صحيفة أميركية تتعقب مطلق النار على الكنيسة بتقنيات الذكاء الاصطناعي - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

استعرض معهد بوينتر للصحافة تجربة صحيفة "مينيسوتا ستار تريبيون" الأميركية في اعتمادها على الذكاء الاصطناعي في تعقب الآثار الرقمية لمطلق النار على كنيسة "البشارة" الكاثوليكية في مدينة مينيابوليس.

وفي 27 أغسطس/آب الماضي، قُتل طفلان وأصيب 21 آخرون، في هجوم على الكنيسة والمدرسة التي بجانبها، أما مطلق النار وهو المتحول جنسيا روبن ويستمان، فتوفى متأثرا بإصابته جراء إطلاق النار على نفسه.

ويقول "توم شيك"، وهو محرر التحقيقات في الصحيفة، إنه وبينما هرع العديد من الصحفيين إلى مكان الحادث، انطلق آخرون في البحث عن مطلق النار، عبر الإجراءات الصحفية المعتادة، ومراجعة سجلات المحكمة، وسجلات مكالمات الشرطة إلى منزل القاتل، كما تم مسح وسائل التواصل الاجتماعي.

" frameborder="0">

ولدى إيجاد سلسلة من مقاطع الفيديو التي جرى نشرها صباح يوم إطلاق النار، واجه الصحفيون صعوبة في تحديد ماهيتها، إذ تضمنت مئات الصفحات بلغة أخرى، وهنا لجأت الصحيفة إلى مختبر الذكاء الاصطناعي المخصص للمساعدة في إنجاز مهام صحفية.

حيث التقطت دانا تشيو، إحدى الصحفيات في "ستار تريبيون" لقطات شاشة لصفحات المجلة، وحملتها إلى "شات جي بي تي"، وطلبت منه تحديد اللغة، فكان رد الذكاء الاصطناعي "فو سيريليك"، وهي طريقة أسلوب طباعة روسية للكلمات الإنجليزية.

وكانت الخطوة التالية معرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرا على ترجمة الكلمات الموجودة على الصفحة، لكن المهمة لم تكن سهلة في البداية، حيث أوقفت تشيو الفيديو، وأخذت لقطات شاشة لكل صفحة، ثم قامت بتحميل اللقطات على "شات جي بي تي".

وأظهرت ترجمة الذكاء الاصطناعي كتابات تمجد القتلة الجماعيين، وتركز على حوادث إطلاق النار في المدارس مثل ساندي هوك وكولومباين، وتهوس بالأسلحة النارية.

الذكاء الاصطناعي.. ثقة محفوفة بالحذر

وينظر "توم شيك" إلى الذكاء الاصطناعي ببعض القلق، كما قام بتحذير زملائه السابقين من الاعتماد عليه، ونصح بتجنبه لضمان ثقة الجمهور.

إعلان

ويضيف تغيرت هذه الآراء في ربيع العام الماضي، خلال حضور مؤتمر صحفي، ركزت جلساته على الجوانب المذهلة لهذه التكنولوجيا، إذ أصبح العديد من الصحفيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام صحفية روتينية مثل كتابة طلبات السجلات، والتحقق من الرموز، وتلخيص الأبحاث الرئيسية، مع التوصية بالتعامل معه بشك، والتحقق من أي شيء قبل النشر، وتجنب إدخال البيانات الحساسة أو الشخصية في النظام.

وتمتلك صحيفة "ستار تريبيون" وغيرها من غرف الأخبار، حسابات مؤسسية تضمن عدم تدريب الذكاء الاصطناعي على عملها، كما تحجب استفساراتها عن الآخرين.

ويقول شيك، إن الذكاء الاصطناعي سمح بترجمة مئات الصفحات من العمل بسرعة، بعد إطلاق النار، لكن مع إدراك المؤسسة إلى الحاجة لمترجمين بشريين للتحقق منها.

