Published On 30/9/202530/9/2025
|آخر تحديث: 20:29 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:29 (توقيت مكة)
مشهد القلق يخيم على أرضية مصنع "شونا" للملابس في العاصمة الكينية، حيث اعتادت أصوات ماكينات الخياطة الثقيلة أن تمنح المكان إيقاعا مطمئنا، لكنها اليوم تحمل نغمة من التوتر مع اقتراب انتهاء صلاحية "قانون النمو والفرص الأفريقي" (أغوا) الذي أتاح لدول أفريقية تصدير بضائعها إلى السوق الأميركية من دون رسوم جمركية طوال 25 عاما.
ووفقا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تنتهي الاتفاقية اليوم الثلاثاء، في وقت تتعارض فيه فلسفة "أغوا" القائمة على "استبدال المساعدات بالتجارة" مع سجل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فرض الرسوم الجمركية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"بي بي سي" إن الإدارة "تدعم تمديدا لمدة عام واحد"، لكن القرار لم يُعلن رسميا بعد.
تأثير مباشر على العمال والصناعات
وتوضح "بي بي سي" أن آلاف العمال مثل جوان وامبوي، البالغة من العمر 29 عاما، يربطون مصيرهم بمستقبل هذه الاتفاقية. وامبوي، التي تعمل منذ 6 أشهر فقط في خياطة الملابس الرياضية المخصصة حصريا للسوق الأميركية، أصبحت تعتمد على راتبها لإعالة ابنتها وشقيقتيها ووالدتها.
وتقول بقلق: "إذا انتهت أغوا، فأين سنذهب؟"، مؤكدة أن فقدان الوظيفة يعني خسارة مصدر الكرامة والاستقرار لأسرتها.

ويوظف المصنع الذي تعمل فيه وامبوي، "شونا إي بي زد"، نحو 700 عامل، معظمهم من فئة الشباب والنساء.
وأوضح مدير المصنع إسحاق مالوكي، لـ"بي بي سي"، أن الإنتاج تراجع هذا العام إلى ثلث طاقته المعتادة، بعدما كان المصنع ينتج نحو نصف مليون قطعة شهريا.
وأضاف: "إذا لم تمدد الاتفاقية، قد نضطر إلى تسريح العمال وربما إغلاق المصنع، وذلك يعني ضياع استثمار بقيمة 10 ملايين دولار".
أرقام تكشف حجم الأزمة
وفي عام 2024 وحده، صدّرت كينيا بضائع بقيمة 470 مليون دولار إلى الولايات المتحدة بموجب "أغوا"، وهو ما وفر أكثر من 66 ألف وظيفة مباشرة، 75% منها تشغلها النساء، بحسب "التحالف الكيني للقطاع الخاص".
إعلان
وبحسب "بي بي سي"، يمتد تأثير " أغوا" إلى أكثر من 30 دولة أفريقية تصدر عبر الاتفاقية أكثر من 6 آلاف منتج، من المنسوجات حتى السلع الزراعية.
لكن في ظل فرض إدارة ترامب رسوما بنسبة 10% على الملابس الكينية مطلع العام، ازدادت التحديات، إذ لم تعد الاتفاقية كافية لحماية المصانع من الخسائر.

مواقف الحكومات والخبراء
وأكد وزير التجارة الكيني لي كينيا جوي لـ"بي بي سي" أن بلاده تضغط من أجل تمديد قصير الأجل، قائلا إن "الوضع المثالي هو التمديد حتى نتمكن من وضع آليات انتقالية".
وأعلن الرئيس الكيني وليام روتو أنه يتوقع توقيع اتفاق ثنائي مع واشنطن بنهاية العام، مع دعوة لتمديد "أغوا" 5 سنوات إضافية على الأقل.
أما الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا فحذّر من أن انتهاء البرنامج سيحمل "عواقب خطيرة" لاقتصاد بلاده.
في المقابل، ترى الخبيرة في السياسات التجارية تنيولا تايو أن على الأفارقة إعادة النظر في إستراتيجيتهم، موضحة أن "على الدول الأفريقية أن تحدد ما الذي تريده من الولايات المتحدة وما الذي يمكنها أن تقدمه مقابل ذلك".
عواقب إنسانية واجتماعية
وتلفت "بي بي سي" إلى أن فقدان الوظائف قد يعيد مئات الشباب إلى الشوارع حيث كانوا عرضة للتعاطي والإدمان، في حين أن المصانع مثل "شونا" قدمت لهم فرصة لإعادة بناء حياتهم.
وتقول وامبوي إن "معظم من يعملون هنا كانوا في الشوارع، إذا انتهت الاتفاقية قد يعودون إليها"، وتضيف "لدينا الأفكار والدافع لإحداث فرق، نحن فقط بحاجة إلى الدعم لإظهار قدراتنا".
0 تعليق