أعلنت السلطات الدنماركية،الخميس، أن البلاد تعرضت لـ"هجوم مركّب ومنهجي" عبر طائرات مسيّرة حلقت فوق عدد من مطاراتها، واصفة الجهة التي تقف وراءه بـ"المحترفة"، ومؤكدة أن الهدف هو "إشاعة الخوف والانقسام".
ويأتي هذا التصعيد في وقت تبحث فيه كوبنهاغن تفعيل المادة الرابعة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسط نفي روسي قاطع لأي تورط في الحادثة، وتزامنًا مع ضبط مسيّرة قرب مطار أوسلو في النرويج.
هجوم ممنهج لـ "بث الخوف"
في مؤتمر صحفي، أكد وزير الدفاع الدنماركي، ترويلس لوند بولسن، أن "كل شيء يشير إلى أن هذا من عمل جهة محترفة"، مشيرًا إلى أن العملية جرت بشكل ممنهج في مواقع عدة وبشكل شبه متزامن.
وعلى الرغم من وصفه للحادث بأنه "هجوم مركّب"، شدد بولسن على "عدم وجود تهديد عسكري مباشر" على الدنمارك.
من جانبه، صرح وزير العدل، بيتر هوملغارد، بأن الهدف من هذا الهجوم هو "إشاعة الخوف وإحداث انقسامات وإخافتنا"، مؤكدًا أن بلاده ستعمل على تعزيز قدراتها لـ"رصد وتحييد المسيّرات".
وأضاف أن كوبنهاغن "لا تستبعد أي شيء فيما يتعلق بالجهة التي تقف وراء ذلك".
الناتو على الخط وروسيا تنفي
أثارت الحوادث قلق حلف الناتو، حيث أعلن الأمين العام، مارك روته، أنه يتعامل مع الأمر "بجدية بالغة".
وقال روته عبر منصة "إكس": "تحدثت للتو مع رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريديريكسن بشأن مسألة المسيرات"، مضيفًا أن أعضاء الحلف يبحثون سبل "ضمان أمن وسلامة بنيتنا التحتية الحيوية".
وفي تطور لافت، كشف وزير الدفاع الدنماركي أن بلاده "تنظر" في إمكانية تفعيل المادة الرابعة من ميثاق الناتو، التي تتيح لأي دولة عضو طلب عقد محادثات عاجلة عند الشعور بتهديد لسلامة أراضيها أو أمنها.
في المقابل، نفت السفارة الروسية في كوبنهاغن بشكل قاطع أي ضلوع لموسكو في الحوادث، ووصفتها في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "استفزاز مدبر"، رافضة "التكهنات السخيفة" حول تورطها.
تفاصيل الحوادث في الدنمارك والنرويج
رُصدت الطائرات المسيّرة، التي كانت تحلق ومصابيحها مضاءة، فوق مطارات ألبورغ، إيسبيرغ، سوندربورغ، وقاعدة سكريدستروب العسكرية.
وأدت هذه الخروقات إلى إغلاق مطار ألبورغ، أحد أكبر مطارات البلاد، لعدة ساعات يوم الأربعاء. وقال كبير مفتشي الشرطة، يسبر بويغارد مادسن، إنه تعذر إسقاط المسيّرات التي حلقت فوق منطقة واسعة جدًا لمدة ساعتين، ولم يتم القبض على مشغليها بعد.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت الشرطة النرويجية عن ضبط طائرة مسيّرة كان يشغلها شخص أجنبي بالقرب من مطار أوسلو، وسيتم استجوابه دون الكشف عن جنسيته.
قلق شعبي في ظل التوتر الإقليمي
عكست الحوادث حالة من القلق لدى المواطنين الدنماركيين، حيث قالت السيدة بيرغيت لارسن (85 عامًا) لوكالة فرانس برس: "أشعر بعدم الأمان الآن.. لستُ معتادة على التفكير في الحرب".
بينما رأى مواطن آخر، تورستن فرولينغ (48 عامًا)، أن "روسيا ربما تختبر حدود أوروبا.. إنهم يحاولون الاستفزاز، لكنهم لا يُهدّدون".
وتأتي هذه التطورات في وقت تستضيف فيه الدنمارك قمة للاتحاد الأوروبي، وبعد أيام من وصف رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريديريكسن، حادثة مسيّرات مماثلة في مطار كوبنهاغن بأنها "الهجوم الأخطر على البنى التحتية الدنماركية الحيوية حتى اللحظة".
0 تعليق