من كنفاني إلى قادة حماس بقطر .. الملفات السرية لجرائم الموساد في عقود - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا فارق بين الدوحة وبيروت وكوالالمبور لدى الموساد الإسرائيلي، الذي اغتال على مدار عقود شخصيات بارزة في الإعلام والسياسة والثقافة مستهدفهم في أكثر من 15 دولة، ما يعكس عقيدة تبرر القتل دون تردد أو حساب.

بانر 360 - المرصد - الإعلام الإسرائيلي أسير البروباغاندا والرقابة
(الجزيرة)

لم تكن جريمة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أثناء وجودهم  في العاصمة القطرية الدوحة في التاسع من الشهر الجاري جريمة استثنائية في تاريخ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد )الحافل بجرائم الاغتيالات التي لم تستثن كثيرين.

وفي عرضٍ لسجل الاغتيال الذي خطّته المخابرات الإسرائيلية بدماء الساسة والصحفيين والمثقفين، رصدت حلقة (2025/09/22) من برنامج "المرصد" التسلسل التاريخي لقصص الشهداء الذين كانوا شوكة في حلق الاحتلال فاستساغوا قتلهم.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

فعلى مدى عقود نفذت إسرائيل عمليات اغتيال في أكثر من 15 دولة بين ماليزيا وسوريا وإيران وفرنسا والأردن وصولا إلى بيروت ومالطا والإمارات. وفي هذه المدة لم تقتصر قائمة الاستهداف على قادة التحرير الفلسطينيين فحسب، بل طالت مثقفين وعلماء وصحفيين ودبلوماسيين من دول أخرى، في ثقافة تعد الاغتيال وسيلة أسرع من السياسة، وبديلا من الحوار والتفاوض.

ففي مستهل كتابه بعنوان (انهض واقتل أولا.. التاريخ السري للمخابرات الإسرائيلية) كشف الصحفي الإسرائيلي روبن بيرغمان "أن إسرائيل اغتالت أشخاصا أكثر من أي دولة أخرى في العالم الغربي".

وعلق الصحفي الأميركي تشارلز غلاس على الكتاب موضحا، أن الكتاب يفضح كيف تتعامل العقلية الإسرائيلية مع الأعداء، "فهم يعتمدون على استخدام العمليات السوداء على حساب النهج الدبلوماسي والتسوية، فهو يناقش مدى الانحياز للعمليات السرية انطلاقا من تساؤل، لماذا يجب علينا التفاوض مع الأعداء بينما يسهل علينا قتلهم".

عقيدة "القتل الهادف"

أما عن العقيدة التي تبرر كل جريمة نفذها الاحتلال طيلة العقود الماضية، فهي عقيدة (القتل المحدد لهدف، لا يفترض تبريره) وفق تصريح لرئيس المخابرات الإسرائيلية السابق شبطاي شريط.

فقد تحدث شريط في كتابه (السعي لإسرائيل آمنة) عام 2021 عن حدوث حالة من التقبل في دول -لم يسمها- مع هذا النهج من القتل، معتبرة أي عملية اغتيال (لا تحتاج إلى تبرير دولي)، بعد أن كانت هذه الدول تنتقد جرائم الاغتيال في السابق.

وبدأت أول جريمة في سجل الجرائم الحافل، عندما فجّر الاحتلال سيارة الصحفي والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني في بيروت عام 1972، وحينئذ لم يقتل الاحتلال كنفاني فحسب، بل كانت معه ابنة أخته لميس التي كانت في السابعة عشرة من عمرها.

إعلان

ولا يتوارى كبار المسؤولين الإسرائيليين خلف ستار الخوف أو الخجل من الاعتراف بالجريمة فور وقوعها، بل إنهم يتفاخرون ويشيدون بإعلان "نجاح العملية"، كما حدث بعد العدوان على قطر في 9 من سبتمبر/أيلول الجاري، إلا أن بعض العلميات لم تلحقها اعترافات من كبار العسكريين والمسؤولين داخل الموساد فور حدوثها، بل ظلت في طي الكتمان أعواما قبل الإفصاح عن تنفيذ الجريمة.

