Published On 22/9/202522/9/2025
|آخر تحديث: 05:51 (توقيت مكة)آخر تحديث: 05:51 (توقيت مكة)
حدّثت الولايات المتحدة في نهاية أغسطس/آب الماضي قائمتها للمعادن الحيوية، مع توجه لإضافة النحاس والبوتاس والفضة، وهي موارد تتوفر بكثافة في القارة الأفريقية، ما يفتح الباب أمام فرص تمويلية واستثمارية جديدة للدول المنتجة.
وتضم القائمة الأولية أيضا السيليكون والرينيوم والرصاص، وتُعد الصين وتشيلي وأستراليا من أبرز المنتجين لهذه المعادن. ويُنتظر أن تُعتمد القائمة النهائية بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد سلسلة من المشاورات العامة.
وقالت أوبري هروبي، رئيسة فريق عمل المعادن الحيوية في مركز أفريقيا التابع لمجلس الأطلسي، إن إدراج هذه المعادن "يفتح قنوات دعم من الحكومة الأميركية".

في حين اعتبرت غرايسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الحيوية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أن القائمة "تسلط الضوء على أولويات واشنطن بناءً على تقييم منهجي لنقاط ضعف سلسلة التوريد".
وأضافت أن النحاس يُعد عنصرا أساسيا في قطاعات الدفاع والطاقة والأمن الاقتصادي، بينما يُعد البوتاس ضروريا للأمن الغذائي، مشيرة إلى أن إدراجهما في القائمة النهائية قد يرفع حجم الموارد المخصصة لدعم مشاريع إنتاجهما.
دعم محتمل للدول الأفريقية
الدول الأفريقية المنتجة لهذه المعادن، مثل الكونغو الديمقراطية وزامبيا (النحاس)، وجنوب أفريقيا والمغرب (الفضة)، والغابون (البوتاس)، قد تستفيد من هذا التوجه الأميركي، خاصة في ظل وجود عدة قوائم للمعادن الحيوية داخل وزارات الدفاع والطاقة والداخلية الأميركية، ما يتيح فرصا للحصول على تمويل فدرالي وحوافز ضريبية، إلى جانب دعم بنك التصدير والاستيراد.
وقال دنكان وود، مؤسس شركة هيرست للاستشارات الدولية، إن إدراج المعادن في قائمة هيئة المسح الجيولوجي الأميركية يُعد خطوة مهمة نظرا لسمعة الهيئة العلمية، مضيفا أن ذلك قد يُعزز جهود رسم الخرائط داخل الولايات المتحدة، ويفتح المجال أمام تطوير الموارد في الخارج.

ومن الناحية الدبلوماسية، يرى وود أن القائمة قد تُمهّد لحوار أوسع بين واشنطن والدول الأفريقية المنتجة، يتجاوز مجرد شراء المعادن ليشمل الاستثمار في مشاريع البنية التحتية، مثل ممر لوبيتو الذي يربط حقول النحاس في زامبيا والكونغو بميناء أنغولي.
مشاريع أميركية في أفريقيا
ضمن هذا السياق، أعلنت مؤسسة التمويل الإنمائي الأميركية في يوليو/تموز الماضي عن تمويل مشروع لتطوير منجم بوتاس في منطقة مايوومبا بالغابون، في إطار توسع واشنطن في دعم مشاريع التعدين بالقارة.
إعلان
كما تواصل الإدارة الأميركية الاستثمار في ممر لوبيتو، إلى جانب اتفاقية "المعادن مقابل الأمن" في شرق الكونغو، ما يعكس اهتماما متزايدا بالموارد الأفريقية الحيوية.
تحديات الرسوم والتكلفة
ورغم هذه الفرص، فإن الإستراتيجية الأميركية تجاه المعادن لا تزال غير مستقرة، خاصة بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس مطلع أغسطس/آب، في وقت يعاني فيه السوق من نقص في المعروض.

ويرى مراقبون أن هذه الرسوم قد تؤثر على الدول المتعاونة مع واشنطن، لكن غياب رؤية إستراتيجية متكاملة يثير تساؤلات حول جدوى هذه الإجراءات.
وتؤكد هروبي أن استفادة أفريقيا من الطلب الأميركي على المعادن الحيوية مرهونة بقدرتها على خفض تكاليف الإنتاج، وهو تحدٍ كبير في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة والنقل بالقارة.
ومع اعتماد الولايات المتحدة على كندا والمكسيك لتلبية معظم احتياجاتها من النحاس والبوتاس والفضة، تواجه الدول الأفريقية منافسة شديدة، ما يستدعي التركيز على خفض التكاليف لتكون ضمن المنافسة عالميا.
وتختم هروبي بالقول "سواء كان المعدن حيويا أم لا، فإن خفض التكلفة هو مفتاح المنافسة العالمية".
0 تعليق