على إعادة إعمار سوريا وتعافيها. من المهم بالنسبة لنا أن نسمع ذلك وأن نفكر في تأثيراتها".

مسألة العقوبات

يقول رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث بولاية ماساتشوستس الأميركية ستيفن هايدمان، في حديث للجزيرة نت، إن بعض أعضاء الكونغرس اقترحوا تعديلا من شأنه تمديد عقوبات قانون قيصر إلى أجل غير مسمى، ولا تزال هناك مخاوف في واشنطن بشأن رد الحكومة السورية على "العنف في الساحل والجنوب". وأضاف أن بعض الأعضاء يشعرون بالقلق أيضا بشأن احتمال "استخدامها للقوة لدمج الشمال الشرقي (مناطق الأكراد)".

إن وجهة النظر العامة لأولئك الذين يعارضون الإلغاء الكامل لعقوبات قيصر هي أن شروط زيادة التخفيف توفر للولايات المتحدة نفوذا لا يمكنها تحمل التخلي عنه. لكن اللغة الأصلية التي تم اقتراحها لإبقاء العقوبات قاسية للغاية.

وخلال زيارته السابقة إلى أحد المدن خارج دمشق، رافق الشيباني السفير توم براك، وهي إشارة مهمة على دعم الإدارة الأميركية للحكومة السورية، وتمكن من الاستجابة لمخاوف الأعضاء القلقين بشأن اتجاه ووتيرة التغيير البطيئة في دمشق. ويبدو أن لغة التعديل يجري الآن تعديلها ولن تتضمن بعد الآن بعض الأحكام القاسية للنسخة السابقة، و"إذا حدث ذلك، أعتقد أنه سيتعين علينا اعتبار الزيارة ناجحة"، وفق هايدمان.

إعلان

من جانبها، شددت السيناتورة الديمقراطية من ولاية نيوهامشير جين شاهين، في بيان لها عقب لقاء الشيباني، على ضرورة التحرك بسرعة لإلغاء عقوبات قانون قيصر على سوريا. وأضاف البيان "يتفق الجميع أن الوقت قد حان لمجلس الشيوخ للتحرك من خلال إلغاء هذه العقوبات".

توقيت مهم

من جهة أخرى، أقر الرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء الماضي أن بلاده تتفاوض على اتفاق محتمل مع إسرائيل يهدف إلى خفض التوترات على طول حدودهما المشتركة، و"يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون أيام".

واعتبر هايدمان، الخبير غير المقيم بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد "بروكينغز" بواشنطن، أن زيارة الشيباني تأتي في وقت مهم. ويبدو أن مفاوضات دمشق مع تل أبيب "تتقد"، وربما قد تصل إلى نتيجة قريبا سواء في غضون أيام قليلة أو ربما بحلول نهاية العام.

وكان الشرع قد أشار إلى أنه "يمكن التوصل إلى اتفاق في أي لحظة مع إسرائيل. لكن التحدي سيكون ما إذا كانت هي ستلتزم بها".

وأشار هايدمان إلى أن "التصريحات الإسرائيلية كانت أكثر حذرا. ومع ذلك، لا يزال الجانبان متباعدين. ولا تزال المطالب الإسرائيلية تستند على ما يبدو إلى وجود طويل الأمد في مناطق تتجاوز بكثير تلك المنصوص عليها في اتفاقية فض الاشتباك عام 1974، وتشمل تنازلات أخرى من دمشق لن يكون من السهل على الشرع قبولها".

وأضاف: "لذلك، رغم أن التصريحات العامة متفائلة، فإن وجهة نظري الخاصة هي أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه".

طريق الاندماج

ويرى العديد من المعلقين في واشنطن وجوب إبلاغ الحكومة السورية الجديدة بأن الاستقرار الدائم يعتمد على إظهار جدارتها بنيل ثقة الأقليات السورية المتنوعة. وطالب البعض بضرورة "حثها على ضمان تلبية مخاوف الدروز والأكراد بصفة خاصة".

وأقر الخبير هايدمان أن "الشيباني سيسمع الكثير من أعضاء الكونغرس عن أهمية العلاقة الأميركية مع قوات سوريا الديمقراطية وحتمية تجنب استخدام القوة في التفاوض على الاندماج، حتى في الوقت الذي تعزز فيه الإدارة أهمية توحيد البلاد وضرورة التعامل مع قطاع أمني لا يزال مجزأ وغير مهني".

وتابع "لقد كانت الولايات المتحدة واضحة مع هذه القوات، أن طريقها الوحيد للمضي قدما هو من خلال الاندماج، لكن آراء البعض في الكونغرس، وأظن من البيت الأبيض أيضا، هي أن الرئيس الشرع يجب أن يخفف من إصراره على وجهة نظر صارمة للسيطرة المركزية ويقبل بأن الاندماج سيتطلب قدرا من الحكم المحلي المستقل في الشمال الشرقي والجنوب".

وعلى جانب آخر، طالب جوناثان شانزر، وأحمد شعراوي، الخبيران من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن والمعروفة بقربها من تبني مواقف الحكومة اليمينية الإسرائيلية، إدارة الرئيس دونالد ترامب بالحذر والتأني فيما يتعلق بالانفتاح على النظام الجديد في سوريا.

وقالا في مقال لهما نشر على موقع المؤسسة، "لقد عززت إدارة ترامب نفوذها في وقت مبكر عندما تعلق الأمر بتخفيف العقوبات والانخراط بالدبلوماسية. يجب على واشنطن أن تستخدم وعدا بالمساعدات أو إعادة الإعمار وغيرها من الإغراءات المتبقية بشكل مدروس، ودفع الشرع إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو بناء نظام تعددي يحمي الأقليات العرقية والطائفية ويقلل من دور الجهاديين والإسلاميين السياسيين على حد سواء".

إعلان

0 تعليق