علمية "غضب الرب"

في تسعينيات القرن الماضي، انطلقت حملة اغتيالات منظمة (غضب الرب) التي أشرفت على تأسيسها رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير عام 1972، وهدفت منها إلى تنفيذ سلسلة من الجرائم ضد المناضلين الفلسطينيين والعرب في بقاع متفرقة من العالم.

واعترف الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون ياريف في مقابلة أجراها لفيلم وثائقي، أن مائير أوعزت باغتيال كل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بعملية ميونخ التي نفذها فدائيون فلسطينيون من منظمة أيلول الأسود في نفس العام.

ويذكر أنه في دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ عام 1972، احتجز فدائيون من منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية رياضيين إسرائيليين رهائن مقابل إطلاق سراح 232 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية في حدث ترك تداعيات أمنية وسياسية عالمية واسعة.

واعترف ياريف -في المقابلة – أن غولدا مائير هي من أشرفت بنفسها على عملية حملة اغتيالات منظمة حملت اسم (غضب الرب)، وكان ياريف حينها ضمن اللجنة السرية التي خططت لهذه الحملة.

وكان أولى ضحايا (غضب الرب) هو ممثل منظمة التحرير الفلسطينية وائل زعيتر الذي استهدفه الموساد في روما 1972، وبعده ممثل منظمة التحرير في باريس محمود الهمشري بعبوة ناسفة زرعت في هاتف مكتبه.

ثم ممثل حركة فتح في قبرص حسين أبو الخير، ثم أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية العراقي باسل الكبيسي الذي اغتيل في باريس، وهناك أيضا استهدف الاحتلال المسرحي والمناضل الجزائري محمد بوديّا.

وكانت (عملية فردان) من أبرز عمليات الاغتيالات التي نفذها الموساد الإسرائيلي، حين تسللت وحدة كوماندوس إسرائيلية في أبريل/نيسان عام 1973 عبر البحر إلى بيروت لتغتال 3 من القادة الفلسطينيين في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومنظمة التحرير الفلسطينية وهم أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر، حيث تنكر حينها قائد العملية إيهود باراك في زي امرأة قبل أن يترأس منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وفي عام 1979 تمكن الموساد من اغتيال القيادي في حركة فتح علي حسن سلامة والذي كان ملقبا بـ(الأمير الأحمر) وذلك في تفجير سيارته في بيروت، بعد عدة محاولات فاشلة.

وبعد توقف عملية (غضب الرب) مدة وصلت لـ13 عاما، أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير عام  1992 باستئناف العملية، وحينها عاد بكل قوته ليغتال في باريس رئيس استخبارات منظمة التحرير الفلسطينية عاطف بسيسو.

وفي عام 1981، في روما اغتال الموساد مسؤول الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية ماجد أبو شرار، وبعدها بنحو 7 أعوام اقتحمت وحدة إسرائيلية خاصة منزل الرجل الثاني في منظمة التحرير (أبو جهاد) خليل الوزير وأطلقت عليه 70 رصاصة في تونس.

إعلان

وبخمس رصاصات أطلقها جنديان من الموساد على رأس الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي اغتيل في مالطا عام 1995.

إلا أن فشل الموساد في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عام 1997، كان سقوطا مدويا للحكومة الإسرائيلية آنذاك برئاسة بنيامين نتنياهو المطلوب للمحاكمة الجنائية الدولية، حين حاول عناصر من الموساد حقن مشعل بالسم أثناء توجهه إلى مكتبه في العاصمة الأردنية عمان.

ولم يتوقف التعطش الإسرائيلي للقتل بعد هذا الفشل، بل واصلت إسرائيل تنفيذ عمليات أخرى خارج أراضيها، حيث اغتالت القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في الإمارات وفي ماليزيا أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة كوالالمبور فادي البطش.

وفي العاصمة الإيرانية اغتالت علماء إيرانيين في المجال النووي، كما اغتالت رئيس حركة (حماس) إسماعيل هنية في تموز/أيلول 2024، ثم أكملت سلسلة اعتيالاتها لقادة المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان.

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

0 تعليق