Published On 3/10/20253/10/2025
|آخر تحديث: 08:04 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:04 (توقيت مكة)
بغداد- يصادف الثالث من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام اليوم الوطني العراقي، الذي يمثل محطة للاحتفاء بإنجازات البلاد واستحضار أبرز لحظاتها التاريخية، ويرمز هذا اليوم إلى نيل العراق استقلاله عن الانتداب البريطاني عام 1932 وانضمامه رسميا إلى عصبة الأمم.
ووجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، يوم 23 سبتمبر/أيلول، لإعلان مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني في جميع الوزارات والمحافظات.
ورغم رمزية هذا التاريخ وأهميته، فقد أثار موضوع تحديد اليوم الوطني للعراق جدلا واختلافات بين الحكومات المتعاقبة، إذ احتفلت بعض الأنظمة السابقة بتواريخ أخرى مثل 14 يوليو/تموز (قيام الجمهورية)، أو 17 يوليو/تموز (وصول حزب البعث إلى السلطة)، غير أن الحكومة العراقية أقرت في عام 2020 اعتماد الثالث من أكتوبر/تشرين الأول يوما وطنيا رسميا.
" frameborder="0">
فرصة لتعزيز الوحدة
ويُظهر عدد من المواطنين والمثقفين دعما واضحا للاحتفال بالعيد الوطني كفرصة لتعزيز الوحدة والفخر الوطني، حيث يرى المواطن محمد حسين علي أن هذا اليوم ليس "أي يوم عادي"، بل هو "فرصة لتعزيز وطنيتنا"، مشيرا للجزيرة نت إلى أن التطور والتحسن وزيادة الاستقرار في البلد، كما يُرى في عودة الإعمار إلى مناطق مثل شارع الرشيد، "يزيد حبنا للوطن وفخرنا بالعراق وبتاريخه العظيم".
هذا التوجه يؤكده أحمد خليل خضير الذي يعتبر اليوم الوطني "رمزا وعنوانا لكل عراقي"، مشددا على ضرورة الاحتفال به لإعطاء "تاريخ الشعب العراقي وعنوانه وسيادته واستقلاله"، وينضم إليه المواطن حسين علي الذي يرى أن الاحتفال "واجب وطني" كونه "سياسة ترفع من شأن العراق".
من جانبه، يصف صالح الشذري هذا اليوم بأنه "يوم فخر لجميع العراقيين"، مؤكدا في حديثه للجزيرة نت "نحتفل حقا كمواطنين وكمؤسسات وحتى كحكومات في هذا اليوم الوطني"، رغم ما مر به البلد من "مؤثرات خارجية قد تكون أثرت على الجانب الوطني".

واقع مرير
على النقيض تماما، يرى الكاتب والمفكر العراقي غالب الشابندر أن الاحتفال بالعيد الوطني هو نكران للواقع المؤلم، ويرفض الشابندر بشدة في حديثه للجزيرة نت وجود أي مظهر من مظاهر الاحتفال ليقول "لا يوجد عيد وطني عراقي ما دام الفقر موجودا ولن نحتفل به".
إعلان
ويُرجع الشابندر رفضه إلى سلسلة من الأزمات الداخلية، منها "فقر في العراق، وجريمة منظمة، وانهيار أخلاقي في جنوب العراق ووسط العراق"، إضافة إلى اتهامات بالفساد مثل "الخيانات والرشوة والانهيار الاقتصادي والعجز في الميزانية".
ويُشكل الجدل حول التاريخ المُعتمد نقطة خلاف جوهرية أخرى، حيث يرى البعض أن تاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول 1932 لا يُمثل التحرر الحقيقي.

الخلاف التاريخي
ويعتبر المواطن عارف الماضي أن اليوم الوطني العراقي الحقيقي هو 14 يوليو/تموز 1958، تاريخ ثورة إنهاء الحكم الملكي، لأنه اليوم الذي "تخلص فيه العراق من الهيمنة البريطانية وتحرر بشكل طبيعي".
وينتقد عارف الماضي الثالث من أكتوبر/تشرين الأول باعتباره لا يعكس استقلالا كاملا، إذ يرى في حديثه للجزيرة نت أن العراق حينها كان وما يزال حتى عام 1958 تحت الوصاية البريطانية، مشيرا إلى أن الانضمام إلى عصبة الأمم ارتبط بـ"معاهدة 1930″ التي أبقت العراق ضمن النفوذ البريطاني.
لذا، فهو يؤكد "أبدا لا أحتفل بهذا، أنا أعتقد 14 يوليو/تموز 1958 هو اليوم الوطني العراقي الحقيقي".
ولتبرير اختيار تاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول، يتدخل الكاتب والباحث في الشأن السياسي ماهر عبد جودة لتوضيح الأسباب التي دفعت البرلمان والحكومة لاعتماد هذا اليوم مؤخرا.
ويشير عبد جودة في حديثه للجزيرة نت إلى أن خلافات سياسية سابقة حول أيام مثل 14 يوليو/تموز، و17 يوليو/تموز (ثورة 1968) منعت التوافق على يوم وطني بعد عام 2003، ليؤكد أنه تم الاتفاق على أن "انضمام العراق إلى الأمم المتحدة هو اليوم الوطني".
ويرى عبد جودة أن هذا اليوم "يستحق العراقيون أن يحتفلوا به وأن يكون أيقونة لهم"، كونه يحدد "الهوية الوطنية" و"الانتساب إلى عصبة الأمم المتحدة، الأمة التي تحمي المجتمع الدولي"، في المقابل يُشدد شاكر سعيد الموسوي على أن هذا الاختيار يجب أن يكون "بعيدا عن التجاذبات السياسية بعيدا عن الأجندة السياسية"، باعتباره "حدثا تاريخيا" لكل العراقيين.

رأي القانون
من جانبه، أكد الخبير القانوني، علي التميمي، أن هناك خلافات وآراء متعددة بشأن تحديد اليوم الوطني العراقي، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن "البرلمان العراقي لم يصدر أي تشريع قانوني بهذا الشأن حتى الآن".
وقال التميمي إن مجلس الوزراء يستطيع إرسال مشروع قانون إلى البرلمان لاعتبار هذا اليوم عيدا وطنيا، سواء بشكل مستقل أو بإضافته إلى قانون العطل الرسمية رقم 12 لسنة 2024.
وبيّن التميمي أن هناك آراء أخرى مقترحة لليوم الوطني، من بينها:
14 يوليو/تموز: ذكرى تأسيس الجمهورية العراقية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم. فتوى الجهاد الكفائي: في عام 2014، احتفاء بتحرير العراق من "تنظيم الدولة". 9 أبريل/نيسان: ذكرى إسقاط نظام صدام حسين.وأكد التميمي أن هذه المسألة تتطلب تشكيل لجنة عليا متخصصة لدراستها بعمق، بهدف اختيار يوم يمثل كل العراقيين بشكل شامل وكامل، وأشار إلى أن الدستور العراقي لم يذكر مناسبة اليوم الوطني، بل نصت المادة 12 منه على تنظيم علم العراق والنشيد الوطني بقانون، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
إعلان
0 تعليق