Published On 25/9/202525/9/2025
|آخر تحديث: 10:00 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:00 (توقيت مكة)
كشف زعماء العالم في "قمة المناخ 2025" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أهداف جديدة لخفض التلوث المسبب لارتفاع درجة حرارة الكوكب، في محاولة لدفع الجهود المناخية المتعثرة.
وأعلنت 120 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، في نيويورك يوم الأربعاء، أهدافا جديدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ومن أبرزها تعهد الصين، أكبر مُصدر للانبعاثات في العالم، بخفض انبعاثاتها بنسبة تتراوح بين 7% و10% عن ذروتها بحلول عام 2035.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى عقد قمة خاصة للأهداف الجديدة وحث البلدان، التي يتخلف معظمها بشدة عن الجهود المبذولة لتجنب خرق حدود درجات الحرارة المتفق عليها، على سن تخفيضات "أبعد بكثير وأسرع بكثير".

فرصة سانحة
وقال غوتيريش لقادة الحكومات: "خططكم الجديدة ستُمكننا من تحقيق تقدم كبير. نحن على أعتاب عصر جديد للطاقة، وعلينا اغتنام هذه الفرصة السانحة".
كما أشار إلى أن محادثات المناخ القادمة للأمم المتحدة في البرازيل، والمعروفة باسم "كوب 30″، يجب أن تنتج "خطة استجابة عالمية موثوقة لوضعنا على المسار الصحيح".
وكان غوتيريش، قد اعترف هذا الأسبوع بأن الهدف الدولي المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية معرض لخطر "الانهيار"، وعلق على حكمٍ صدر أخيرًا عن محكمة العدل الدولية: "العلم يتطلب العمل، والقانون يفرضه. الاقتصاد يُلزم العمل، والناس يطالبون به".
وفي الاجتماع، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على التزام بلاده الثابت بمكافحة تغيّر المناخ، مؤكدًا أن "الصين لن تتراجع عن جهودها المناخية، ولن تتباطأ عن دعم التعاون الدولي، ولن تتخلى عن هدف بناء مجتمع عالمي بمستقبل مشترك".
إعلان
وأكد الرئيس الصيني أن بلاده ستُركّب أكثر من 6 أضعاف طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2035، مقارنةً بمستويات عام 2020.
وقبيل أسابيع من قمة المناخ العالمية (مؤتمر الأطراف الثلاثين) في نوفمبر/تشرين الثاني، لم تقدم سوى بلدان قليلة خططا محدثة لخفض الانبعاثات، التي من المفترض أن تتضمن أهدافا جديدة لمساعدة العالم على تجنب موجات الحر المتفاقمة والجفاف والفيضانات والأمراض الأخرى.
وحسب تقديرات علمية، من المتوقع أن يتجاوز كوكب الأرض حاليا حد الاحتباس الحراري البالغ 1.5 درجة مئوية والذي تم الاتفاق عليه قبل عقد من الزمان في اتفاق باريس للمناخ، حيث من المقرر أن ترتفع درجات الحرارة بما يصل إلى 3 درجات مئوية فوق المتوسط ما قبل الصناعي، مما سيؤدي إلى عواقب كارثية على العديد من البلدان.

جهد تحت الخطر
ويرى الخبراء والعلماء أن الجهد العالمي المتعثر أصبح عرضة للخطر أكثر بسبب سياسات الولايات المتحدة، أكبر مُصدر تاريخي لتلوث الكربون في العالم، خصوصا بعد خطاب الرئيس ترامب يوم الثلاثاء أمام الأمم المتحدة، ورفض فيه علم المناخ المُتعارف عليه.
وقال الرئيس الأميركي إن "الدول على شفا الدمار بسبب أجندة الطاقة الخضراء"، مضيفا أن علم المناخ "أكبر عملية احتيال ارتُكبت على الإطلاق ضد العالم"، وأن توربينات الرياح "مثيرة للشفقة".
وأضاف ترامب: "إذا لم تتخلصوا من هذه الخدعة البيئية، فإن بلدكم سيفشل، أنتم بحاجة إلى حدود قوية ومصادر طاقة تقليدية إذا أردتم استعادة عظمتكم… جميع هذه التوقعات التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي غالبًا ما تكون لأسباب واهية، خاطئة. لقد أطلقها أشخاص أغبياء".
ويرى العلماء أن ترامب، هدم قواعد المناخ، وأوقف مشاريع الطاقة النظيفة، وسحب بلاده من اتفاق باريس للمناخ، ينكر منذ فترة طويلة حقائق أزمة المناخ، وأثارت تعليقاته إدانة سريعة من النشطاء.
وقال مانيش بابنا، الرئيس التنفيذي لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية: "كل من ينظر من نافذته يعلم أن تغير المناخ واقعٌ قائمٌ فعلا. والسؤال الحقيقي هو: لماذا يسعى أي قائد مسؤول جاهدًا لإقناعنا بخلاف ذلك؟"
وأكد مناصرو المناخ الآخرون في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي فعاليات أسبوع المناخ المتزامنة في نيويورك، على ضرورة حشد العالم جهود مكافحة تغير المناخ، بغض النظر عن قيادة ترامب لأميركا.
ودعوا إلى تسريع وتيرة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. وفي العام الماضي، تم استثمار تريليوني دولار عالميًا في مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أي ضعف المبلغ المُخصص للنفط والغاز والفحم.
وقالت راشيل كايت، مبعوثة الحكومة البريطانية لشؤون المناخ: "جميع الوظائف والفرص التي توفرها الاقتصادات النظيفة متاحة. لذا لا تشغلوا أنفسكم بالضجيج. اتبعوا الإشارة، وأعتقد أننا سنصل إلى هدفنا".
من الدول التي لا تزال منخرطة في جهود مكافحة تغير المناخ، سينصبّ التركيز الأكبر على الصين، فهي مسؤولة عن نحو ثلث إجمالي الانبعاثات العالمية، لكنها أصبحت أيضا القوة العظمى الرائدة عالميًا في مجال الطاقة النظيفة.
إعلان
من جهته، قال آل غور نائب الرئيس الأميركي السابق يوم الأربعاء: "إنها مأساة عظيمة أن الولايات المتحدة الأميركية تعرقل نفسها وتسمح للصين بأن تصبح الزعيم العالمي في مواجهة أزمة المناخ".
وأضاف غور أنه متفائل بأن العالم سيتبع مسار الطاقة النظيفة بدلا من سياسة الانتقام من الوقود الأحفوري التي يتبناها ترامب. وقال: "سننتصر في هذه المعركة، سننجح، ولكن السؤال هو، هل سننتصر في الوقت المناسب لتجنب نقاط التحول السلبية المروعة التي نشهدها؟"
وقالت تينا ستيج، مبعوثة المناخ في جزر مارشال، عن التعهدات: "كثير منها بحاجة إلى تحسين. يجب أن يكون هناك تقييم حقيقي وصادق بأنها لن تتحقق، نحن نعلم فعلا أن هذه التعهدات لن توصلنا إلى ما نريده".
0 تعليق