"كنا نسمع عن الحوادث، لكن لم نتخيل أننا سنعيش هذا الكابوس على عتبة بيتنا. رأيت الموت في عيون ابني". بهذه الكلمات الممزوجة بالأسى والغضب، روى والد الطفل الرضيع محمد العموش (14 شهراً) لـ "رؤيا" تفاصيل الهجوم المروع الذي شنه كلب ضال على طفله في حي المقام بمحافظة المفرق، في حادثة تعيد تسليط الضوء على الخطر اليومي الذي يعيشه السكان في المناطق التي تشهد انتشاراً كبيراً للكلاب الضالة.
رعب على عتبة المنزل
يروي الأب المكلوم تفاصيل اللحظات المرعبة قائلاً: "كان ابني محمد في عربته (العرابية) عند باب المنزل مع شقيقاته الصغيرات. فجأة، هجمت مجموعة من الكلاب عليهم، ومن شدة الخوف، هربت الفتيات إلى داخل المنزل دون أن يتمكنّ من سحبه معهن".
ويضيف بصوت مختنق: "انقض أحد الكلاب على الولد وعضه من كل مكان. ركضت نحوه وحاولت إبعاد الكلب، لكنه كان قد أحكم أنيابه في وجه طفلي".
إصابات بالغة ومعركة علاج طويلة
على الفور، تم نقل الطفل محمد إلى المستشفى، حيث خضع لعملية جراحية عاجلة. ويصف الأب حجم الإصابات قائلاً: "شفة ابني ممزقة (مقروطة)، وأنفه يحتاج لعملية تجميل. الأطباء أخبرونا أنه سيخضع لعملية ترميم كاملة لوجهه".
وبعد الجراحة الأولية، تم نقل الطفل إلى مستشفى المفرق الحكومي لبدء برنامج المطاعيم اللازمة للوقاية من داء الكلب.
سكان الحي: "نعيش في خوف دائم.. والكل يحمل عصا"
لم تكن هذه الحادثة معزولة، بل هي نتيجة لمعاناة طويلة يعيشها سكان الحي. يؤكد والد الطفل أنهم قدموا "مناشدات كثيرة للجهات المعنية بخصوص الكلاب، ولكن لا يوجد أي استجابة".
ويصف الأب حالة الرعب التي تسيطر على المنطقة بقوله: "الحي كله يعاني من هذا الموضوع. لقد وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها الكل يحمل عصا (قنوة) معه ليحمي نفسه وأطفاله".
وتأتي هذه المأساة لتضع الخطط الحكومية المعلنة للتعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة، مثل برامج التعقيم، على المحك، حيث يرى المواطنون في المناطق المتضررة أن هذه الحلول طويلة الأمد لا تعالج الخطر المباشر الذي يداهمهم حتى داخل منازلهم.
0 تعليق