"إعلان ضم صامت".. الاحتلال يفرض تصاريح "دخول لإسرائيل" على سكان قرى مقدسية معزولة
في خطوة وصفتها مصادر مقدسية بأنها "إعلان ضم صامت"، فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أهالي ثلاث بلدات فلسطينية شمال غرب القدس المحتلة، الحصول على تصاريح خاصة لدخول قراهم، تصف هذه المناطق الفلسطينية بأنها جزء من من ما يسمى بكيان"إسرائيل".
ويأتي هذا الإجراء الخطير ليكرس عزل هذه القرى التي يحاصرها جدار الفصل العنصري، ويمهد الطريق لضمها رسمياً ضمن مخطط "القدس الكبرى".
خلفية الإجراء: عزل ممنهج وحياة تحت الحصار
القرى المستهدفة هي بيت اكسا، النبي صموئيل، وحي الخلايلة، وهي تجمعات فلسطينية وجدت نفسها معزولة تماماً عن محيطها في الضفة الغربية بعد بناء جدار الفصل العنصري والبوابات العسكرية حولها. ويعاني سكانها منذ سنوات من قيود مشددة على البناء والتوسع، وحتى على إدخال المواد الأساسية، مما أدى إلى تراجع الزيادة السكانية فيها ودفع الكثيرين لهجرها.
"البند الثالث": القرية الفلسطينية تصبح "إسرائيل"
ويكمن الخطر الأكبر في نص التصريح الجديد الذي أصبح مفروضاً على السكان. فوفقاً لمصادر مقدسية، يشير البند الثالث في التصريح إلى أنه "يسمح لحامله بالدخول إلى ’إسرائيل‘ ولكن إلى المكان المعين والغرض المعين فقط".
ويعتبر هذا البند تحولاً خطيراً، فهو لم يعد مجرد تصريح مرور لمنطقة معزولة، بل هو وثيقة تفرض على الفلسطيني الاعتراف بأن قريته أصبحت أرضاً "إسرائيلية" للدخول إليها، مما يشكل ضمّاً فعلياً على الأرض عبر الإجراءات البيروقراطية.
يأتي في سياق خطة "القدس الكبرى" ومشروع "E1"
ويرى مراقبون أن هذا الإجراء ليس معزولاً، بل هو جزء من سياسة ممنهجة لتنفيذ خطة الضم والسيطرة على الضفة الغربية، واستكمال ما يسمى بمشروع "القدس الكبرى".
ويتزامن هذا الإجراء مع مصادقة سلطات الاحتلال بشكل متسارع على خطط استيطانية ضخمة، أبرزها:
مخطط E1: الذي يشمل بناء أكثر من 3400 وحدة استيطانية شرق القدس، والذي سيؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين وفصل شمالها عن جنوبها.
مستوطنة "عشآهل": وهي مستوطنة جديدة بالكامل تضم مئات الوحدات السكنية والمباني العامة.
وكان وزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن الاحتلال يعتزم ضم 82% من مساحة الضفة الغربية، وهذه الإجراءات على الأرض تبدو كخطوات عملية لتنفيذ هذه الرؤية.
0 تعليق