مغارة سليمان.. كهف ضخم تحت مدينة القدس - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

مغارة سليمان كهف أثري يقع خارج البلدة القديمة في القدس، وهي مقلع للحجر الجيري الملكي تحت الأرض، ومصدر منذ مئات السنين للحجارة التي بنيت بها أسوار المدينة المقدسة ومساكنها وقصورها.

الموقع

تقع مغارة سليمان على بعد 100 متر شرقي باب العامود، ويمتدّ مدخلها تحت السور المحيط بالبلدة القديمة من جهته الشمالية إلى الداخل، بين باب العامود وباب الساهرة.

تبلغ مساحة المغارة 9 آلاف متر مربع، بطول 250 مترا وارتفاع يصل إلى 10 أمتار.

تعد فوهة الكهف ظاهرة طبيعية، أما جزؤه الداخلي فنحته البشر على مدى آلاف السنين، وذلك لأن الحجر الجيري الملكي حجر قوي ومناسب للنحت ومقاوم للتآكل.

وتوسعت المغارة باستمرار بسبب سقوط بعض الحجارة بعوامل الطبيعة وغيرها.

مغارة سليمان
مغارة سليمان تبلغ مساحتها 9 آلاف متر مربع بطول 250 مترا وارتفاع يصل إلى 10 أمتار (الجزيرة)

سبب التسمية

سمي الكهف في العهد المملوكي بمغارة الكتان لاستعماله لتخزين الكتان أو القطن في ذلك العهد، فقد ذكرها محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي في القرن العاشر الميلادي في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" باسم مغارة الكتان، وبعد 5 قرون ذكرها مجير الدين الحنبلي بالاسم ذاته.

كما سميت "مغارة سليمان" لاستخدام السلطان العثماني سليمان القانوني حجارتها في بناء سور القدس.

ويسمي اليهود المكان بحسب التاريخ اليهودي كهف "صيديقيا"، وهو الكهف الذي هرب منه الملك اليهودي صيديق ياهو من البابليين إلى أريحا، ويوجد في داخل الكهف ينبوع مياه سماه اليهود "ينبوع دموع صيديق ياهو".

كما أطلقت على المكان تسميات أخرى مثل المحاجر أو الكهوف الملكية، ومقالع سليمان.

تاريخ المغارة

أعيد بناء أسوار القدس عام 1540 في عهد سليمان القانوني، واستخدمت فيها حجارة المغارة، كما أن البيوت المبنية في داخل أسوار القدس القديمة اعتمدت على محجر المغارة، ثم أمر السلطان بإغلاقها خشية من استغلالها في أنشطة سرية.

وفي عام 1854 تابع المبشر المسيحي الأميركي جيمس تورنر باركلي شائعات عن كهف قرب باب العامود، وعثر على مدخل الكهف واستكشفه سرا، وادعى في كتابه "مدينة الملك العظيم" وجود علاقة مباشرة بين المغارة ونصوص العهد القديم.

إعلان

وفي منتصف ثمانينيات القرن الـ19 سكنت مجموعة دينية ألمانية الكهف، ولانتشار الأمراض بين أفرادها بسبب الرطوبة والظروف غير الصحية أجلاهم القنصل الألماني من الكهف.

استخرجت بعض الأحجار في عام 1907 لتستعمل في بناء برج الساعة العثماني فوق باب الخليل، وبعد احتلال القدس الشرقية عام 1967 في أواخر القرن الـ20 تولت "مؤسسة القدس الشرقية" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس إدارة المكان وحولته إلى مزار وموقع سياحي.

مغارة سليمان
الماسونيون يعتقدون أن المغارة كانت مقلعا للحجارة اعتمد عليه النبي سليمان عليه السلام في بناء ما يسمونه "هيكل سليمان" (الجزيرة)

ارتباط المغارة بالماسونيين

يعتبر الماسونيون مغارة سليمان واحدا من أكثر المواقع أهمية في تاريخهم، ويعتقدون أنه كان مقلعا للحجارة اعتمد عليه النبي سليمان عليه السلام في بناء ما يسمونه "هيكل سليمان"، الذي يدّعون أنه موجود تحت المسجد الأقصى.

ويقيم الماسونيون احتفالا سنويا في الكهف في شهر مايو/أيار، ووفقا لأقوال ماتي شيلون رئيس الماسونيين الإسرائيليين، فإنهم يقيمون "منذ ستينيات القرن الـ19 احتفالات في الكهف".

وأثناء هذه الاحتفالات يُخلون الكهف من أي شخص غير ماسوني، ويعقدون فيه اجتماعات سرية.

في العاشر من مايو/أيار 2015 أقيمت في الكهف طقوس حضرها وفد من المحفل الماسوني الكبير في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وكان من أكبر الاحتفالات الماسونية التي شهدها المكان.

مطامع الاحتلال في مغارة سليمان

اتسعت الحفريات وحفرت بلدية الاحتلال أنفاقا في مغارة سليمان باتجاهين، الأول إلى الجنوب باتجاه المسجد الأقصى لربط المغارة بالنفق اليبوسي في منطقة المدرسة العمرية، وهو ما يطلق عليه الإسرائيليون نفق "هحشمونائيم".

أما الثاني فحُفر باتجاه المنطقة القريبة من باب الساهرة، إذ وسعت البلدية الحفر في جوف المغارة، وأزالت الصخور وركبت دعامات حديدية ضخمة مع إسمنت مقوى بهدف فتح بوابة أخرى للمغارة.

وعملت بلدية الاحتلال كذلك على إدراج المغارة ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي، ووضعها ضمن صياغة توراتية بعيدة عن الصياغة التاريخية للمدينة المقدسة، تسهم في تهويدها وطمس هويتها.

0 تعليق