Published On 23/9/202523/9/2025
|آخر تحديث: 14:52 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:52 (توقيت مكة)
تفقد العديد من الكائنات اللافقارية أطرافها خلال المواجهات العدائية، وتتجدد هذه الأطراف مرة أخرى لدى هذه الكائنات ومنها العناكب.
وكشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة "إكسبيريمينتال بيولوجي" أن العناكب لا تتعلم الجري مجددا بعد فقدان أطرافها، بل تمزج بين أساليب مشي مختلفة للتعويض عن ذلك، وتجري بنفس سرعتها قبل فقدان أطرافها.
فبعد أن فقد صغار عناكب العنكبوت النمري الغواتيمالي اثنين من أطرافها الثمانية تركض صغار العناكب بنفس السرعة عن طريق التناوب بين العرج و الجري مثل النملة .

طريقة ذكية
وفى تصريح "للجزيرة نت" عبر البريد الإلكتروني تقول الباحثة بروك كوين من قسم الأحياء جامعة تيمبل والمشاركة في هذه الدراسة أنه "بالنسبة لإنسان يعتاد على المشي على قدمين تبدو فكرة فقدان 25% من أرجله مؤلمة جدًا بالنسبة لي".
وتضيف "لكن بالنسبة للعناكب لم يكن فقدان اثنين من أطرافها الثمانية مشكلة كما نظن، للتعامل مع هذا التغيير كانت العناكب ببساطة تباعد أرجلها لملء الفراغ الذي خلفته الأرجل المفقودة، وفي غضون يوم واحد من فقدانها للأطراف عادت إلى الجري بسرعتها الأصلية، ولم تحتج إلى أي وقت إضافي لتعلم كيفية الحركة بمشية جديدة تمامًا".
توجد القدرة على فقدان أجزاء الجسم وتجديدها لدى مجموعات حيوانية متعددة، بما في ذلك السحالي والديدان المفلطحة ونجم البحر. تستطيع هذه الحيوانات بما فيها نجم البحر والديدان المفلطحة إعادة نمو أطرافها وأجزاء من أجسامها بشكل عام، بينما تقتصر قدرة السحالي عادةً على إعادة نمو ذيولها فقط.
يتزامن تجديد أطراف العناكب مع دورة انسلاخها، لذا فإن الفترة التي تقضيها بعدد أقل من الأطراف تختلف باختلاف المرحلة التي فقد فيها الطرف، حيث يتساقط جلدها بوتيرة أقل مع تقدمها في السن حتى تصل إلى مرحلة لا تقدر فيها على الانسلاخ، فإذا فقدت أحد أطرافها، فلن تتمكن من نمو طرف جديد، تراوحت فترة انسلاخ جلد العناكب في هذه الدراسة بين بضعة أسابيع وأشهر.

بتر ذاتي
ويقوم العنكبوت بعملية البتر الذاتي، أي أنه هو المسؤول عن إزالة طرفه، وليس الباحث في الدراسة، هذا هو أيضا ما يحدث في الطبيعة، فإذا لم ينجح طرح الجلد وعلقت إحدى ساقيه، أو إذا عضّ حيوان مفترس أحد أطرافه، فيمكن للعنكبوت ببساطة أن يختار إخراج ساقه أو بترها، وحسب النوع، قد يكون ما يصل إلى 40% من الأفراد الذين نراهم في الدراسات الميدانية مفقودًا أحد أطرافه أو أكثر.
إعلان
في هذه الدراسة قامت الباحثتان بروك كوين و سارة شي بتسجيل فيديو عالي السرعة لعناكب تركض بجميع أرجلها سليمة، ثم ألصقت الباحثتان برفق الأرجل الأمامية اليمنى والخلفية اليسرى للعناكب على قطعة من الورق المقوى، وانتظرتا حتى تنفصل أطراف العناكب الصغيرة، ثم بعد ذلك قامتا بتصوير العناكب من الأعلى، والتقتطتا كل تفاصيل حركات أقدام العناكب أثناء هروبها.
بعد ذلك، سمحتا للعناكب بإعادة نمو أطرافها، وصوّراها وهي تركض بـ8 أطراف سليمة، قبل تشجيع العناكب على التخلص من أطرافها مرة أخرى وتصوير مناوراتها مرة أخرى.
وقامتا بعد ذلك بتجميع أكثر من 43000 لقطة فيلم وأكثر من 800 خطوة لتحليلها، ولتحليل هذه المعلومات استعانوا بفيزيائيين وعلماء رياضيات وطبقوا التعلم الآلي، وتوصلت نتائج تحليل المعلومات إلى أن العناكب بعد بتر أطرافها مباشرةً، بدأت تستعيد سرعتها السابقة في الجري.
ولاحظوا أن العناكب مبتورة الأرجل قامت بتوسيع امتداد أرجلها المتبقية لتعويض المساحة الوظيفية المفقودة، وبدأت فورا تتبنى أنماط مشي جديدة بقوة فور فقدان أرجلها، دون وجود أي دليل على احتياجها إلى تعلم هذه الأنماط الجديدة.
0 تعليق