Published On 1/10/20251/10/2025
|آخر تحديث: 07:48 (توقيت مكة)آخر تحديث: 07:48 (توقيت مكة)
حماة- يستعد السوريون، بعد أيام، لخوض انتخابات مجلس الشعب للمرة الأولى عقب سقوط نظام الأسد. وبينما يعبّر البعض عن تفاؤلهم بمستقبل ديمقراطي جديد، يشعر آخرون بأنهم مغيّبون عن تفاصيل الترشح والعملية الانتخابية بعد عقود من الدكتاتورية.
وقال أبو هشام المتقاعد الستيني من حماة للجزيرة نت "لست على دراية كافية بما يحصل بخصوص المجلس، تجربة جديدة نعيشها اليوم لم نعهدها سابقا. أعتقد أننا لسنا مؤهلين بما يكفي لخوض هذه التجربة الديمقراطية اليوم، ونتركها لأهل السياسة".
ومن جهته، تحدث الشاب العشريني خالد، وهو طالب جامعي في محافظة حماة، للجزيرة نت، قائلا إنهم يتابعون عن كثب آلية انتخابات واختيار اللجان الخاصة بالمجلس، لكن "ينقصهم" التوعية السياسية المطلوبة بهذه الخطوة وأهميتها، وكيفية ممارسة دورهم كشباب فاعل في هذه المرحلة الانتقالية، وتعزيز دورهم للخوض بها.
تفاؤل
ورغم ذلك، أكد خالد أنهم متفائلون بنتائج انتخابات مجلس الشعب الجديد، وأنه سيكون ممثلا لهم في صناعة القرارات القادمة لمستقبلهم في سوريا و"نتمنى تمثيل فئة الشباب بنسبة كبيرة لمواكبة التطورات الدولية".
وعن دور الإعلام المحلي في تغطية هذا السباق المنتظر، أوضح عبد الجبار الجزماتي مدير تحرير مركز حماة الإعلامي أن دورهم يقتصر في المرحلة الحالية على توعية الشارع سياسيا وتشجيعهم على خوض المعتركات السياسية حتى وإن كانت تجربة جديدة ومحدودة بالنسبة لمجلس الشعب الحالي.
وأضاف -للجزيرة نت- أن دور الأهالي وأصحاب الكفاءات السورية يتجلى في ترشحهم للهيئات الناخبة لاختيار الأفضل، بعيدا عن الوساطات والتعيينات المفروضة التي كان يمارسها النظام المخلوع في عهده.
وتكمن أهمية الإعلام المحلي، بحسب الجزماتي، في تعزيز الوعي السياسي بهذه الانتخابات، وتشجيع الكفاءات على الترشح، وتوجيه المجتمع للوقوف خلف الهيئات الناخبة لانتخاب الأفضل كممثلين عن الشعب، وطرح مشاريع المرشحين على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم من يستحق.
إعلان
وتحدث الجزماتي عن إقبال كبير لاقته مراكز الترشح في حماة للهيئات الناخبة "عكس واقع المحافظة في عهد النظام المخلوع الذي كان يرفض الترشح لهذه المجالس أو المشاركة في انتخاباتها".
دور فاعل
من جهته، قال مصطفى قندقجي مدير فريق "أبي الفداء" التطوعي -للجزيرة نت- إن المنظمات المحلية والفرق التطوعية لها دور "حاسم" في السباق الحالي من خلال حملات التوعية والتثقيف والعمل على شرح العملية الانتخابية وتبسيط المعلومات للمجتمع، إضافة إلى تعزيز ثقة المجتمع بالانتخابات ومكافحة المعطيات المغلوطة.
واعتبر أن النتائج ستكون "معبرة عن إرادة الشعب وآماله ودعمه للحكومة، كما ستكسر حاجز الخوف ورفض المشاركة لدى أهالي حماة للمرة الأولى".
وبدوره، يؤكد خالد الإبراهيم، الناشط المجتمعي والمدني في حماة، أن دور المنظمات المحلية توعوي وتثقيفي عبر الورشات والتدريبات والجلسات الحوارية والاستماع إلى مقترحات الشباب لتعزيز وعيهم السياسي ومشاركتهم وتحسين العمليات الانتخابية ورفع التوصيات للجهات المسؤولة.
وأضاف موضحا للجزيرة نت "نظمنا جلسة حوارية شبابية تتحدث عن الانتماء والمواطنة، وأن المشاركة في انتخابات مجلس الشعب تعبير حقيقي عن المواطنة الفاعلة، وأنها حق كل مواطن". وأشار إلى أنه لمس إقبالا شبابيا كبيرا للترشح في هذا السباق في حماة.
ومن جانبه، قال الناشط السياسي سمير خميس في حديثه مع الجزيرة نت إن "الفساد في الانتخابات بشكل عام في عهد النظام السابق، ووضع الأسماء مسبقا، بدءا من المجالس المحلية والنقابات وصولا لمجلس الشعب، هو ما أفقد السوريين ثقتهم بها وباتوا يرونها بشكل سلبي".
ويرى أن استعادة هذه الثقة بحاجة إلى تكاتف المنظمات المحلية مع المجتمع، وأن الدور الرئيسي للإعلام المحلي يتمثل في إعادة الشعب للسياسة وترسيخ مبدأ أن يكون الاختيار الأنسب لهذه المهمة مبنيا على البرامج الانتخابية والكفاءات وليس عن الأشخاص.
نقائص
وحسب خميس، فإن دور الإعلام المحلي في التوجيه لاختيار الأشخاص المناسبين لمجلس الشعب "محدود للغاية نسبة للآلية الموضوعة للانتخابات والترشح بعد تشكيل الهيئة الناخبة الممثلة لكافة أطياف المجتمع المحلي في محافظة حماة، وبالتالي الاختيار سيكون محدودا، والأمر مناط بأعضاء الهيئة الناخبة فقط".
ويبرز دوره أيضا -وفقا له- في إقامة مقابلات صحفية مع المرشحين لشرح البرامج الانتخابية للمواطنين، وهو أمر ضروري من أجل توجيه اختيارات الهيئة الناخبة. إلى جانب ممارسة دور المتابعة كسلطة رابعة لوضع المرشحين والناجحين أمام مهامهم، وتسليط الضوء على نشاط وسلوك النواب القادمين قصد البناء والتطوير و"ليس بشكل سلبي".
واعتبر الناشط السياسي أن سوريا "تعاني من قصور في نشاط المجتمع المدني وغياب تام لدور المنظمات والنقابات والهيئات، إضافة إلى غياب الدعاية الانتخابية" لكنه يراه مبرَرا في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد. ويعتقد أن "طريقة الانتخابات اليوم لن تعطي النتيجة المثلى للتمثيل كما يجب، لكنها توجِد الحد الأدنى لما يطلبه الشعب السوري في هذه المرحلة".
إعلان
ووفقا له، فإن الترشيحات تمت بالحد المقبول وليس المأمول، بسبب ما قال عنه إحجام الكثير من الكوادر المؤهلة عن الترشح لظروف موضوعية وذاتية متعددة.
0 تعليق