كاتب إسرائيلي: ما أسهل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وما أصعب وقف الإبادة الجماعية - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

سخر الكاتب الإسرائيلي المعروف جدعون ليفي -في مقال نشرته صحيفة هآرتس- من موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، معتبرا أن هذه الخطوات الدبلوماسية لا تغير شيئا من واقع الاحتلال والعنف اليومي الذي يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال ليفي إن "الدولة الفلسطينية لم تكن يوما أبعد عن الواقع كما هي الآن"، مشيرا إلى أن الاعتراف بها لن يؤدي إلا إلى "الإضرار بالقضية الفلسطينية"، لأنه يمنح العالم ذريعة للتنصل من مسؤوليته عن وقف ما وصفها بالإبادة الجارية في غزة والاعتداءات المتواصلة في الضفة الغربية.

وحسب الكاتب، فإن المفارقة المؤلمة ظهرت جلية يوم إعلان 10 دول غربية، بينها بريطانيا وفرنسا، اعترافها الرسمي بفلسطين. ففي ذلك اليوم، تعرض راعٍ فلسطيني مسنّ في إحدى قرى شرقي الضفة الغربية لاعتداء عنيف من قبل مستوطنين، مما أدى إلى كسر ذراعيه وإصابة حفيده بجروح، بالتزامن مع سرقة عشرات من أغنامهم. وأضاف ليفي أن الشرطة الإسرائيلية لم تفتح تحقيقا، بل سارعت إلى اتهام الرعاة الفلسطينيين أنفسهم.

عباس ونتنياهو

وأشار ليفي إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، "رئيس الدولة الفلسطينية الموعودة"، لم يُسمح له حتى بحضور المؤتمر الأممي لمناقشة دولته، في حين وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة مخاطبا المجتمع الدولي.

وأوضح ليفي أن يوم الاعتراف لم يختلف عن سائر الأيام الأخيرة في قطاع غزة، حيث قُتل 61 فلسطينيا في ذلك اليوم وحده، وهو تقريبا العدد نفسه الذي يسقط يوميا منذ أشهر. واعتبر أن هذه الاعترافات "لم ولن تنقذ طفلا واحدا في غزة من القصف"، مؤكدا أن القطاع أصبح غير صالح للحياة، والضفة الغربية بدورها تنحدر تدريجيا نحو المصير ذاته.

إعلان

وقال الكاتب إن سكان القرى المنكوبة في الضفة الغربية لم يسمعوا أصلا بأخبار اعتراف أندورا أو موناكو أو لوكسمبورغ، "ولن يعيد ذلك لهم ماشيتهم المسروقة ولا كرامتهم المهدورة".

لا حلّ في الأفق

واتهم ليفي المجتمع الدولي، خاصة أوروبا، بتقديم "خدمة كلامية جوفاء" للفلسطينيين. فبينما يستمر القتل والتدمير، يكتفي العالم بالاعتراف الرمزي بدولة "ربما لا تقوم أبدا". وأضاف: "ما أسهل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وما أصعب وقف الإبادة الجماعية".

ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية والمعارضة على حد سواء، ومن بينها شخصيات يسارية مثل يائير غولان، توحدوا في إدانة الاعترافات باعتبارها تعبيرا عن معاداة السامية!

وبرأي ليفي، لن يسهم الاعتراف الدولي في تحسين أوضاع الفلسطينيين، بل على العكس قد "يُفاقم المعاناة"، إذ يمنح قادة الدول شعورا زائفا بأنهم أدوا واجبهم تجاه القضية الفلسطينية، بينما يستمر القصف والاعتداءات بلا هوادة.

وأضاف: "لقد عاقبوا المجرم وكافؤوا الضحية، وبات بإمكانهم تهدئة الرأي العام في بلدانهم، والقول إنهم قاموا بما يلزم".

وانتقد الكاتب التمسك بمشروع "حل الدولتين"، معتبرا أنه لم يعد قابلا للتنفيذ، لا في غزة التي دُمّرت، ولا في الضفة التي تحولت إلى "مجرد بانتوستانات". وأكد أنه لا يوجد اليوم "شريك فلسطيني ولا إسرائيلي لإقامة دولة مستقلة قابلة للحياة".

وختم مقاله بطرح بديلين: إما فرض عقوبات دولية صارمة وفورية على إسرائيل لوقف القتل والاحتلال، أو تبنّي رؤية بعيدة المدى تقوم على "إقامة ديمقراطية واحدة للجميع بين البحر والنهر"، أي دولة ثنائية القومية تمنح حقوقا متساوية للإسرائيليين والفلسطينيين.

وحسب ليفي، فإن العالم -في لحظة يُفترض أنها تاريخية للفلسطينيين- لم يفعل سوى أن يضيف وهما جديدا إلى أوهام السلام، في وقت يتواصل فيه العنف والدمار على الأرض.

0 تعليق