Published On 19/9/202519/9/2025
|آخر تحديث: 23:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 23:32 (توقيت مكة)
التقى، في مؤتمر القمة العربية الإسلامية الطارئة التي انعقدت يوم الاثنين 15 سبتمبر/أيلول الجاري، في الدوحة قادة 57 دولة إسلامية؛ لإدانة العدوان الصهيوني الغادر على بيوت مدنية في العاصمة التي تحتضن مفاوضات غير مباشرة بين وفد حماس، والوفد الإسرائيلي، ووفود الوسطاء من أميركا، وقطر، ومصر.
وقد تعالت أصوات القادة بإدانة هذه الجريمة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، باستهداف الوفد الفلسطيني في العاصمة التي ترعى الوساطة، وأثناء البحث في المقترح الأميركي.
كما تمت إدانة الجرائم الصهيونية من قتل وتجويع وإبادة جماعية في قطاع غزة دون كوابح على مدار 23 شهرا، وطالبوا بضرورة وقف هذه المجازر، والوصول إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين، المستند إلى المبادرة العربية في بيروت 2002، وقرارات الشرعية الدولية.
كما تم التأكيد على التصدي للأطماع الصهيونية التي تستهدف الهيمنة على المنطقة، والاعتداء المتكرر على دولها، والحديث الفج عن إعادة تشكيلها وفق الأوهام التوراتية، وكذلك التأكيد على أهمية تنسيق الجهود وتوحيد الأمة، وتفعيل إمكاناتها الكبيرة للتصدي لهذه الأطماع الخبيثة، وصناعة مستقبل الأمة وفق مصالحها، وليس وفقا لأطماع العدو المتربص والمعتدي.
ولأن مستقبلنا ومستقبل أمتنا هو ما نبنيه في حاضرنا وما نصنعه بأيدينا اليوم، فلا يمكن التنبؤ بمستقبلنا بدون التمعن في حاضرنا وأوضاعنا الداخلية وعلاقاتنا وتفاعلاتنا مع القوى والأمم من حولنا. فإن النظر في هذه التحديات التي تواجه الأمة وقادتها، والتي باتت واضحة منذ 23 شهرا، وكيفية الاستجابة لها تنبّئنا بالمستقبل الذي ينتظر أمتنا وأجيالنا القادمة.
إن محاولة فهم أسباب الانهيار الشامل في استجابة الأمة للتحديات التي فرضها طوفان الأقصى، والتي تراوحت بين السلبية المطلقة والتواطؤ الفج، تشكل مدخلا إجباريا لتجاوز أزمة الأمة، وارتهان سياسات دولها للإدارة الأميركية، وعدم الاكتفاء بالإدانة والتنديد والمناشدات، ثم ينفضّ الجمع وتبقى سياسات الارتهان للإدارة الأميركية حاكمة لسياسات الدول وثابتة في أرض الواقع.
إعلان
إن الأمة الواحدة التي نتحدث عنها هي عبارة عن 57 دولة مختلفة، تتفرق بين مد وجزر؛ بعضها يشهد صراعات داخلية تغذيها دول أخرى من الأمة نفسها، وبعضها يشهد حروبا خارجية. لا يحكم هذه الدول سياسات جامعة ولا مصالح مشتركة، بعضها يدافع عن ضلالات وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان، وقد أحكم الغرب قبضته على عقول نخبها وقلوبهم حتى أصبحوا صدى لصوته وانعكاسا لصورته.
قصْف الدوحة وما صاحبه وسبقه وتبعه من تهديدات قادة العدو، مثل إنذارا جديدا للمجتمعين ووضعهم أمام الاختبار الصعب: إما السير نحو الاستقلال الحقيقي والنهضة الحقيقية، أو المزيد من التبعية والارتهان لإسرائيل والاستسلام التام للأميركي. والمقياس الذي لا شكّ في صحته؛ هو العلاقة مع إسرائيل والنظرة إليها، وهي التي تمثل الغرب في إخضاع المنطقة، ونهب ثرواتها واستمرار تمزقها ومنع نهضتها والاستمرار في استهدافها.
أَإسرائيل هذه هي عدو أم صديق أم حليف أم شريك؟
إن الاقتراب من إسرائيل التي ترتكب كل هذه الجرائم على رؤوس الأشهاد، ودون كوابح، واعتبارها شريكا، أو استمرار التطبيع معها تحت أي ذريعة، هو طعنة لفلسطين وللدوحة ويضرب الأمة في مقتل. وقد سارع العدو إلى العدوان الكبير على غزة، وقبل أن تغادر وفود القادة الدوحة في رسالة استهتار واستخفاف لا تخفى على أحد.
إن الرد الطبيعي على هذه الاستباحة للأمة، وعلى العنجهية الصهيونية والتبجّح غير المسبوق عن "إسرائيل الكبرى" وعن المهمات الدينية والتاريخية، يفترض أن يدفع قادة العرب جميعاً إلى إعادة تقييم الموقف من الشراكة والتطبيع مع العدو بأشكاله كافة، لا أن نبقى أسرى لشعارات فارغة من أي مضمون.
كل أبناء الأمة هم شهود اليوم، والله خير الشاهدين.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
0 تعليق