"شب جديد" ورفاقه.. أغنيات فلسطينية "تَقصِف" من عمّان! - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتبت بديعة زيدان:

 

لطالما ارتبط اسم "الرابر" الفلسطيني المقدسي "شب جديد"، وعدد من رفاقه في "بلاتنم"، بهبّة "الشيخ جرّاح" بالقدس، في العام 2021، ومنذ ذلك الوقت، أطلقت عشرات الأغنيات التي انتقلت من تحريك الشارع الفلسطيني في القدس، إلى بث المزيد من الدفقات في دواخل المتضامنين مع فلسطين، في ظل حرب الإبادة المستمرة على غزة، وإجراءات "الآبارتهايد" والتقتيل والتهجير وتقطيع الأوصال في الضفة، والتهويد في القدس، والمزيد من العنصرية تجاه أصحاب الأرض الأصلانيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948.
ملتفحون بالكوفية الفلسطينية المرقطة بالأبيض والأسود، والشماغ الأردني المرقط بالأحمر والأبيض، كان جمهور قاعة "مادبون" المفتوحة في العاصمة الأردنية عمّان، مساء أول من أمس، على موعد مع فريق "بلاتنم"، وأغنياته الفلسطينية اللاذعة، التي شاركهم الحضور من الجنسين، غناءها، هي التي تتميّز بتمردها على القواعد السائدة، بما يتماشى وروح "الراب"، وببوصلتها الفلسطينية.
وشارك في الأمسية الخاصة، التي نفدت تذاكره قبل أسابيع من إقامته، كل من "الرابرز" الفلسطينيين: "شب جديد"، و"الناظر"، و"فوزي"، و"ضبور"، و"تتش"، و"سموكهولك"، بالإضافة إلى حضور الشابة "جود" كضيفة شرف.
وكان الجمهور على موعد مع الأغنيات الأيقونية لـ"شب جديد" ورفاقه، كأغنية "ولاد قدس" لكل من "شب جديد" و"الناطر"، و"إن أن" لـ"شب جديد" و"ضبور"، و"في حرب"، و"منطقة"، و"كحل وعتمة"، و"عرب ستايل"، وغيرها، وسط تفاعل كبير، دفع الحاضرون، وجلهم من الشباب العشرينيّين بجنسيه، لمشاركة مبدعي "بلاتنم" أغنياتهم، بحماسة لافتة.
وقدّم "شب جديد" الأغنية الأحدث له، "يومي" وأطلقها قبل أقل من أسبوع، ويشاركها فيه "فوزي"، بحيث تتناول الظروف اليومية الصعبة في الضفة الغربية بما فيها القدس، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة تقطيع أوصال المدن والبلدات والقرى والمخيمات بالحواجز العسكرية والبوابات، ومن كلماتها: "فيها اكتئاب، انتكاب، انتكاس، انتحاب، هات هزيمة وانسحاب، زيد لي صب لي جوّا كاسي، مر الكاس، العيشة صعبة، وخلي الناس في بعضها تواسي، وهذي أسياد تورث أرض للأحفاد، هذا عندك أنا ما ورثت غير نكد من سيادي".
وكان الحضور على موعد مع أغنيات بأنماط ومضامين متنوعة في الحفل الذي ضمّ جل "رابرز" شركة "بلاتنم" الفلسطينيين، إن لم يكن جميعهم، كأغنية "الشيخ جراح" لـ"ضبور"، وممّا جاء فيها: "في صوت رصاص زغرد بالشيخ جراح.. في أنذال كثير تفحش أسرار"، هو الذي قدّم أيضاً: "دولاب"، و"في طخ"، وهي أغنية لاذعة تنتقد انتشار السلاح بطريقة عشوائية في بعض المناطق الفلسطينية، مطلقاً صرخته فيها، بأن "خلص عمّي سكّرنا، ما ضلّش حدا أبيض، ع بعض نتشاطر نقتل في بعض، والضباع بتنهش من المطرح، ولك يا عمّي سكّرنا".
وقُدِّمت أغنيتا "مصيبة"، و"بلاك" لـ"تتش"، وتتناول الوحدة مع ارتفاع وتيرة غياب الأحباب والأصحاب لأسباب متعددة، فغنّى: "اللي مات بنساه، بحبش أضل مهتم.. كل الناس بالبال، بس فش حد فيكو رن.. كان زمان، ليوم مضلّش زن، ارضي خصبة مروية بدم"، علاوة على أغنية "كان" له وللرابر الفلسطينية "جود"، الأنثى الوحيدة التي اعتلت خشبة المسرح.
أما "فوزي" صاحب الأغنيات السياسية اللاذعة، فقدّم أغنيات عدّة، كان من بينها: "كاسترو"، و"هجمة"، و"كلمة"، و"مطاط"، التي جاء في مطلعها: "بلادي بقلبي ولا عمرها تزيح، وقليبي ليها وأنا مستريح.. منرفعش عارات، منعملش أغاني، منكتب عواقع ومنعمل تاريخ، منموت عالواقع، واقع أليم، ومن سلم منو راجل سليم".
على مدار ساعتين وأكثر، قدّم مبدعو "بلاتنم" من "الرابرز" الفلسطينيين، وجلّهم من القدس وضواحيها، مُقاومة من نوعين خاص، ليس فقط عبر أغنياتهم ومضامينها التي تجوب العالم، ويتجوّلون صادحين بها في القارات المختلفة، بل من خلال توظيفهم البارع لفن "الراب"، الذي انطلق من الحارات الفقيرة للسود في أميركا، وتحديداً من حي "برونكس" في نيويورك، سبعينيات القرن الماضي، للحفاظ على مضامينه الثورية والرفضوية، بعد فلسطنتها شكلاً ومضامين.

 

0 تعليق