أنقرة – يشهد قطاع السياحة العالمي منافسة شديدة، لا سيما في حوض البحر الأبيض المتوسط الذي يُعد الوجهة الأكثر جذبا للسياح، حيث تحتدم المنافسة بين الدول. وخلال السنوات الأخيرة، حققت تركيا قفزات نوعية في هذا المسار، لتتحول إلى واحدة من أبرز المراكز السياحية في العالم، محتلة المرتبة الثالثة في حوض المتوسط وأوروبا والرابعة عالميا.
هذا النمو السياحي جاء نتيجة جهود وسياسات تراكمية، وكان لوزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرسوي دور بارز فيها، إذ يقول -في مقابلة مع الجزيرة نت- إن تركيا استطاعت بين عامي 2017 و2024 مضاعفة عائداتها السياحية، وانتقلت من ثامن أكبر دولة سياحية في العالم إلى المرتبة الرابعة.
ويؤكد الوزير أرسوي أن إستراتيجية تركيا السياحية تقوم على جذب زوار نوعيين وضمان إقامتهم لفترات أطول، وتشجيعهم على الإنفاق بشكل أكبر.
ويرجع الوزير المكانة التي تحتلها السياحة التركية عالميا إلى الغنى والتنوع الكبيرين اللذين تقدمهما البلاد للسياح الأجانب، سواء في جانب التاريخ أو الطبيعة أو الثقافة أو الطبخ، فضلا عن موقعها الجغرافي الفريد الذي يجمع بين قارتي آسيا وأوروبا.

ويتحدث وزير الثقافة والسياحة التركي في هذه المقابلة عن رؤيته وعمل وزارته للتطوير والترويج للمناطق التركية الأقل شهرة لدى السياح الأجانب، وعن مكانة السياح العرب عموما والخليجيين على وجه الخصوص في الإستراتيجية السياحية لتركيا.
وإليكم نص الحوار مع وزير الثقافة والسياحة التركي:
كيف تقيّمون أداء السياحة التركية هذا العام مقارنة بالعام الماضي من حيث معدلات النمو وأعداد السياح والعائدات؟
عام 2024 كان بالنسبة لتركيا عاما استثنائيا، إذ حققنا أرقاما قياسية على الصعيدين المحلي والعالمي، فقد استقبلنا 62.3 مليون زائر، وبلغت عائداتنا السياحية 61.1 مليار دولار، متجاوزين بذلك أهدافنا المرسومة.
إعلان
وخلال الفترة بين 2017 و2024 ارتفع عدد السياح بنسبة 64%، في حين ارتفعت العائدات بنسبة 95.5%، أي إننا ضاعفنا تقريبا دخلنا السياحي مقارنة بعام 2017. كما سجلنا قفزة مهمة في متوسط إنفاق السائح الأجنبي، إذ ارتفع من 75 دولارا لليلة الواحدة في عام 2017 إلى 108 دولارات في 2024، ثم إلى 116 دولارا خلال الربع الأول من هذا العام.
وهذا الزخم الناجح وضع تركيا في "دوري النخبة" للسياحة العالمية؛ فبحسب بيانات منظمة السياحة العالمية، كانت بلادنا عام 2017 في المرتبة الثامنة عالميا من حيث عدد الزوار، ثم تقدمت إلى الخامسة في 2023، وأصبحت في المرتبة الرابعة عام 2024، وهو إنجاز كبير.
استقبلنا في العام الماضي 62.3 مليون زائر، وبلغت عائداتنا السياحية 61.1 مليار دولار، متجاوزين بذلك أهدافنا المرسومة
وأما في النصف الأول من 2025، فرغم حالة عدم اليقين التي يشهدها العالم، والحروب التجارية، وارتفاع التضخم، إضافة إلى النزاعات الإقليمية، واصلنا مسار النمو؛ فقد بلغ عدد الزوار 26 مليونا و389 ألفا، في حين ارتفعت عائداتنا بنسبة 7.6% مقارنة بالفترة ذاتها من 2024، لتصل إلى 25.8 مليار دولار، وهو أعلى دخل سياحي نصف سنوي في تاريخ الجمهورية.