OpenAI and ChatGPT logos are seen in this illustration taken, February 3, 2023. REUTERS/Dado Ruvic/Illustration
تمكن "شات جي بي تي" من ترجمة نحو 200 صفحة تضمنت أكثر من 150 ألف كلمة باللغتين السيريلية والإنجليزية (رويترز)

 

الترجمة الآلية والبشرية

وبينما كانت الصحفية تشيو تغذي الذكاء الاصطناعي بالمحتوى للترجمة، اتصلت الصحيفة بمتخصصين للتأكد من الترجمة.

ويبين شيك أن المترجمين أكدوا بعد قراءة سريعة، أن الترجمة دقيقة إلى حد كبير، وبينما كان هو وتشيو يتأكدان من اللقطات وترجمتها، تم تكليف مراسلين آخرين بالتغطية والكتابة.

يقول ووكر أورنشتاين، الذي كتب قصة عن مقاطع فيديو مطلق النار "في كثير من الحالات، كانت الترجمة التي قدمها الذكاء الاصطناعي جيدة جدا وقريبة من الأصل، وفي بعض الحالات، كانت أقل جودة".

وسرعان ما اكتشف الفريق أن بعض ترجمات الذكاء الاصطناعي كانت غير صحيحة، ففي إحدى الحالات، قالت الترجمة إن ويستمان (مطلق النار) كتبت "لم يكن لدي أبدا أب أو صديق مقرب أو عائلة".

وكان من الممكن أن يكون هذا اكتشافا مهما يوضح حياة أسرية مضطربة، لكن المترجمين البشريين صححوا النص وقالوا إن ويستمان كتب "لم أفقد صديقا مقربا أو فردا من العائلة".

كان ذلك اختلافا كبيرا بالنظر إلى أن مطلق النار اعتذر لوالديه في مذكراتها وأعربت عن حبها وامتنانها لهما.

وكانت الصحيفة قد نشرت تقريرين في يوم إطلاق النار ذاته، أحدهما ركّزَ على سيرة حياة مطلق النار، وأين درس، وعائلته ووظيفته، حيث تمكن الصحفي المكلف بها من تجميع معلوماتها في 12 ساعة.

MINNEAPOLIS, MN/USA - MAY 28, 2016: StarTribune headquarters exterior and logo. The Star Tribune is the largest newspaper in the U.S. state of Minnesota.
التجربة كانت مشجعة على التفكير في كيفية استخدام غرفة الأخبار للذكاء الاصطناعي في دعم الصحافة (شترستوك)


قد يستغرق الأمر أسابيع لإنجاز المهمة

ويقول توم شيك، إن الصحيفة الأميركية أدركت أن إدخال بقية مذكرات يوميات مطلق النار في الذكاء الاصطناعي سيتطلب الكثير من العمل.

وفي المجموع، بلغت الترجمات ما يقرب من 200 صفحة تضمنت أكثر من 150 ألف كلمة.

قال تشيو "حتى مع وجود مترجم بارع، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر أسابيع لإنجاز المهمة بأكملها".

وقدمت النتائج الكثير من الخيوط، بما في ذلك أسماء الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل، كما كشفت عن زيارات ويستمان لمتاجر الأسلحة وميادين الرماية المحلية، وأوضحت مواقع أخرى محتملة، بالإضافة إلى خططه وجهوده للبقاء دون أن يتم اكتشافه.

ورفض العديد من معارف ويستمان -بما في ذلك أفراد عائلته- التعليق، لكن المقابلات مع أكثر من 50 شخصا، ومراجعة سجلات المحكمة، واستطلاع وسائل التواصل الاجتماعي، ساعدت الصحيفة في سرد قصة روبن ويستمان التي عرفها الجمهور.

إعلان

ويؤكد شيك، أن الترجمة الآلية والبشرية أتاحت فهم الأفكار التي وصفها بـ "العنيفة والمظلمة والعنصرية" لشخص أطلق أكثر من 100 رصاصة في كنيسة مليئة بالأطفال وكبار السن، ويخلص إلى أن التجربة الإجمالية شجعت الصحفيين على التفكير في كيفية استخدام غرفة الأخبار للذكاء الاصطناعي لدعم الصحافة.

0 تعليق