عاجل

محللون: ترامب يحاول توريط العرب عسكريا في غزة مقابل وقف الحرب - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقحام الدول العربية عسكريا في قطاع غزة بعدما عجزت إسرائيل عن تحقيق أهدافها بعد عامين من الحرب المدمرة، التي اعتبرتها الأمم المتحدة إبادة جماعية.

فقد عقد ترامب مساء الثلاثاء، اجتماعا وصفه بالمهم جدا مع قادة ومسؤولين من دول عربية وإسلامية، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وبحث الاجتماع ما يمكن فعله لوقف الحرب في القطاع، بينما تتزايد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين المستقلة، وهي اعترافات تراها الولايات المتحدة مضرة بهذا النزاع.

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– مواصلة العمليات العسكرية في غزة حتى القضاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، و"إحلال السلام في المنطقة".

" frameborder="0">

توريط العرب في غزة

ورغم انتهاء الاجتماع، إلا أنه لم يعرف بعد ما الذي بحثه ترامب بالضبط مع قادة ومسؤولين في دول عربية وإسلامية، منها السعودية وقطر وتركيا ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، لكنّ محللين يعتقدون أنه سيطلب من  هذه الدول التدخل لإنهاء الحرب.

وقد يتمثل هذا التدخل في رأي محللين بإرسال قوات من هذه الدول لكي تحل محل قوات الاحتلال جزئيا وتعمل على نزع سلاح المقاومة، قبل الحديث عن إنهاء الحرب.

ويتوقع المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك أن يكون ترامب "فظا في خطابه"، وأن يطلب من هذه الدول إرسال قوات لإنهاء وجود المقاومة و"دفع أموال لسد حاجة الفلسطينيين الذين تجوعهم إسرائيل".

وحسب ما قاله واريك خلال برنامج "مسار الأحداث"، فإن ترامب لن يقبل بأي تحرك لإنهاء الحرب ما لم تقبل الدول العربية بإرسال قوات ودفع أموال والعمل على إنهاء وجود حماس في غزة، وهو أمر يظل محل تساؤلات.

ومع ذلك، فإن ترامب يستمع لمستشارين يبدو أنه يثق فيهم وهؤلاء لا يعتقدون أن الدول العربية سترسل قوات إلى غزة، كما يقول واريك، الذي أكد أن الاعترافات الدولية بفلسطين كدولة والحديث عن حقوق الفلسطينيين تظل مجرد كلام ما لم تقترن بفعل.

إعلان

وحتى لو قبل العرب بإرسال قوات لتوفير الأمن بدلا من إسرائيل، فإن وقف الحرب سيحل ثالثا في أولويات ترامب بعد وصول هذه القوات وانسحاب إسرائيل من مناطق محددة بالقطاع، -بحسب رأي المسؤول الأميركي السابق- الذي قال إنه لا يفهم طبيعة السياسة الأميركية الحالية.

وخلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حمل ترامب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب وفشل المفاوضات ولم يتطرق إلى وضع المدنيين في غزة ولا إلى مسؤولية إسرائيل عن هذه الأوضاع.

وكان حديث ترامب في الجمعية العامة دليلا على عدم وجود عملية سياسية حالية وتأكيد أن ما يحدث هو طرح خيارات تصب كلها في خانة ترسيخ المعادلة الصفرية التي تريدها إسرائيل، برأي الباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر.

وقد أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، في مقابلة للجزيرة الاثنين عدم وجود أي مقترحات جديدة، وقال إن واشنطن ليست جادة في وقف الحرب وتتنصل حتى من المقترحات التي تقدمها هي.

لذلك، يعتقد شاكر أن اجتماع ترامب بقادة الدول العربية والإسلامية يستهدف توريط هذه الدول في اليوم التالي للحرب ومنح إسرائيل مزيدا من الوقت لمحو غزة، بينما تبدو الولايات المتحدة أمام العالم وكأنها تبحث عن حلول.

فترامب، كما يقول شاكر، ليس معنيا إلا بما تريده إسرائيل وليس منشغلا إلا بتحقيق أهدافها التي تمثل خسارة لكل الفلسطينيين وليس للمقاومة وحدها،  بما فيها التهجير.

" frameborder="0">

نتنياهو سيفشل أي مقترح

وبما أن إسرائيل لا تريد رؤية مفاوض فلسطيني أساسا، فإن الولايات المتحدة لا تقول ما تريده بوضوح وتسير خلف تل أبيب أينما سارت، وتستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع تنفيذ الإرادة الدولية ضدها، حسب شاكر.

ومع ذلك، يعتقد الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن نتنياهو سيعمل على إفشال هذا المقترح حتى لو قبلت به الدول العربية، لأن وقف الحرب يمثل خسارة سياسية وإستراتيجية له ولليمين المتطرف الذي يريد احتلال القطاع واستيطانه وتهجير سكانه.

ولأنه لا يستطيع رفض طلب أميركي جاد بوقف الحرب، فسيعمل نتنياهو على قبول المقترح عموما لكنه سيحاول إدخال بنود لا يمكن لأي طرف قبولها، كرفض أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، وبقاء إسرائيل عسكريا في مناطق عازلة داخل القطاع، وحريتها في العمل، حتى ينتهي إلى الفشل كما فعل مع كل المقترحات السابقة، في رأي مصطفى.

فإنهاء الحرب، حتى لو بتدخل قوات عربية  في قطاع  عزة، ووجود حكم محلي دون مشاركة حماس، يعني فشل نتنياهو في تحقيق كل ما وعد بتحقيقه قبل عامين، وهذا ما سيدفعه -وفق مصطفى- لإقناع ترامب بتبني مخططات إسرائيل العسكرية والزمنية التي تفسد أي مقترح.

فإسرائيل تعيش عزلة تاريخية على المستوى الدولي، واليمين فيها بنى خططه على التهجير والاستيطان، ومن ثم فإن الحديث عن تدخل عربي في غزة سيحقق أهداف إسرائيل في الحرب، لكنه لن يحقق أهداف نتنياهو.

ولهذا السبب تحديدا، يعتقد مصطفى أن نتنياهو "سيعمل بكل الطرق على قطع الطريق أمام هذه الخطة التي ستلحق به هزيمة سياسية ثقيلة حتى لو أخرجت حماس من الحكم، لأنه معني بإطالة الحرب حتى لو انتهى بخسارة إستراتيجية لإسرائيل".

 

0 تعليق