Published On 23/9/202523/9/2025
|آخر تحديث: 13:31 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:31 (توقيت مكة)
قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية -اليوم الثلاثاء- إن اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطينية، عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يشكّل زلزالا سياسيا، وتآكلا ناعما للحصانة الدبلوماسية لإسرائيل ويضعها أمام واقع جديد في الساحة الدولية.
ورغم أن هذا الاعتراف لا يقيم دولة فلسطينية على الأرض "فلا أعلام جديدة ولا حدود مرسومة ولا مؤسسات حكم" فإنه -بحسب الصحيفة- يحمل دلالات إستراتيجية بعيدة المدى، إذ يعزز المسار الدولي لإعادة حل الدولتين إلى مركز الأجندة العالمية، ويمثل خطوة غير مسبوقة من 3 ديمقراطيات غربية تعد من أقرب حلفاء إسرائيل والولايات المتحدة.
مأزق إسرائيل
وأكدت المراسلة السياسية للصحيفة آنا براسكي -في مقال- أن هذا التطور يختلف جذريا عن اعترافات سابقة صدرت من دول بأميركا اللاتينية أو أفريقيا، مشيرة إلى أن العواصم الثلاث ليست "هامشية" بل قوى مركزية في العالم الغربي اختارت أن تنسّق خطوتها في يوم واحد وبالتزامن مع اجتماعات الأمم المتحدة.
وترى أن هذه الخطوة ليست مجرد "رمزية فارغة" بل رسالة واضحة للحكومة الإسرائيلية بأن مرحلة الجمود انتهت، وأن المجتمع الدولي يريد إعادة تشغيل المسار السياسي حتى لو أدى ذلك إلى توتر مع إسرائيل أو احتكاك في العلاقات مع واشنطن.
وتوضح المراسلة السياسية أن الاعترافات الجديدة لا تغيّر شيئا على الأرض، لكنها تتحول إلى "عملة صعبة" بالمؤسسات الدولية، إذ تضيف شرعية متزايدة للمطلب الفلسطيني بدولة ذات سيادة، وقد تستخدم لاحقا كأساس لإجراءات قانونية وضغوط في مجالس وهيئات قضائية متعددة.
وتقول أيضا "الفرق بين رمزية فارغة ورمزية ذات مغزى يكمن في كيفية استثمار هذه الخطوات، لا سيما في المشهد القانوني والدبلوماسي الدولي".
وتؤكد براسكي أن الدفاع عن الوضع القائم يزداد صعوبة بالنسبة لإسرائيل. فمع اعتراف 3 عواصم غربية خلال أسبوع واحد، تصبح قدرة إسرائيل على منع خطوات إضافية بالأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أقل بكثير.
إعلان
وتضيف "حتى إن لم تنضم دول أخرى مباشرة، فإن الحصانة السياسية التي تمتعت بها إسرائيل في الغرب بدأت تتآكل".
وتمضي في شرح ذلك، وتقول "عمليا، لن يُفرض غدا حظر سلاح أو إلغاء شراكات بحثية، لكن ذلك يشير إلى بداية تآكل ناعم يتمثل بقيود في المناقصات، واشتراطات جديدة في التعاون العلمي، وتحفظات بالمؤسسات الأكاديمية، وتراكم إجراءات صغيرة تخلف ضغطا متزايدا".
مظلة أميركا لا تغني
تلفت المراسلة السياسية لمعاريف إلى أن الولايات المتحدة لم تنضم إلى هذا المسار ولا تنوي ذلك حاليا، وهو ما يمنح إسرائيل مظلة حماية مهمة.
غير أنها ترى أن استمرار إسرائيل في الاعتماد على واشنطن وحدها قد يخلف انطباعا بأنها تختبئ خلفها، بينما العالم الغربي يتحرك في اتجاه آخر. وهذا يفاقم صورة إسرائيل كدولة تتجه إلى عزلة متنامية وتقلص قدرتها على التأثير في السردية الدولية.
وفي الداخل الإسرائيلي، جاءت ردود الفعل على نحو متوقع: اتهام الغرب بـ"الاعتراف بالإرهاب" ووصف الخطوة بأنها "جائزة لحماس".
لكن براسكي ترى أن هذا الخطاب، وإن كان يخدم الائتلاف الحاكم أمام قاعدته الانتخابية، يبدو في الخارج منفصلا عن الواقع، خصوصاً أن بريطانيا وكندا وأستراليا قدمت خطوتها باعتبارها "إنقاذا لفكرة حلّ الدولتين" لا مكافأة لحماس.
وتؤكد المراسلة السياسية أن السبيل الوحيد لإسرائيل لتقليص تداعيات هذه الدينامية هو طرح أفق سياسي بديل: وعلى الأخص، خطوات تدريجية مثل إعادة تفعيل مؤسسات مدنية فلسطينية، ومبادرات اقتصادية، وتعزيز التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.
وتختم قائلة "أما في غياب مثل هذا المسار، فإن موجة الاعترافات لن تبقى حدثا رمزيا، بل ستتحول إلى اتجاه طويل الأمد يزيد عزلة إسرائيل ويضعف قدرتها على التأثير".
0 تعليق