وثقت منظمة مواطنة المعنية بحقوق الإنسان 537 حادثة ألغام في اليمن منذ بداية عام 2016، موزعة على 14 محافظة يمنية، حيث حملت 96% من هذه الحوادث مسؤولية مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.

وفي تقرير موسع صدر يوم الخميس الماضي تحت عنوان "حقول الموت.. الضحايا المدنيين لوقائع الألغام الأرضية 2016-2024"، أفادت المنظمة أن فريقها أجرى 1045 مقابلة في مختلف المناطق اليمنية المتضررة من الألغام.

وكشف التقرير عن مسؤولية جماعة الحوثيين عن 512 واقعة من إجمالي الحوادث المسجلة، بينما تتحمل الأطراف الأخرى مسؤولية 25 حادثة.

وشمل المسح المناطق الأكثر تضررًا مثل الحديدة، تعز، الجوف، حجة، مأرب، البيضاء، صنعاء، الضالع، لحج، صعدة، شبوة، أبين، عدن، وإب، حيث تركزت الألغام بشكل رئيسي في المناطق التي تسيطر عليها أو كانت تحت سيطرة الحوثيين.

وأوضحت المنظمة أن الألغام كانت تتركز في المناطق التي شهدت معارك عنيفة أو مناطق استراتيجية بالنسبة للأطراف المتنازعة.

وطالبت منظمة مواطنة في تقريرها جماعة الحوثي بتسليم الخرائط الخاصة بالألغام المتفجرة والأشراك الخداعية إلى أي جهة دولية مختصة بهدف إزالتها والتخلص منها.

كما شددت المنظمة على ضرورة الكف الفوري عن استخدام الألغام بكل أنواعها والأجسام المتفجرة، داعية الأطراف المتنازعة إلى إتلاف أي مخزون لديها من الألغام، وتعهدت بعدم تصنيعها أو استيرادها.

من جانب آخر، طالبت منظمة مواطنة المجتمع الدولي بتشكيل آلية تحقيق دولية ذات طابع جنائي للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك الاستخدام المفرط للألغام في النزاع اليمني.

كما أكدت على ضرورة مراقبة التزام الأطراف المتنازعة باتفاقية أوتاوا لحظر الألغام، ومحاسبة الأطراف المنتهكة للاتفاقية وتطبيق المسؤولية الجنائية عليهم.

تؤكد منظمة مواطنة أن الألغام الأرضية تواصل حصد أرواح المدنيين في اليمن، وتستهدف بشكل رئيسي الفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء، وتساهم في تفاقم المعاناة الإنسانية في البلاد.