أجندة الرعاية فى صدارة نقاشات مؤتمر "نحن الاحتواء 2025" بالشارقة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في جلسة بعنوان "لماذا تعتبر أجندة الرعاية مهمة بالنسبة لنا؟" أكّد خبراء يمثلون منظمات دولية مختصة برعاية ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة أن الاستثمار في خدمات الرعاية والدعم يمثل ركيزة أساسية لبناء مجتمعات أكثر قوة ومرونة، وتعزيز الكرامة الإنسانية، وترسيخ مسارات التنمية الوطنية. واستعرضوا تجاربهم ورؤاهم حول أهمية أجندة الرعاية على المستويين الإقليمي والعالمي.

جاء ذلك في جلسة بعنوان "لماذا تعتبر أجندة الرعاية مهمة بالنسبة لنا؟" ضمن فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العالمي 2025 نحن الاحتواء، الذي تستضيفه إمارة الشارقة حتى 17 سبتمبر الجاري في اكسبو الشارقة.

وشارك في الجلسة كل من هبة هجرس، المقرر الخاص المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والدكتور جاسم الحمادي، الأمين العام لجائزة الشارقة للعمل التطوعي ومدير مكتب المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية، وإلينا دال بو، مديرة جمعية "أزول" في الأرجنتين، أوبيرون جليل أودوم، المنسق الوطني لمنظمة "الاحتواء - غانا"، فاطمة وانغاري، الأمين العام لجمعية كينيا للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وفاديا فرح، رئيسة الجمعية اللبنانية للمناصرة الذاتية.

وفي كلمتها خلال الجلسة، قالت الدكتورة هبة هجرس: "إن أجندة الرعاية والدعم حظيت باهتمام عالمي متزايد خلال السنوات الأخيرة. إذ تؤكد الأمم المتحدة أهمية الاعتراف بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، لا سيما تلك التي تقوم بها النساء في المنزل، وضرورة وضع سياسات تضمن المساواة بين الجنسين وحماية حقوق الإنسان". مشيرة إلى سعي الأمم المتحدة إلى تخصيص الخدمات وتوسيع الوصول إلى التكنولوجيا، مع التأكيد على أهمية التدخل المبكر والدّعم المالي لتمكين الأطفال من النمو داخل أسرهم بدلاً من المؤسسات الإيوائية.

من جانبه، أوضح الدكتور جاسم الحمادي أن دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة توليان اهتماماً كبيراً لتطوير خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة، وقال: "لدينا مراكز عديدة للرعاية، ونكافح التمييز ونضمن حق التعليم، كما نوفر البنية التحتية والدعم المالي والسكني عند الحاجة، إضافة إلى خدمات الرعاية النهارية للأبناء ذوي الإعاقة ممن يعمل آباؤهم وأمهاتهم، فضلاً عن توفير الخدمات الاجتماعية والنفسية والقانونية لهم"، وكشف الحمادي أن دائرة الخدمات الاجتماعية وفرت فرص عمل لـ25 شخصاً من ذوي الإعاقة في مؤسسة بريد الإمارات.

بدورها، قالت إلينا دال بو إن الأشخاص ذوي الإعاقة في أمريكا اللاتينية يحصلون على دعم حكومي محدود، مشيرة إلى أن مفهوم "الرعاية" غالباً ما يحمل دلالة سلبية في تلك المنطقة. وأكدت أن الرعاية والدعم يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب، واقترحت على منظمات الإعاقة الذهنية والنمائية في أمريكا اللاتينية تعزيز الشبكات مع مختلف الأطراف، خصوصاً النساء وكبار السن، لتبّني مقاربة قائمة على حقوق الإنسان.

وفي السياق نفسه، أكّد أوبيرون جليل أودوم أهمية الحماية الاجتماعية لبناء نظام رعاية شامل، مشيراً إلى تنامي الاعتراف بالرعاية في إفريقيا والذي يسهم في صون الكرامة الإنسانية وتخفيف الأعباء عن كاهل النساء. وقال: "إن آليات الرعاية كالتحويلات النقدية، والتأمين الصحي، والخدمات الاجتماعية، ومنح الإعاقة ساعدت الأسر على تحمّل الأعباء المالية، وبدون الحماية الاجتماعية تبقى الرعاية قاصرة ومعتمدة على عمل النساء غير مدفوع الأجر".

من جهتها، استعرضت فاطمة وانغاري تجربة بلادها، مؤكدة أن جمعية كينيا للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية قادت إصلاحات واسعة في مجال الحماية الاجتماعية الشاملة. وقالت: "كان هناك وقت يُترك فيه الأطفال من ذوي الإعاقة في الغابات أو يُودَعون في المؤسسات الإيوائية لأن نظام الدعم كان محدوداً وكانت الأسر تتحمل العبء وحدها". مشيرة إلى أن المجلس الوطني للإعاقة في كينيا أطلق مشروعاً تجريبياً يستهدف الإعاقات الذهنية واضطراب طيف التوحد.

وأشارت فاديا فرح إلى أن المناصرين الذاتيين لعبوا دوراً مؤثراً في دفع مسارات الحماية الاجتماعية في لبنان. وقدمت عرضاً يتضمن رسوماً لابنتها من ذوي الإعاقة الذهنية، سلّطت فيه الضوء على محدودية الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة. وقالت: "نتطلع إلى دعم يتيح لنا العيش في المجتمع، لكن في الوقت الراهن ما يزال العبء الأكبر يقع على عاتق الأسر"، وأشارت إلى أن الأنشطة التي تنفذها منظمات المناصرة الذاتية أسهمت في رفع عدد المدارس الدامجة إلى 150 مدرسة، مؤكدة أن الدمج يبدأ من المنزل ثم ينمو ليشمل المجتمع بأسره.

0 تعليق