عاجل

توماس فريدمان: هل تتغلب خطة ترامب للسلام على وحشية الحرب؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

في أحدث مقالاته بصحيفة نيويورك تايمز، قدّم الكاتب الأميركي توماس فريدمان قراءة معمّقة لخطة السلام الجديدة التي طرحها، أمس الاثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمكونة من 20 بندا بشأن غزة.

ورغم وصفه الخطة بأنها من أكثر المبادرات الدبلوماسية طموحا وخيالا في التاريخ الحديث، إلا أنه في الوقت ذاته اعتبرها من أقلها قابلية للتحقق في ظل مستويات الكراهية والدمار غير المسبوقة التي خلفتها الحرب.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وفي نظره أن هدف الخطة لا يقتصر على وقف الحرب المدمرة في غزة، بل يتعداها إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط برمته عبر تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجوارها العربي، وحتى فتح الباب أمام تحوّل إستراتيجي محتمل في إيران.

هدف الخطة لا يقتصر على وقف الحرب المدمرة في غزة، بل يتعداها إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط برمّته عبر تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجوارها العربي، وحتى فتح الباب أمام تحوّل إستراتيجي محتمل في إيران

 

وأشاد فريدمان بالثلاثي الذي صاغ المبادرة -وهم جاريد كوشنر صهر ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف– لكنه حذر من أن تنفيذها سيكون بالغ التعقيد والهشاشة في ظل انعدام الثقة العميق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي تفاقم بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاه من رد إسرائيلي واسع وعشوائي أودى بحياة عشرات الآلاف.

 

وانتقد المقال الجيش الإسرائيلي الذي قال عنه إنه أظهر رغبة في "قتل وتشويه" عشرات المدنيين والأطفال الفلسطينيين من أجل القضاء على مقاتل واحد من حماس.

وشكك فريدمان في أن ترامب يدرك حجم رأس المال السياسي والوقت والمشاركة الشخصية التي ستتطلبها منه الخطة لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحماس، والحلفاء العرب إلى تقديم تنازلات مؤلمة تكتنفها مخاطرة سياسية.

أحذّر من الركون إلى إبداء نتنياهو موافقته على هذه الخطة، فلن أصدقه حتى يعلن دعمه صراحة لها بالعبرية أمام شعبه وحكومته

وحذر فريدمان من الركون إلى إبداء نتنياهو موافقته على هذه الخطة، قائلا إنه لن يصدقه حتى يعلن دعمه صراحة لها بالعبرية أمام شعبه وحكومته.

أما موقف حماس فلا يزال يتعين عليها التوقيع على الخطة، وفق الكاتب الأميركي الذي يستشهد بمقولة الصحفي الإسرائيلي نهوم بارنيا بأن نتنياهو وحماس "يمتلكان وسائل عدة لإفشالها، لكنه يرى أنها تستحق المحاولة" بالنظر إلى رهاناتها الكبرى.

إعلان

ويؤكد الكاتب أن الحاجة الملحة لتجنب حرب جديدة تتزايد في ظل انتشار الطائرات المسيرة والصواريخ الرخيصة والمتطورة، مما يجعل اندلاع أي صراع مستقبلي أكثر خطورة، ولن يتحمله الإسرائيليون والعرب والإيرانيون.

وأشار إلى أن تهديد نتنياهو بـأن "إسرائيل ستُنجز المهمة بنفسها" في غزة غير واقعي، لأن ذلك سيعني احتلالا عسكريا دائما وتمردا مستمرا، وهو ما تعارضه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نفسها.

وقال إن بإمكان نتنياهو تبرير أفعاله بأن إسرائيل تدافع عن القيم الديمقراطية الغربية من خلال إلحاق الهزيمة بحماس.

لكن فريدمان رد على هذا التبرير مؤكدا أن أي مراهق يتصفح تطبيق تيك توك على الإنترنت يمكنه أن يرى كيف أن نتنياهو واليهود المتطرفين في إسرائيل يواصلون، في الوقت نفسه، استعمارا استيطانيا بأسلوب غربي في الضفة الغربية.

ويرى فريدمان أيضا أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي -ولا سيما تطبيق تيك توك- يجعل من المستحيل إخفاء صور الضحايا المدنيين، وهو ما يضر بصورة إسرائيل عالميا، خاصة بين الشباب الجمهوريين الأميركيين الذين أصبحت آراؤهم تجاه إسرائيل أكثر سلبية منذ عام 2022.

ونبّه الكاتب إلى حدوث تحول في الرأي العام الأميركي، مستشهدا باستطلاع أجراه مركز بيو في مارس/آذار 2025 أظهر انخفاض دعم الجمهوريين تحت سن الخمسين لإسرائيل بنسبة 15 نقطة منذ عام 2022.

التاريخ يرجح أن تحقيق ما هو ضروري غالبا ما يبدو مستحيلا، إذ كلما اقترب السلام زادت القوى التي تسعى لإفشاله

وفي تقدير الكاتب فإن الخطة تمثل جسرا ضروريا لبناء الثقة، وهو ما تقترحه الخطة من خلال وضع غزة تحت إدارة دولية بتفويض من الأمم المتحدة، مما يمنح الفلسطينيين فرصة لإظهار قدرتهم على الحكم الذاتي.

ولإنجاح هذه الخطة، يشدد فريدمان على ضرورة انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، ووقف الاستيطان، وترك الباب مفتوحا أمام الدولة الفلسطينية إذا حقق الفلسطينيون معايير حكم معينة.

وفي اعتقاد الكاتب أن ترامب -الذي تعترف خطته بالدولة الفلسطينية- هو وحده الذي يستطيع فرض ذلك على نتنياهو.

ويختتم فريدمان مقاله بالقول إن التاريخ يرجح أن تحقيق ما هو ضروري غالبا ما يبدو مستحيلا، إذ كلما اقترب السلام زادت القوى التي تسعى لإفشاله.

0 تعليق