وارتفع أيضا متوسط إنفاق السائح إلى 106 دولارات لليلة. وأود التأكيد أن هذا النمو ليس وليد المصادفة، بل نتيجة خريطة طريق دقيقة لبناء منظومة سياحية تستقطب الزوار على مدار 12 شهرا وفي جميع ولايات تركيا الـ81.
إستراتيجيتنا تقوم على جذب السياح النوعيين، وضمان إقامتهم لفترات أطول، وتشجيعهم على إنفاق أكبر، والأرقام الحالية تؤكد نجاحنا في هذا المسار. وبناء عليه، فإن هدفنا بنهاية العام هو رفع العائدات إلى 64 مليار دولار بزيادة نسبتها 4.7%.
يرغب السياح في المدة الأخيرة بخوض تجارب مختلفة وأصيلة في البلدان التي يزورونها، كيف تواكبون هذا التحول؟
تركيا بما تمتلكه من تاريخ عريق، وطبيعة خلابة، وثقافة غنية، ومطبخ متنوع، وكرم ضيافة أصيل، تظل وجهة قادرة على إرضاء كل أنواع المسافرين. ويكفي موقعها الفريد الذي يجمع بين قارتين ليجعلها استثنائية.
فمن إسطنبول إلى كابادوكيا، ومن سواحل إيجة والبحر المتوسط إلى مواقع التراث العالمي لليونسكو، وصولا إلى الأماكن التي تختزن تراث الطبخ العريق؛ تقدّم بلادنا باقة واسعة من التجارب التي تجذب ملايين السياح سنويا بحثا عن الفرادة والتميّز.
ومع ذلك، لم نكتفِ بما لدينا، بل واصلنا العمل على توسيع إمكاناتنا السياحية وإثراء منتجاتنا الثقافية والسياحية عبر مسارات متنوعة. فهناك جهود حثيثة في مجالات سياحة الطعام، والسياحة العلاجية والثقافية، وسياحة الدراجات والسياحة الدينية، فضلا عن سياحة المؤتمرات والمعارض.
ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هو المطبخ التركي المتأثر بإرث حضارات وإمبراطوريات متعاقبة، مما أضفى تنوعا استثنائيا على أطباقنا. وقد أسهم تلاقي ثراء مطبخنا مع أسلوب مطاعمنا وخدماتها في إدراج "دليل ميشلان" مدينة إسطنبول بداية، ثم إزمير وبودروم على خريطته.
ومع مطلع هذا العام، انضمت كابادوكيا -المشهورة برحلات المناطيد فجرا ووديانها الأخاذة وفنادقها الكهفية- إلى الوجهات التركية التي أصبحت ضمن اختيارات دليل ميشلان، بفضل تقاليدها المطبخية الراسخة، وهكذا أضافت هذه المنطقة الساحرة تجربة جديدة إلى سجلها الزاخر.
إعلان
إلى جانب ذلك، فإن الطعام في تركيا بحد ذاته يشكل تجربة قائمة، من مأكولات الشارع الشعبية إلى موائد الطعام الفاخر. وقد أكد تقرير "معهد ماستركارد للاقتصاد: اتجاهات السفر 2025" أن إسطنبول -التي استقبلت العام الماضي سياحا من 67 دولة- أصبحت العاصمة الأبرز عالميا في مجال الطعام والشراب، إذ حلّت في صدارة قائمة ضمت 43 مدينة كبرى بعد تحليل الإنفاق العابر للحدود في مطاعم العالم.
وبذلك لم تعد إسطنبول مجرد وجهة سياحية مميزة، بل غدت مركزا عالميا لتجارب الذواقة بحيث يجمع بين ثراء المطبخ التركي وتنوع المذاقات العالمية.
