Published On 27/9/202527/9/2025
|آخر تحديث: 01:29 (توقيت مكة)آخر تحديث: 01:29 (توقيت مكة)
تشهد العلاقات الأميركية الإسرائيلية أزمة دبلوماسية حادة تتمحور حول مستقبل قطاع غزة، إذ تتصادم خطة الرئيس دونالد ترامب الشاملة المكونة من 21 بندا لإنهاء الحرب مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية على مواصلة العمليات العسكرية من دون تقديم بديل سياسي واضح.
وتكشف تفاصيل الخطة الأميركية عن رؤية إستراتيجية طموحة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، ووقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا تدريجيا للجيش الإسرائيلي من غزة بالكامل.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوفي إطار هذه الرؤية، تتضمن الخطة تشكيل إدارة انتقالية لا تضم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مع توفير تمويل عربي وإسلامي لإعادة الإعمار، وصولا لنقل الإدارة تدريجيا للسلطة الفلسطينية من دون تحديد جدول زمني محدد.
وفي هذا السياق، يرى المستشار السابق للأمن القومي ومسؤول الاتصالات السابق في البيت الأبيض مارك فايفل أن الانفصال بين الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية واضح تماما.
فبينما يتحرك ترامب دبلوماسيا مع القادة العرب والأوروبيين لبناء توافق دولي حول خطته، يتخذ نتنياهو موقفا عدائيا يرفض فيه إظهار أي مرونة، معتبرا ذلك تكتيكا تفاوضيا لتجنب إظهار الضعف.
وتتجسد هذه المواجهة بوضوح في خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يُسجل سابقة تاريخية كونه أول شخصية سياسية مطلوبة لمحكمة الجنايات الدولية تتحدث في هذا المنبر الدولي.
وتصف أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع الدكتورة دلال عريقات الخطاب بأنه "خطاب مجرم حرب" مليء بالتحريض والكراهية، مشيرة إلى أن مغادرة معظم الوفود للقاعة كانت رسالة واضحة حول العزلة الدولية المتنامية لإسرائيل.
ويؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور محمود يزبك أن نتنياهو واجه ضغطا نفسيا شديدا أثناء الخطاب، خاصة مع مغادرة الوفود المتتالية، مما دفعه للتركيز على مخاطبة الداخل الإسرائيلي عوضا عن المجتمع الدولي.
إعلان
ويلفت يزبك إلى طلب نتنياهو من الجيش الإسرائيلي بث الخطاب عبر مكبرات الصوت في غزة والسيطرة على الهواتف النقالة، في محاولة يائسة لإيصال رسائل الاستسلام للفلسطينيين.
بلير حاكما لغزة
ومن جهة أخرى، يثير اقتراح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لحكم غزة انتقاليا جدلا واسعا بين الخبراء.
فبينما يدافع فايفل عن هذا الاختيار رغم اعترافه بعدم تحمسه له، مشيرا إلى ندرة المرشحين المستعدين لتولي هذه المهمة الصعبة، ينتقد يزبك بشدة هذا التوجه مذكرا بالفشل الذريع لبلير في رئاسة اللجنة الرباعية لـ8 سنوات من دون تحقيق أي تقدم نحو السلام، بل شهدت فترته 4 حروب على غزة.
وفي السياق نفسه، ترفض عريقات جميع المشاريع المطروحة لأنها تتجاهل الطرف الفلسطيني بالكامل وتخالف القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة.
وتحذر من التعامل مع القضية الفلسطينية كمشروع تجاري يدار كشركة لها رئيس مجلس إدارة ومسميات وظيفية، مؤكدة أن هذه قضية سياسية تتطلب إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي وليس مجرد حلول اقتصادية.
وعلى صعيد الضغوط، تتصاعد المطالب الأميركية لنتنياهو بشكل ملحوظ، إذ يشير يزبك إلى أن ترامب تحدث بلهجة حاسمة حول منع ضم الضفة الغربية ومنع مهاجمة قطر مجددا واستحالة التهجير القسري من غزة.
ويعتبر فايفل الهجوم الإسرائيلي على قطر أمرا فظيعا وغير مقبول، خاصة أنها تضم أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، وهذا يجعل استهدافها تعقيدا دبلوماسيا خطيرا.
ومن ناحية الرأي العام الإسرائيلي، تظهر استطلاعات الرأي تأييد 53% من الإسرائيليين لخطة ترامب، مما يضع نتنياهو تحت ضغط داخلي متزايد إضافة للعزلة الدولية.
ويلفت يزبك إلى التناقض الواضح في الموقف الإسرائيلي، فبينما يؤيد المواطنون وقف الحرب لتحرير الرهائن، فإنهم يؤيدون تهجير الفلسطينيين، معتبرا ذلك انعكاسا لطبيعة مجتمع مشوش ومتناقض.
ويُنذر تجاهل نتنياهو التام لخطة ترامب في خطابه بعواقب وخيمة على العلاقات الثنائية، خاصة مع شخصية ترامب المعروفة بعدم تقبل التجاهل من الحلفاء.
ويتوقع يزبك في هذا السياق أن يدفع نتنياهو ثمنا باهظا لهذا التجاهل، معتبرا أن الإدارة الأميركية تحاول محاصرته قبل الاجتماع المرتقب في البيت الأبيض.
0 تعليق