هل تدفع ثمن الهواء في فاتورة المياه؟.. خبير يوضح أسباب الظاهرة ويقدم حلولاً عملية - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
 بكر:  تكلفة إيصال المياه للمنازل تفوق بأضعاف مضاعفة سعر بيعها للمواطنين، مما يجعل الدعم الحكومي لهذا القطاع هائلاً بكر: ترك الوزير لقرار تركيب هذه الهواية للمشتركين أنفسهم يشير بوضوح إلى أن الانخفاض الذي لاحظه على فاتورته كان "ضئيلاً"، وأن تركيبها قد لا يكون مجدياً

صوت الهسهسة والهواء المندفع من صنابير المياه عند عودة ضخها بعد انقطاع، والعداد الذي يدور بسرعة قبل أن يتدفق الماء بسلاسة.. مشهد مألوف لدى آلاف الأردنيين، يثير في كل مرة نفس السؤال المقلق: هل ندفع ثمن الهواء الذي يمر في عداداتنا؟ وفي أعقاب الجدل الذي أثير مؤخراً بعد حديث وزير المياه والري عن الظاهرة، يقدم الخبير المائي، المهندس أحمد بكر، شرحاً علمياً وعملياً مفصلاً لأسباب المشكلة، وحلولها الممكنة، والحل الجذري الذي ينتظره الأردن.

تحدي المياه في الأردن

قبل الخوض في التفاصيل الفنية، يؤكد المهندس بكر على حقيقتين أساسيتين: الأولى هي الجهود الجبارة التي يبذلها قطاع المياه الأردني لتأمين المياه في بلد يُعد من أفقر دول العالم مائياً. والثانية هي أن تكلفة إيصال المياه للمنازل تفوق بأضعاف مضاعفة سعر بيعها للمواطنين، مما يجعل الدعم الحكومي لهذا القطاع هائلاً، خاصة في ظل تحديات التغير المناخي وشح المواسم المطرية.

لماذا يوجد هواء في الشبكة؟.. حقيقة علمية

يوضح المهندس بكر أن وجود الهواء في شبكات المياه هو أمر طبيعي في جميع أنحاء العالم، حيث يتسرب الهواء أثناء أعمال الصيانة أو عند تفريغ الخطوط. ولذلك، يتم تصميم الشبكات الرئيسية وتزويدها بصمامات هواء ("هوايات") لطرد معظم الهواء ومنع انفجار الأنابيب.

إلا أن جزءاً ضئيلاً من هذا الهواء يواصل طريقه مع الماء نحو عدادات المشتركين.

"نظام التوزيع".. لماذا تزداد المشكلة في الأردن؟

تكون هذه الظاهرة أكثر وضوحاً في الأردن بسبب نظام توزيع المياه (الأدوار)، الذي تفرضه حالة الشح المائي. فعند انتهاء دور منطقة معينة، يتم إيقاف الضخ وتفرغ الأنابيب الفرعية من المياه ليحل محلها الهواء. وعند بدء دور الضخ التالي، يندفع هذا الهواء المحبوس أمام المياه بقوة عبر عدادات المشتركين.

ويشير بكر إلى أن هذه المشكلة تكون أكثر حدة لدى المشتركين القاطنين في مناطق مرتفعة جغرافياً أو في نهايات الخطوط.

ماذا عن العدادات؟ وهل الحل بتركيب "هواية"؟

يؤكد المهندس بكر أن عدادات المياه المستخدمة في الأردن معتمدة من جهات محلية ودولية موثوقة، وأن من حق أي مشترك يشك في دقة عداده أن يطلب فحصه رسمياً.

وحول ما أثاره وزير المياه بتركيبه "هواية" قبل عداد منزله، يرى بكر أن شفافية الوزير تستحق الثناء. ويفسر أن ترك الوزير لقرار تركيب هذه الهواية للمشتركين أنفسهم (مثل شراء لمبات موفرة للطاقة) يشير بوضوح إلى أن الانخفاض الذي لاحظه على فاتورته كان "ضئيلاً"، وأن تركيبها قد لا يكون مجدياً اقتصادياً للجميع.

نصائح عملية للمواطنين.. والحل الجذري قادم

إلى حين تحقيق الحل الجذري للمشكلة، والمتمثل في مشروع الناقل الوطني الذي سيوفر مياهاً بشكل متواصل ويقلل من الحاجة لنظام الأدوار، يقدم المهندس بكر نصيحتين عمليتين للمواطنين الذين يعانون من هذه الظاهرة:

إغلاق المحبس الرئيسي بعد عداد المياه عند انتهاء دور الضخ المخصص لمنطقتك، وإعادة فتحه عند وصول المياه في الدور التالي.

تجنب تركيب مضخة مياه تسحب الماء مباشرة من خط الشركة بعد العداد، لأنها تفاقم المشكلة بشكل كبير عبر شفطها للهواء والهواء المختلط بالماء، مما قد يتلف العداد ويزيد من القراءات الخاطئة.

0 تعليق