الطعام في تركيا بحد ذاته يشكل تجربة قائمة من مأكولات الشارع الشعبية إلى موائد الطعام الفاخر. وقد أكد تقرير "معهد ماستركارد للاقتصاد: اتجاهات السفر 2025" أن إسطنبول أصبحت العاصمة الأبرز عالميا في مجال الطعام والشراب
غير أن التجارب التي نقدمها لا تقتصر على مجال المطبخ فقط. فلدينا على الأراضي الأناضولية 30 مسارا يشمل ديانات مختلفة وقيما مرتبطة بالتراث الثقافي، وتمنح ضيوفنا تجارب متنوعة من زوايا مختلفة.
فنحن نقدم تجارب رياضية في 20 مسارا، وتتضمن منتجات مثل "مسار طروادة للدراجات والمشي"، و"تجربة الغوص في غاليبولي" و"مسارات المشي في طريق الليكيا"، وكلها تجارب فريدة لا يمكن اختبارها إلا في تركيا.
وأخيرا، من المعروف أن السياح بعد جائحة كورونا أصبحوا يريدون التعرف عن قرب على العناصر الثقافية الخاصة بالمناطق التي يزورونها. ولهذا السبب تحديدا فإن إبراز كنوز جغرافيتنا الغنية التي تُعد من أولى أماكن الاستقرار الدائم في العالم، وإخراجها من تحت الأرض إلى ضوء النهار، له أهمية كبيرة من حيث زيادة عدد التجارب التي يمكن أن تعاش في بلدنا.
إن رؤيتنا المسماة "العصر الذهبي لعلم الآثار"، التي أطلقناها في إطار مشروع "إرث للمستقبل"، تحمل أهمية حيوية، ففي نطاق هذا المشروع نواصل أعمال الحفر والترميم على مدار 12 شهرا في شتى أنحاء تركيا. ومن ناحية أخرى، نقوم بجهود دقيقة للغاية لاستعادة القطع الأثرية المهربة إلى الخارج، وفي عام 2024 استعدنا 1149 قطعة.
ومن خلال هذه الجهود، افتتحنا للزيارة في مكتبة الأمة التابعة للرئاسة معرضا خاصا لقطع قيّمة مثل تمثال ماركوس أوريليوسن الذي استعدناه من مجموعة متحف كليفلاند للفنون في الولايات المتحدة. إن رؤية ضيوفنا لهذه القطع الأثرية في موطنها يمثل تجربة خاصة بحد ذاته.
هناك منافسة شديدة بين الدول السياحية الكبرى، ومن بينها تركيا، لجذب مزيد من الزوار. فما الذي يميزكم عن غيركم؟
تركيا بجاذبيتها الخاصة ومناخها المعتدل، وتنوعها الفريد القادر على تلبية كل أنواع الطلبات، تُعَدّ واحدة من أبرز الوجهات السياحية ليس فقط في حوض البحر الأبيض المتوسط، بل في العالم كله.
إن الغنى الثقافي الذي يمنحه موقعها في جغرافيا تَشَكّلت فيها الحضارات وتقاطَع فيها الشرق والغرب ينعكس على منتجاتنا السياحية بشكل متعدد الطبقات. فمن مدن مثل إسطنبول التي كانت عاصمة للإمبراطوريات، إلى هضاب البحر الأسود الخضراء التي تثير إعجاب الجميع، وإلى الجغرافيا الفريدة لكابادوكيا، ومن خلجان الريفييرا التركية الفيروزية إلى سواحل إيجة، يجمع هذا التنوع بين التاريخ والثقافة والطبيعة والمغامرة ليخاطب كل أنواع الرحالة.
إن امتلاكنا 22 موقعا مدرجا على قائمة التراث العالمي لليونسكو يجعلنا في موقع بارز ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى العالم.
فمن منطقة تشانلي أورفا، حيث تُكتشف مواقع جديدة تعود للعصر الحجري الحديث وتُعد من أوائل أماكن الاستقرار البشري، إلى مدن "سيتاسلو" (المدن الهادئة) حيث تلتقي أنماط الحياة المستدامة بالطبيعة، وفي "قرانا السياحية" التي اختارتها منظمة السياحة العالمية وجهات ريفية استثنائية، نجد بعضا من الوجهات التركية التي أصبحت علامات تجارية عالمية.
