Published On 22/9/202522/9/2025
|آخر تحديث: 08:57 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:57 (توقيت مكة)
لا يزال علم الفلك يفاجئنا بالجديد من حين لآخر، والجديد هذه المرة، هو العثور على شبيه جديد للقمر، يرافق كوكبنا منذ 60 عاما، وقد يستمر لفترة مماثلة، سمي "بي إن سيفن 2025" (2025 PN7).
وعلى مدى 4.5 مليارات عام، كان لكوكبنا رفيق سماوي ثابت وموثوق به، هو "القمر"، الذي له دور مهم في حياتنا، بدءا من تأثيره على حركة المد والجزر، وصولا إلى المساعدة في استقرار فصول السنة.
لكن علماء الفلك اكتشفوا منذ عام 1991 أشباه القمر، والذين كان عددهم قبل الاكتشاف الجديد المنشور بدورية "ريسيرش نوتس أوف ذي أميركان أسترونوميكل سوسايتي" 6 أجرام، وأضافت لهم الدراسة، شبيها سابعا.
و"الأشباه القمرية"، كما توضح الجمعية الكوكبية بأميركا، هي في الأساس كويكبات تظهر لنا من منظور الأرض وكأنها تدور حول كوكبنا مثل القمر الدائم، لكنها في الحقيقة تدور حول الشمس وتتنقل مؤقتا عبر النظام الشمسي بمحاذاة الأرض.

مواصفات فريدة للشبيه لجديد
وكان أول شبيه للقمر، هو الجسم المعروف باسم "1991 في جي"، والذي أثار عند اكتشافه تكهنات حول كونه مسبارا فضائيا من حضارة أخرى، لكن مع مرور العقود، أصبح من الواضح أن هذه الأجرام طبيعية وتشكل نوعا من "الحزام الثانوي" من الكويكبات التي تشارك الأرض مدارها حول الشمس.
ومن أبرز هذه الأجسام "كامو أوليوا" (Kamoʻoalewa) الذي يرافق الأرض في مدارها لفترة قد تصل إلى 381 عاما، أما الوافد الجديد "الشبيه السابع للقمر" الذي أسماه العلماء باسم "بي إن سيفن 2025″، فهو أصغر كثيرا من باقي الأجسام وأقل استقرارا، لكنه يضيف فصلا جديدا إلى قصة رفاق الأرض في الفضاء.
والشبيه الجديد لا يتجاوز عرضه 19 مترا (62 قدما)، أي أصغر قليلا من النيزك الذي انفجر فوق تشيليابنسك في روسيا عام 2013، وقد صُنف رسميا بقدر سطوع (قدر ظاهري) 26، أي أنه لا يُرى إلا عبر تلسكوبات جيدة.
إعلان
وبحسب كارلوس دي لا فوينتي ماركوس -الباحث من جامعة كومبلوتنسي في مدريد والمشارك في الدراسة- فإنه يعتقد أن الكويكب "بي إن سيفن 2025″، يرافق كوكبنا منذ نحو 60 عاما، وسيظل كذلك لفترة مماثلة قبل أن يبتعد في رحلته الكونية.
ويضيف ماركوس "هذا الكويكب صغير وخافت للغاية، وفرص مشاهدته من الأرض غير مواتية، لذلك ليس غريبا أن يظل مخفيا طوال هذه المدة".
" frameborder="0">
من الرصد إلى التوثيق
وكان أول رصد لهذا الكويكب في 30 يوليو/تموز 2025، عندما التقط مرصد "بان-ستارز1" ، الموجود في هاواي (قمة هاليكالا) صورا له، وكان لمعانه عند قدر 26، أي لا يُمكن رؤيته إلا بالتلسكوبات الكبيرة.
ورُفعت بعد ذلك مشاهدات الكويكب إلى الاتحاد الفلكي الدولي، الذي يُصدر تعاميم رسمية عند رصد أجسام جديدة، وتم نشر أول تعميم في 29 أغسطس/آب 2025، مؤكدا مساره المبدئي.
وجاءت بعد ذلك خطوة "التحليل المداري"، حيث قام عالم فلك هاوٍ وصحفي علمي فرنسي يُدعى أدريان كوفينيه بإجراء حسابات على مداره بعد نشر البيانات، وفي 30 أغسطس/آب 2025، كتب على قائمة المراسلات للكواكب الصغيرة أن حساباته تُظهر أن الكويكب ليس مجرد كويكب عادي، بل هو شبه قمر للأرض.
ولاحقا قام فريق من الباحثين الإسبان من جامعة كومبلوتنسي بمدريد بمراجعة المدار، ونشروا بحثهم الذي يوضح أن الجسم بالفعل يتحرك في شبه مدار متزامن مع الأرض منذ نحو 60 عاما وسيظل كذلك لفترة مماثلة.
وقالت الجمعية الكوكبية إن "أشباه الأقمار والأقمار الصغيرة (المؤقتة) هي قطع من بيئتنا الفضائية القريبة، تحمل في طياتها أسرارا عن أصولها، سواء كانت من حزام الكويكبات أو من شظايا اصطدامات سابقة بالقمر أو الأرض".
وأكدت الجمعية أن "فهمها (أشباه الأقمار والأقمار الصغيرة) يساعدنا على معرفة المزيد عن طبيعة الكويكبات ومدى تهديدها المحتمل لكوكبنا".
0 تعليق