الشقيقان الكركي.. نموذج لتنكيل الاحتلال بأطفال فلسطين - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخليل - "الأناضول": لم يعد الطفل عبد الفتاح الكركي، ابن البلدة القديمة في مدينة الخليل، قادراً على اللهو في حيّه الذي اعتاد عليه، بعد أن تعرض للتنكيل من قبل جنود الاحتلال.
قوات الاحتلال احتجزت عبد الفتاح (7 أعوام) وشقيقه محمد (5 أعوام) عندما كانا يلهوان في حي عين العسكر بالبلدة القديمة.
وببراءة ممزوجة بخوف، قال عبد الفتاح : "الجنود أمسكوا بنا وقالوا إننا دخلنا عليهم (أحد البيوت التي يسيطر عليها الاحتلال)، وحققوا معنا.. كنا نبكي حتى وصلت أمي وأخي"، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منزلهم فيما بعد.
وعبر الطفل عن خوفه من جنود الاحتلال ومن اللهو في الحي، وقال: "أخاف أن أخرج مرة أخرى ويعتقلوني أو يضربونني".
الحال ذاته، يعيشه شقيقه محمد الذي قال: "كنا نلعب عند البلدية وقدم الجيش وقاموا باستفزازنا"، مضيفا: "الجيش لا يريد أن نلعب في الحارة، أخاف أن يعتقلوني".
ووفق ما وثّق ناشط فلسطيني، احتجز جنود الاحتلال الطفلين بالبلدة القديمة في مدينة الخليل، بدعوى "التجسس"، رغم حالة الهلع التي ظهرا بها، قبل أن الإفراج عنهما بعد تدخل الأهالي وناشطين أجانب.
الناشط بدر التميمي، أحد سكان حي "عين العسكر" قرب المسجد الإبراهيمي، قال إن قوات الاحتلال "احتجزت الطفلين مساء الاثنين لنحو نصف ساعة بدعوى التجسس على منزل استولى عليه مستوطن".
وذكر أن الطفلين "أصيبا بحالة من الهلع والبكاء بينما كان الجنود المدجّجون بالسلاح يحتجزونهما". وتساءل مستنكراً: "كان الأطفال يلهون في حيهم، وبهذا العمر ماذا يمكن أن يرتكبوا ؟!"، وتابع: "الاحتلال تعمد أن يترك أثراً في نفسية الأطفال".
وأشار التميمي إلى أن "قوات الاحتلال أفرجت عن الطفلين بعد تدخل الأهالي ونشطاء أجانب، لكن الطفلين الآن يعيشان حالة من الخوف".
وأوضح: "هناك أعمال ترميم ينفذها الاحتلال لمنزل استولى عليه قبل فترة وجيزة، الأطفال وبدون وعي وقفا أمام المنزل بينما كان الباب مفتوحاً، الأمر الذي ادعاه الاحتلال تجسساً". وأعرب التميمي عن استغرابه من "التهمة لطفلين دون سن السابعة".
وتخضع الأحياء الفلسطينية في البلدة القديمة من الخليل بما فيها المسجد الإبراهيمي لحصار مشدد منذ بداية حرب الإبادة بقطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023، بما في ذلك فرض قيود على التنقل وحظر التجول أغلب الأيام.
وبموازاة الإبادة في غزة، قتل جيش الاحتلال ومستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1048 مواطناً، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، إضافة إلى اعتقال أكثر من 19 ألفاً بينهم 400 طفل.​​​
ووصف الباحث في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فرع فلسطين، عايد أبو قطيش، ما عاشه الطفلان "الكركي" بأنه "تجربة مرعبة". وقال: "إسرائيل تنتهك كل المواثيق الخاصة بالأطفال وحقهم في العيش والتعليم والحركة، تعتقل وحتى تطلق النار دون أي مسؤولية".
وأضاف: "رغم أن القانون الإسرائيلي لا يجيز مساءلة أي قاصر دون سن 12 عاماً، إلا أن هناك عديد الحالات التي تم توثيقها لاحتجاز أطفال لساعات وإخضاعهم للتحقيق". وتابع: "تجربة الكركي نموذج لممارسات جيش الاحتلال بحق الأطفال".
وذكر أن الحركة وثقت قصف الاحتلال منزلاً في محافظة جنين في الأشهر الأخيرة، كان داخله طفلان اعتقلهما فيما بعد لساعات قبل أن يفرج عنهما. وقال: "مر الطفلان بتجربة قاسية من الخوف والرعب لساعات"، مشيراً إلى أن عملية الاحتجاز للأطفال متكررة من قبل الاحتلال في كافة أنحاء الضفة.

 

0 تعليق