ولا يقتصر التنوع الذي تقدمه تركيا لزوارها على التراث الثقافي، فاليوم لدينا أكثر من 60 منتجا مختلفا تمتد من سياحة البحر والشمس والرمال إلى سياحة الطبيعة والمغامرة، ومن مسارات الرحلات البحرية إلى سياحة الدراجات والسياحة الدينية والعلاجية.

كما أن مطبخنا الغني المستمد من أراضينا الخصبة يجعل بلدنا فريدا في مجال سياحة الطعام.
إعلان
يتجه معظم الزوار الأجانب القادمين إلى تركيا بشكل أساسي إلى إسطنبول والمنتجعات الساحلية المتوسطية والمناطق الشمالية، بينما هناك مناطق سياحية أخرى غير معروفة كثيرا. ما الذي تقوم به وزارتكم من حملات ترويجية وتطوير للبنية التحتية وإجراءات أخرى لجذب مزيد من الزوار إلى هذه المناطق؟
من الأهداف الرئيسة لإستراتيجيتنا السياحية في تركيا توسيع نطاق السياحة ليشمل ولايات البلاد الـ81 وعلى مدار 12 شهرا. وبهذا لا نقتصر فقط على مراكز الجذب البارزة مثل إسطنبول وكابادوكيا وباموق قلعة وإزمير وبودروم وأنطاليا، بل نطبق بدقة خارطة الطريق التي أعددناها لعرض مناطقنا الأقل شهرة وغير المكتشفة أيضا على الزوار.
وفي هذا الإطار، تحدد كل ولاية أولوياتها الخاصة وتدير أعمالها ضمن إستراتيجية العلامة الرئيسية والترويج الخاصة بتركيا. ولدينا لكل ولاية تركية أسواق خارجية مستهدفة مختلفة وخطوات عملية نتخذها ضمن هذا النطاق. ومن خلال مختلف أنشطة الترويج، نعزز من ظهور هذه الولايات وتجاربها لدعم حركة الزوار إليها. وعند الترويج لكل الوجهات، نولي عناية خاصة بزيادة الاهتمام بمناطقنا وتجاربنا الأقل شهرة.

ومن خلال وكالة تنمية السياحة (TGA) ننفذ برامج ترويجية تستهدف شرائح مختلفة مثل وكالات السفر والصحفيين وصناع المحتوى. وفي هذه البرامج نركز على الوجهات والتجارب المتخصصة في تركيا.
وبالإضافة إلى أنشطة الترويج، نولي أهمية كبيرة أيضا لمسألة تحويل مدننا إلى علامات مميزة. ويمكن أن نذكر على سبيل المثال مهرجانات "طريق الثقافة" التي تهدف إلى الترويج للقيم الثقافية لتركيا عبر العمارة والتاريخ والفن والثقافة.
هذا المشروع الذي بدأ عام 2021 مع "مهرجان طريق الثقافة في بيه أوغلو-إسطنبول" يستمر حاليا في 20 مدينة مختلفة، ونضيف كل عام ما لا يقل عن 5 ولايات جديدة للمشروع، وهدفنا أن نقيم هذه المهرجانات في 36 ولاية مختلفة بحلول 2028.
تأتي روسيا وألمانيا والمملكة المتحدة في مقدمة الدول التي ترسل أكبر عدد من السياح إلى تركيا، فهل هناك تغييرات ملحوظة في أعداد السياح القادمين من مناطق أخرى مثل دول شرق آسيا؟
عملت تركيا بالتوازي مع تنويع منتجاتها السياحية على تنويع توزيع ضيوفها أيضا، فاعتمادنا على أسواق محددة فقط في حالات الطوارئ أو الكوارث أو الحروب قد يقيد خياراتنا.
لذلك، ورغم أن الأسواق الأوروبية التي ذكرتموها تعد أسواقا رئيسية لتركيا، فإن أسواقا مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان أيضا من بين المناطق المستهدفة لدينا. ولهذا نواصل تنفيذ أعمال واسعة النطاق في هذه الأسواق.
