في كلمة جامعة حددت أولويات الدولة الأردنية في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، أكد رئيس الوزراء، الدكتور جعفر حسان، أن الأولوية القصوى للأردن هي "اقتصادنا ومنعتنا وقوتنا"، مشدداً على أن الاقتصاد القوي هو الذي "يحمي منعتنا الوطنية" ويمكّن المملكة من مواصلة دورها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الصامد.
جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الوزراء في محافظة العقبة، في خطوة رمزية حملت دلالات اقتصادية وسياسية هامة.
رسالة من العقبة
ويعكس اختيار العقبة لعقد هذه الجلسة، رسالة مزدوجة. فمن جهة، هي تأكيد على أهمية المدينة كعاصمة اقتصادية للأردن وركيزة أساسية في خطط التنمية ورؤية التحديث الاقتصادي.
ومن جهة أخرى، تُعد العقبة المنفذ البحري الوحيد للمملكة، والبوابة اللوجستية الرئيسية التي ينطلق منها الجسر البري للمساعدات الإنسانية الأردنية إلى قطاع غزة، مما يربط بشكل مباشر بين القوة الاقتصادية والقدرة على إسناد الأشقاء.
"أبطالنا الهادئون".. تحية للكوادر الأردنية العاملة من أجل غزة
واستهل رئيس الوزراء كلمته بتوجيه تحية تقدير واحترام لمن وصفهم بـ "أبطالنا الذين يجب أن نفتخر بهم كل يوم"، وهم الأردنيون الذين يعملون بصمت في أصعب الظروف لدعم الأهل في غزة. وخص بالذكر:
الطواقم الطبية: "كل طبيب وممرض وممرِّضة يعمل تحت القصف المتواصل في مستشفياتنا الميدانية في غزة حتى ينقذ حياة طفل".
سائقو شاحنات المساعدات: "كل سائق شاحنة... يقطع الجسر ويواجه هجمات المستوطنين ليوصل المساعدات لشعب غزَّة"، في إشارة واضحة إلى الحادثة الأخيرة على جسر الملك حسين.
طيارو سلاح الجو الملكي: "كل طيار في سلاح الجو يطير فوق غزة لإنزال المساعدات لأهلها".
وأضاف حسان: "نحنُ نسجِّلُ بطولاتنا بهدوء لأنها واجب"، مؤكداً أن هذا الدور نابع من وقوف كل أردني مع صمود الشعب الفلسطيني، الذي وصفه بأنه "صاحب حقّ لا يضيع".
"أولويتنا اقتصادنا".. فلسفة الدولة الأردنية
وفي الجزء الأهم من رسالته، حدد الدكتور حسان فلسفة الدولة الأردنية في المرحلة المقبلة بوضوح، قائلاً: "أولويتنا أردنية، وأولويتنا شعبنا، وأولويتنا اقتصادنا... وقبل كل شيء يجب أن نفكر باقتصادنا وبنمونا وشبابنا وكيفية توفير حياة كريمة لهم".
وأكد أن القوة الاقتصادية هي الضمانة الحقيقية لقدرة الأردن على مواجهة التحديات وحماية موقفه الوطني، مشيراً إلى أن "اقتصادنا هو الذي يحمي منعتنا الوطنية، بعد جلالة الملك والجيش العربي".
0 تعليق