يتوجه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة لعرض رؤيته بشأن إدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وهي الخطة التي تحظى بدعم من الإدارة الأمريكية.
هذه التحركات جاءت في سياق الجهود الدولية بقيادة الولايات المتحدة لوضع ترتيبات لمستقبل قطاع غزة. وبرز اسم توني بلير، لما له من خبرة سابقة كمبعوث للجنة الرباعية الدولية، كمرشح لقيادة هيئة دولية مؤقتة لإدارة القطاع. إلا أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قيل إنها عُدّلت بعد لقائه برئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اصطدمت بتحفظات مصرية أساسية تتعلق بالسيادة والأمن القومي.
وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة انه من المقرر أن يلتقي بلير بوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة، حسن رشاد، بهدف تسويق رؤيته بشكل مباشر للمسؤولين المصريين. ويتمحور جوهر الخلاف حول البند الذي يقترح إنشاء مقر للإدارة الدولية التنفيذية في مدينة العريش بشمال سيناء، وهو ما ترفضه القاهرة شكلاً ومضموناً.
و يعكس الرفض المصري تمسكاً بمبادئ السيادة الوطنية، ورفضاً قاطعاً لوجود أي إدارة دولية بمهام أمنية وسياسية على أراضيها، خاصة في منطقة سيناء ذات الحساسية الاستراتيجية.
في المقابل، طرحت القاهرة تصوراً بديلاً يقوم على أن تكون إدارة غزة فلسطينية خالصة، عبر لجنة "إسناد مجتمعي" مكونة من شخصيات تكنوقراط غير فصائلية، مع استبعاد حركة حماس.
تُعد مهمة توني بلير في القاهرة اختباراً حقيقياً لمدى مرونة الخطة الأمريكية وقدرتها على استيعاب الشواغل المصرية الجوهرية. وسيترقب المراقبون ما إذا كانت محادثاته ستنجح في إحداث اختراق، أم أن الموقف المصري الصلب سيدفع الأطراف الدولية إلى إعادة النظر في تصوراتها لمستقبل غزة، بما يضمن دوراً مركزياً للفلسطينيين أنفسهم ويتجنب المساس بسيادة دول الجوار.
0 تعليق