الاحتلال يشرع بتحويل مدينة غزة إلى مناطق خالية من السكان - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:

 

"بالتدريج تقوم قوات الاحتلال بتدمير المنازل والمربعات السكنية ومعها تتوسع مساحات الأشباح في المناطق التي هجرها أصحابها قسراً، تحت وطأة القصف وتفجير الروبوتات"، هكذا قال المواطن "أبو سائد" وهو يتحدث حول واقع الحال في غالبية المناطق الشمالية والجنوبية لمدينة غزة، التي تتعرض لجرائم إبادة وتدمير كلي من قبل قوات الاحتلال، للأسبوع الثالث على التوالي.
وأضاف: "أصعب ما تتعرض له مدينة غزة هو إجبار سكانها على النزوح تحت وطأة القتل الذي يرافقه استهداف المنازل والبنايات العالية والمنشآت بصواريخ الطائرات والقذائف المدفعية، لتتحول غالبية الأحياء المستهدفة إلى مناطق أشباح خالية من الحياة".
وذكر أن هذه المنازل مخلاة من أصحابها، بعد أن نفذت قوات الاحتلال سياسة التهجير القسري، التي رافقها تكثيف نيران وصواريخ الطائرات، باستثناء مَن تبقوا في منازلهم وقتلوا تحت ركام منازلهم.
وتابع "أبو سائد" الذي انتقل من مكان سكنه في حي الصبرة إلى النزوح في خيمة قرب مفترق النابلسي أقصى جنوب المدينة: "تدل أعمدة الدخان والغبار التي يمكن مشاهدتها في أكثر من مكان في حيي تل الهوا والصبرة وشارع الجلاء والوحدة عقب كل قصف جوي أو تفجير روبوتات، على تدمير المنازل والمنشآت يعقبها اشتعال النيران فيها".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال كثفت سياسة حرق المنازل خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أعرب مواطنون عن اعتقادهم بأن النيران تلتهم مربعات سكنية بأكملها، وتنتقل من منطقة إلى أخرى، لافتاً إلى أن النيران والحرائق امتدت على طول الحدود الجنوبية لمدينة غزة.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال تقوم بحرق المنازل التي لم تُدمر بالكامل وقد لحقها ضرر جزئي، في صورة تؤكد أنها تريد تدمير كل شي في تلك الأحياء.
وبيّن "أبو سائد" وهو في الأربعينيات من عمره، أن قوات الاحتلال تقوم بحرق المنازل عبر إسقاط قنابل من قبل طائرات "كواد كابتر" التي تحلّق في سماء هذه المناطق على ارتفاعات منخفضة.
وقال إنه سمع بأن قوات الاحتلال تنفذ نفس الممارسات في الأحياء الشمالية الغربية للمدينة، مثل أحياء الشيخ رضوان والكرامة والسودانية، ومربعات الغفري، وشارع النفق وأجزاء من حي الدرج.
"يستخدم الاحتلال روبوتات متفجرة عند تفجير المربعات السكنية"، هكذا قال الناشط الشبابي وسام، مشيراً إلى أن الاحتلال ينجح في هدم منازل وتفجيرها وهي الأقرب لمكان التفجير، فيما تصل نيران الانفجار إلى المنازل الأكثر بعداً فتشتعل النار فيها.
وأضاف: "في بعض الأحيان يقوم الاحتلال بتجريف منازل بعد أن يحرقها، خاصة تلك المكونة من طوابق أرضية، وإزالتها من المكان، فيما تقوم الجرافات بإزاحة ركام المنازل إلى غير مكانها".
وأعتبر وسام، الذي يحاول توثيق هذه الممارسات، أن الاحتلال يستخدم سياسة التدمير الواسع عبر "الروبوتات" بدوافع انتقامية فقط، ولا يبدو أنه يهدف إلى تكتيك عسكري من خلال هذا التدمير الواسع للمنازل.
وأوضح شهود عيان، أنهم يلاحظون سياسة تفجير "الروبوتات" تنتقل من منطقة إلى أخرى على التوالي، لاسيما جنوب مدينة غزة، مشيرين إلى أنها بدأت في حيي الزيتون والشجاعية شرقاً، ثم انتقلت إلى حيي الصبرة وتل الهوا غرباً.
ووصف هؤلاء في أحاديث لـ"الأيام" أن هذه الممارسات متشابهة مع تلك المتبعة شمال المدينة، حيث بدأت في أحياء النزلة وجباليا وشارع النفق، ثم انتقلت إلى الشيخ رضوان والسودانية وبعض مناطق حي النصر غرباً.

 

0 تعليق