بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظّمة، وفي كلمة نارية ومؤثرة، وثّق نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، بالأسماء والأرقام ما وصفه بـ"قصص الرعب" التي يعيشها أطفال فلسطين، متهماً الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "إبادة جماعية" وتجويع أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي يُعقد الآن في نيويورك تحت عنوان "نداء للعمل من أجل الأطفال الفلسطينيين في الضفة وغزة"، والذي يترأسه الصفدي إلى جانب وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب، وممثل عن المفوضية الأوروبية.
"دعونا لا نُخفف كلامنا.. الاحتلال يرتكب إبادة جماعية"
استهل الصفدي كلمته بلهجة حاسمة، قائلاً: "دعونا لا نُخفف كلامنا. الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في غزة. إنه يجوع 2.3 مليون فلسطيني".
وأكد أن حياة الأطفال الفلسطينيين في خضم "الخراب الذي صنعه الاحتلال في غزة" أصبحت فصولاً من قصص الرعب.
بالأسماء.. قصص مروعة كان يجب أن تحرك العالم
لإيصال حجم المأساة، روى الصفدي قصصاً إنسانية هزت الوجدان، مشيراً إلى أن معاناة أطفال فلسطين تُسمع في "الصوت المرتجف لهند رجب وهي تصرخ طلباً للمساعدة، بعد أن قتل الاحتلال عائلتها بالكامل... قبل أن يسكتها إلى الأبد".
وتابع سرده قائلاً إن هذه المعاناة تتجسد في "ألم إسراء، التي شاهدت رضيعتها زينب البالغة خمسة أشهر تذبل جوعًا"، وفي "صرخات الطفلة مريم وأخيها بعد أن عذّبهم المستوطنون وربطوهم بشجرة زيتون في الضفة الغربية". وأكد الصفدي أن هذه القصص وحدها "كان يجب أن تحرك العالم كله ليقول 'كفى'".
أرقام صادمة.. طفل يُقتل كل ساعة
عرض الصفدي إحصائيات كارثية توثق حجم الاستهداف الممنهج للأطفال، موضحاً أن الاحتلال:
في غزة: قتل أو أصاب أكثر من 60 ألف طفل، بينهم أكثر من 1000 طفل دون عام واحد.
ضحايا الجوع: 147 طفلاً استسلموا للموت جوعاً وسوء تغذية.
معدل القتل: يُقتل طفل كل ساعة في قطاع غزة.
في الضفة الغربية: قتل أكثر من 212 طفلاً وأصاب 1,422 آخرين خلال العامين الماضيين.
نداء عالمي للعمل ووضع حد للإفلات من العقاب
شدد الصفدي على أن الاحتلال "لن يتوقف ما لم نتحد جميعًا في تحرك فعال لوضع حد لإفلاته من العقاب ومحاسبته". وأشار إلى أن مبادرة "النداء للعمل"، التي أطلقتها الأردن وبلجيكا والاتحاد الأوروبي قبل عام، قد انضمت إليها حتى الآن 71 دولة.
واختتم بتوجيه نداء عالمي: "هذا صرخة من أجل حق الأطفال الفلسطينيين في الحياة والتعلم واللعب والأمل. نحن نحث جميع أعضاء الأمم المتحدة على الانضمام إلينا، والوقوف إلى جانب العدالة، ودعم حق الفلسطينيين في الحياة".
0 تعليق