Published On 2/10/20252/10/2025
|آخر تحديث: 20:11 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:11 (توقيت مكة)
انتقد موقع "ذي أوبجيكتيف" المهتم بشؤون الصحافة والصحفيين، تلاعب الإعلام الغربي بالمصطلحات وتجنب وصف ما يجري في قطاع غزة بالإبادة الجماعية، رغم إقرار الأمم المتحدة والقانون الدولي بهذا التعريف.
وأكدت الكاتبة الفلسطينية في الموقع الأميركي، بلستيا العقاد، أن ذلك يعد تواطؤا من الصحفيين الغربيين، في ظل أن زملاءهم الغزيين يدفعون حياتهم ثمنا لكشف الحقائق.
وقالت الكاتبة التي واكبت ووثقت تفاصيل الحرب في أسابيعها الأولى "لقد أظهرنا لكم كل شيء، أشخاص يحترقون أحياء في الخيام، صحفيون استُهدفوا مباشرة أمام الكاميرات، وشاهدنا وائل الدحدوح بينما كان لا يزال يقدم تقريرا مباشرا على التلفزيون، وهو يعلم أن إسرائيل قتلت عائلته، سمعنا صوت هند رجب، الطفلة الصغيرة المحاصرة داخل سيارة، وهي ترتجف وتستنجد بالعالم أجمع".
ظل العالم يناقش هذا المصطلح لمدة عامين تقريبا، ناقشوا ما إذا كان ما يحدث في غزة يستوفي شروط الإبادة الجماعية، كما لو أن قتل عائلات بأكملها، وتجويع الأطفال، ومحو شعب بأكمله يحتاج إلى مزيد من الأدلة
ورغم ذلك كله، تبدي العقاد استهجانها من تردد العالم في استخدام الكلمة الوحيدة التي تصف ما يحدث بدقة، وهي "الإبادة الجماعية"، مضيفة "حتى عندما يكون كل ما هو مطلوب هو الكلمات، لا يزال الكثيرون يفشلون في استخدامها".
ودعت الصحفية وسائل الإعلام الغربية إلى الاستيقاظ مما وصفته بـ"عواقب فشل النزاهة الصحفية"، فعلى مدار عامين، وبينما كانت غزة تنزف أمام الشاشات، اختار الكثيرون من الصحفيين الغربيين كلمات لدفن الحقيقة، مضيفة "تحدثتم عن (صراع) و(تصعيد) و(أزمة إنسانية)، ولكن نادرا ما تحدثتم عن إبادة جماعية، تجنبتم هذه الكلمة كما لو أن استخدامها سيؤثر على حيادكم".
The very people who have taught the world the true meaning of humanity, compassion, and community are the same people enduring genocide for the last two years, and yet, here we stand, unable to stop it.. pic.twitter.com/vRRWA6bCyH
— Plestia Alaqad (@alaqad_plestia) September 30, 2025
إعلان
ونوهت إلى أن تجنب ذكر الوصف الصحيح للجرائم الإسرائيلية في القطاع، والتردد في تسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة، كان يوفر غطاء لإسرائيل، التي أرادت إقناع العالم بأن تدمير غزة لم يكن متعمدا، وفق تعبيرها.
وفي يونيو/حزيران الماضي، قال خبراء بالأمم المتحدة إن إسرائيل ارتكبت جريمة ضد الإنسانية تنطوي على "إبادة" بقتلها مدنيين لجؤوا إلى المدارس والأماكن الدينية بقطاع غزة.
وقالت نافي بيلاي المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة "نشهد تزايد الدلائل على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة".
وأشارت الكاتبة إلى أن الإعلام الغربي، يعنون الإبادة بـ"حرب إسرائيل وحماس"، متسائلة "إذا كانت هذه حربا حقيقية، فلماذا يُترك الأطفال يموتون جوعا عمدا؟".
وخاطبت الصحفيين بالقول "أنت تعلم أن اللغة مهمة، واستخدام كلمة (صراع) بدلا من (إبادة جماعية) يعد تشويها، كما أن الصحفيين لا (يموتون)، بل (يُقتلون)"، لافتة إلى تغيير المصطلحات، ينطوي على تغيير الرواية، بحيث يرى العالم الإبادة المتعمدة على أنها شيء أقل خطورة، ولا يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة.
الإعلام الغربي يستيقظ من سباته المؤيّد لإسرائيل ويكسر حاجز الصمت على موت الأطفال في #غزة بسبب التجويع، فهل غيّر موقفه من القطاع؟#حرب_غزة pic.twitter.com/xDYOJLrdum
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 5, 2025
واستهجنت العقاد تردد الإعلام الغربي، رغم وضوح وصراحة إسرائيل، في ارتكابها إبادة جماعية، عبر قصف المنازل والأبراج الشاهقة حتى تختفي العائلات، ومحو المدارس والجامعات من الوجود، وحرق الناس أحياء، وتجويع الأطفال والرضع حتى الموت، وحبس أكثر من مليوني شخص داخل شريط عرضه 365 كيلومترا مربعا، وإجبارهم على النزوح مرارا، واستهداف أماكن نزوحهم.
وقالت "ظل العالم يناقش هذا المصطلح لمدة عامين تقريبا، ناقشوا ما إذا كان ما يحدث في غزة يستوفي شروط الإبادة الجماعية، كما لو أن قتل عائلات بأكملها، وتجويع الأطفال، ومحو شعب بأكمله يحتاج إلى مزيد من الأدلة".
واستدعت الصحفية مقال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، والذي خلص فيه إلى أن إسرائيل تقترف إبادة جماعية استنادا إلى عدد من الخبراء القانونيين، وعلقت "لكن هل كان الأمر يتطلب حقا خبيرا قانونيا ليدرك العالم أن قتل الأطفال الرضع لا يعد دفاعا عن النفس؟ هل كان العالم بحاجة حقا إلى شهور من الدراسات واللجان بينما كانت غزة تدفن أطفالها في أكياس بلاستيكية؟".
وداع حزين مؤلم للشهداء الصحفيين الذين اغتالهم الاحتلال بينهم مراسلا #الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع ومصوراها إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، أمام مجمع الشفاء الطبي بمدينة #غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/k1LBTaALxK
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 11, 2025
وتطرقت إلى مقتلة الصحفيين الغزيين، مستحضرة تصريح فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية، حين شددت على أن وسائل الإعلام الغربية متواطئة في الإبادة الجماعية.
وقالت "يجب أن نتذكر أن جميع اللقطات والتقارير التي تبثها قنوات الإعلام لا توجد إلا بفضل تضحيات الصحفيين الفلسطينيين".
إعلان
وشددت الكاتبة في نهاية مقالها على ضرورة إنهاء النقاش، مؤكدة على أن الاستمرار في التردد يعني تمكين الجناة، الذين يعتمدون على الالتباس اللغوي لتجنب المساءلة، والإفلات من العقاب.
وأكدت أن أقل ما يمكن أن يفعله الصحفيون الغربيون هو تكريم أصوات وتضحيات الصحفيين الفلسطينيين من خلال قول الحقيقة دون تحيز، وختمت بالقول "لا تتلاعبوا بها، لا تحرفوها ولا تغضوا الطرف عنها".
0 تعليق