وتنفذ وكالة تنمية السياحة أنشطة في هذه الأسواق الآسيوية، فضلا عن إقامة مؤتمرات ومعارض في تلك البلدان، كما أن الجولات التعريفية التي ننظمها لوكالات السفر والصحفيين والمؤثرين وقادة الرأي في هذه الدول تُعد مهمة للغاية من أجل تقديم وجهاتنا ومنتجاتنا السياحية وثقافتنا.
فعلى سبيل المثال، لدينا أداء ناجح للغاية في السوق الصينية، ففي العام الماضي استقبلنا 409 آلاف سائح صيني بزيادة قدرها 65.1% مقارنة بالعام السابق. ونواصل تنفيذ العديد من الأنشطة بالتوازي من أجل استمرار هذا النجاح.
ومن جهة أخرى، ستشهد الرحلات المتبادلة مع الصين بدءا من الشهر المقبل زخما كبيرا، ونحن مستمرون في العمل للوصول إلى هدفنا المتمثل في استقبال مليون سائح صيني.
الاستهلاك المكثف للمياه في قطاع السياحة يسبب ضغطا كبيرا على مصادر المياه في بعض المناطق مثل إزمير وبودروم ومرمريس. فهل لدى تركيا إستراتيجية لتحقيق التوازن بين تطوير السياحة وحماية الموارد المائية؟
نعم، بالتأكيد، هذا الموضوع من أولوياتنا، فتركيا تمتلك خارطة طريق مستدامة في قطاع السياحة.
وضمن هذا الإطار، أبرمنا في عام 2022 اتفاقية تعاون مع المجلس العالمي للسياحة المستدامة (GSTC) لتطبيق البرنامج الوطني للسياحة المستدامة، وهو خطوة رائدة على المستوى العالمي.
وتحظى منشآتنا السياحية بدعم وفق معايير الأداء البيئي ضمن هذا البرنامج الذي أصبح تدريجيا إلزاميا ومتوافقا مع المعايير الدولية، وتشارك الفنادق في وجهاتنا الرئيسة مثل أنطاليا وبودروم وإسطنبول في البرنامج بعد اجتيازها عمليات تفتيش دقيقة.
إعلان
وبحلول سبتمبر/أيلول الحالي، حصلت تركيا على شهادة السياحة المستدامة المعترف بها دوليا لأكثر من ألفي منشأة، مسجلة بذلك إنجازا تاريخيا في قطاع السياحة العالمي.
ولا تقتصر سياساتنا المستدامة على المنشآت الفندقية فحسب، بل تشمل حماية الموارد الطبيعية أيضا، وتعمل وزارتنا بالتنسيق مع الوزارات الأخرى والمحافظات والسلطات المحلية على تنفيذ إستراتيجيات شاملة تهدف إلى تحقيق توازن بين تطوير السياحة والاستدامة البيئية.
" frameborder="0">
وتشمل هذه الإجراءات العملية إدارة مياه الصرف الصحي وأنظمة المعالجة المتقدمة، وتركيب أنظمة جمع مياه الأمطار، واستخدام طرق الري الذكية.
ومن المهم أيضا أن نتذكر أن تركيا بلد يحيط به البحر من 3 جهات، وبالأخص في منطقة إيجة التي تواجه نقصا في المياه هذا العام، ومن ثم يمكن معالجة المشكلة عبر محطات تحلية مياه البحر كما هو الحال في دول الخليج.
ما حصة دول الخليج وأهميتها في السياحة التركية؟
تعتبر كل دولة من دول الخليج من الأسواق المستهدفة المهمة لتركيا، فنحن نحظى بعلاقات سياحية قوية مع جميع دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية وقطر والكويت والإمارات. كما أن جسور النقل الجوي بين بلادنا مزدحمة للغاية؛ حيث تقدم الخطوط الجوية التركية وعدد كبير من شركات الطيران المحلية والإقليمية جداول رحلات متزايدة بين تركيا ودول الخليج.
ولا يقتصر الأمر على رحلات إسطنبول فحسب، بل من المهم لدينا أن تغطي الرحلات مناطق مختلفة خلال موسم الصيف، من البحر الأسود إلى إيجة والبحر الأبيض المتوسط، بهدف خلق تنوع بين وجهاتنا وتقديم خيارات جديدة ومختلفة للزوار العرب.
ويلاحظ أن أغلب السياح القادمين من الخليج يسافرون ضمن مجموعات عائلية كبيرة، وذلك يوفر لنا ميزة من حيث زيادة أداء الإقامة الليلية والعوائد غير الفندقية. كما أن العادات الشرائية العالية لهؤلاء الزوار تُعد عاملا مهما في تحقيق أهدافنا السنوية للإيرادات.
وعلى صعيد السياحة العلاجية، تعد دول الخليج أيضا سوقا مهمة لنا. فتركيا، وخاصة إسطنبول، أصبحت مركزا للسياحة الطبية، حيث نقدم خدمات عالية الجودة في مختلف التخصصات، ويحتل زوار الخليج مكانة مهمة ضمن هذا القطاع.
كما أن تركيا لا تقتصر على الريادة في السياحة الطبية، بل تتفوق أيضا في مجالات العلاجات الحرارية و"السبا" ومنتجات الاستشفاء، مما يجعل دول الخليج سوقا مهمة لنا في هذا المجال أيضا.
هل لديكم برامج خاصة للسياح العرب؟
من جهة، نقوم بتعريف زوار منطقة الخليج على وجهات جديدة في تركيا، ومن جهة أخرى نتخذ خطوات متعلقة بالمقاييس الأساسية لقطاعنا السياحي.
فعلى سبيل المثال، تقوم وكالة تنمية السياحة بتسليط الضوء على وجهات جديدة في منطقة البحر الأسود لم يسبق للزوار الخليجيين اكتشافها، كما نفتح هذه الوجهات للتسويق التجاري بالتعاون مع الفنادق والوكالات ووكالات التنمية وشركات الطيران والمشغّلين السياحيين.
إضافة إلى ذلك، لدينا خطة تسويقية شاملة مخصصة لهذه المنطقة، فنحن من كبار المُعلنين في العديد من الوسائل الإعلامية العربية، وتعتبر قناة الجزيرة واحدة من أهم وأبرز وسائل الإعلام بالنسبة إلينا.
" frameborder="0">
وأحد المشاريع الجديدة التي نالت إعجابي وحققت صدى كبيرا في المنطقة هي تصميمنا لأول مرة إعلانا مصورا على شكل مسلسل قصير بعنوان "إسطنبول حبي" تدور أحداثه في قلب إسطنبول، ويجمع بين قصة حب وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد نُشر المسلسل القصير على قناة "GoTürkiye" في يوتيوب.
وشارك في هذا المسلسل الممثلان عفرا سراج أوغلو وإنجين أكيويرك، وهما من بين الفنانين الذين يظهرون في المسلسلات التركية المفضلة لدى جمهور الدول المستهدفة، وقد وصل المسلسل إلى مشاهدين من منطقة الخليج ودول الشرق الأوسط وأوروبا.
من جانب آخر، نستثمر كوزارة في الديناميكيات الأساسية لقطاعنا، ومن ذلك قيامنا بتوقيع بروتوكولات مع وزارة التربية الوطنية الخاصة بمدارس السياحة المهنية، ومع هيئة التعليم العالي الخاصة بالجامعات السياحية.
وبحسب البروتوكولات الموقعة، سيتخرج الطالب في تلك المدارس والجامعات وهو يتقن على الأقل لغتين بشكل جيد وإحدى اللغات الأخرى بمستوى كاف. ومن بين اللغات الأجنبية الاختيارية توجد اللغة العربية، بحيث يمكن للطلاب الذين يختارون العربية فهم متطلبات السياح العرب بشكل أفضل، وتقديم خدمات أكثر خصوصية لهم.
0 تعليق